العلم والمعرفةالفضاء والفلك

يعتقد الكثير أن علم الفلك والتنجيم علم واحد، فما هو الفرق بين علم الفلك والفيزياء الفلكية والتنجيم؟

علم الفلك والفيزياء الفلكية والتنجيم مواضيع مختلفة للغاية: فعلم الفلك علم أكاديمي يغطي علم مراقبة النجوم والفيزياء التي تشرح كيفية عمل النجوم والمجرات. والفيزياء الفلكية هي دراسة فيزياء علم الفلك وتركز على سلوك وخصائص وحركة الأجسام السماوية أما التنجيم فهو مجرد لعبة فهو ممارسة غير علمية تربط بين مواقع النجوم لعمل تنبؤات حول المستقبل. ولكن للأسف كثيرًا ما يتم الخلط بين الموضوعين.

وقد شكل عمل المنجمين القدامى أساس النجوم والمخططات الملاحية التي استخدمها القدماء، بالإضافة إلى بعض الأبراج التي نعرفها اليوم. ومع ذلك، لا يوجد أي أساس علمي في ممارسة التنجيم اليوم.

الفيزياء الفلكية

الفرق بين علم الفلك والفيزياء الفلكية والتنجيم

علم الفلك

علم الفلك حرفيا “قانون النجوم” باللغة اليونانية و الفيزياء الفلكية المشتقة من الكلمات اليونانية لـ “نجم” و “فيزياء”)، ويأتي الفرق بينهما فيما يحاول النظامان تحقيقه. في كلا العلمين، فإن الهدف هو فهم كيفية عمل الأشياء في الفضاء الخارجي. كما أنه يصف حركات وأصول الأجرام السماوية، مثل: النجوم والكواكب والمجرات والسدم وغيرها. كما يشير أيضًا إلى الموضوع الذي تدرسه عندما تريد التعرف على هذه الأشياء لكي تصبح عالم فلك. ويدرس علماء الفلك الضوء المنبعث أو المنعكس من الأجسام البعيدة.

فيزياء الفلكية Astrophysics

هي أحد فروع علوم الفضاء، التي تطبق مبادئ الفيزياء والكيمياء لدراسة طبيعة الأجسام الفلكية. وتدرس الفيزياء الفلكية الشمس، النجوم الأخرى، المجرات، الكواكب وصف العمليات التي ينطوي عليها وولادة وتكوين وموت النجوم والكواكب وغيرها من الأجرام الأخرى في الكون، بالإضافة إلى معرفة ما الذي يدفع تغيراتها التطورية. كما يتم دراسة ما تصدره هذه الأجسام من إشعاعات عبر الطيف الكهرومغناطيسي بأكمله.

على الرغم من الاختلافات بينهما، إلا أن المصطلحان أصبحا مترابطين إلى حد ما في السنوات الأخيرة، حيث يتلقى معظم علماء الفلك نفس التدريب الذي يتلقاه علماء الفيزياء الفلكية، بما في ذلك إكمال برنامج الدراسات العليا في الفيزياء.

التنجيم

يعد علم التنجيم من العلوم المزيفة والتي ليس لها أي أساس علمي. فالتنجيم لا يعتمد على دراسة الخصائص الفيزيائية للنجوم والكواكب والمجرات ولا يهتم بتطبيق مبادئ الفيزياء. كما انه لا يمتلك أي قوانين فيزيائية تساعد في تفسير نتائج التنجيم.

الشيء الوحيد العلمي والصحيح في التنجيم، هو أن المنجمون يستخدمون مواقع النجوم والكواكب والشمس كما يُرى من الأرض، للتنبؤ بالخصائص الفردية للناس وشؤونهم ومستقبلهم.

والتنجيم يشبه إلى حد كبير الحظ، ولكن مع وجود لمعان علمي عليه لمنحه نوعًا من الشرعية أمام الأشخاص. وفي الحقيقة، لا توجد أي طريقة لاستخدام مواقع النجوم والكواكب لإخبارنا أي شيء عن حياة الشخص أو متي سيقع في الحب أو الحصول على المال والشهرة، هذه الأشياء مجرد خرافات ووهم للعبث بالاشخاص والحصول على أموالهم. ولكن مع الآسف بعض الناس يستمدون الكثير من الرضا من العبث بها. ويجب ان تتذكر أن التنجيم محرم في ديننا. ولن يحدد مستقبلك شيء غير العمل الجاد والاجتهاد.

اقرأ أيضًا:

الدور القديم الذي لعبه علم التنجيم في علم الفلك

في حين أن علم التنجيم ليس له أي أساس علمي، إلا أنه لعب دورًا أوليًا في تطوير علم الفلك. فقد كان المنجمين الأوائل مراقبي للنجوم منتظمين ورسموا العديد من مواقع وحركات الأجرام السماوية. وكانت هذه المخططات والحركات لها أهمية كبيرة لفهم كيفية تحرك النجوم والكواكب عبر الفضاء.

يختلف التنجيم عن علم الفلك عندما قام المنجمون في العصور القديمة باستخدام معرفتهم بالنجوم للتنبؤ بالأحداث المستقبلية الأشخاص، وكانوا يفعلون ذلك في الغالب لأسباب سياسية ودينية. وإذا استطاع المنجم أن يتنبأ بشيء رائع ل ملكه أو ملكته، فقد يحصل على منزل أو بعض الذهب.

متي انفصل علم الفلك عن التنجيم

في العصور القديمة كان علم الفلك والتنجيم يُعاملان كعلم واحد. ثم في عصر التنوير في القرن 17 انفصالا عن بعضهما البعض، عندما رفض العلماء اعتبار التنجيم كعلم. وخلال الجزء الأخير من فترة العصور الوسطى، أصبح علم الفلك هو الأساس وأصبح التنجيم يعمل من خلاله. وفي القرن الثامن عشر، أصبحا يعاملان كاختصاصين منفصلين عندما أصبحت الدراسات العلمية أكثر صرامة.

وأصبح من الواضح للعلماء في ذلك الوقت أنه لا يمكن قياس القوى الفيزيائية المنبثقة من النجوم أو الكواكب التي يمكن أن تفسر ادعاءات المنجمون. أي أنه لا يؤثر موقع الشمس والقمر والكواكب عند ولادة الشخص على مستقبل هذا الشخص أو شخصيته.

ومع زيادة نسبة المتعلمون أصبح العديد من الأشخاص يعرفون أن التنجيم ليس إلا لعبة باستثناء المنجمين الذين يكسبون المال من فنهم والأشخاص الذين يثقون بهم للأسف.

المصدر

Mai Hesham

ماجستير في الكيمياء غير العضوية، ودبلوم التغذية العلاجية، مهتمة بالفلك والفضاء.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى