العلم والمعرفةالفضاء والفلك

لماذا يجد علماء الفلك أن قمر زحل إنسيلادوس مذهل بشكل خاص؟

إنسيلادوس هو سادس أكبر قمر لكوكب زحل (من بين 83 قمرًا)، ويبلغ عرضه 500 كيلومتر فقط. اكتشفه ويليام هيرشل في عام 1789. كما أنه يعد من الأقمار الغامضة، لذلك يحاول العلماء دائمًا استكشاف أجزاء منه في أي فرصة تسمح.

قمر إنسيلادوس

في عام 2005، أُرسلت المركبة الفضائية كاسيني في مهمة لاستكشاف زحل والأقمار الخاصة به. وقد اكتشفت المركبة بفضل جهزة قياس المغناطيسية الموجودة على متن المركبة الفضائية وجود غلاف جوي يضغط على المجال المغناطيسي لكوكب زحل، مما يعني أن القمر يطلق غازات.

داخل إنسيلادوس

يغطي سطح القمر الجليد، كما يحتوي على خمس تضاريس مميزة منتشرة على سطحه، وهي:

  • الحفر، مما يشير إلى سطح أقدم.
  • أخاديد تبدو خالية من الحفر، مما يشير إلى تكوين أحدث.
  • وجود “بركان مائي”، مما يسمح بالتجديد المستمر للأسطح المتضررة. وكأن القمر يُصلح نفسه باستمرار.
  • وجود المياه أسفل الجليد. مما يجعل العلماء يعتقدون وجود كائنات تعيش أسفل هذا الجليد.
  • نظرًا لطبقته السميكة من الجليد، يعد انسيلادوس أيضًا أكثر الأجسام انعكاسًا في النظام الشمسي، وبالتالي فهو الجسم الأكثر سطوعًا (بعد الشمس).
  • يعكس الكثير من ضوء الشمس، فإن درجة حرارة الظهيرة تبلغ -198 درجة مئوية، مما يجعله أبرد قمر في كوكب زحل.
انسيلادوس

اقرأ أيضًا:

السلوك الكوني والنشاط الداخلي

يدور إنسيلادوس حول زحل في مدار بيضاوي الشكل ويشارك المدار مع قمر زحل الآخر، ديوني. ونتيجة لذلك، فهو يخضع لجاذبية ديوني بالإضافة إلى جاذبية زحل. تسبب هذه التفاعلات الخشنة ظاهرة تعرف باسم تشوه المد والجزر، والتي تجبر شقوق “شريط النمر” في القطب الجنوبي على الانقباض والارتخاء باستمرار أثناء تحركها نحو زحل وبعيدًا عنه. تؤدي الحركة الشبيهة بالعضلات لهذه الشقوق إلى طرد المواد الكيميائية والغازات من سطح القمر الجليدي السميك بسرعة حوالي 1300 كم / ساعة.

يتم سحب الغازات المنطلقة من قمر انسيلادوس واسطة جاذبية زحل، لتصبح جزءًا من حلقته الإلكترونية. كما تمكنت كاسيني من جمع عينات من جزيئات الغاز. وكشفت بيانات المركبة الفضائية عن تشابه مذهل مع المواد الكيميائية الموجودة حول الفتحات الحرارية المائية على الأرض، والتي تقع في أعماق المحيط حيث لا تصل إليها أشعة الشمس.

الحياة المحتملة على القمر

على الأرض، تولد هذه الفتحات كميات هائلة من الطاقة الحرارية والمواد الكيميائية العضوية، مما يسمح للنظام البيئي الغني والمتنوع بالنمو والازدهار. وقد توصلت الأبحاث إلى وجود بلورات السيليكا وثاني أكسيد الكربون وكميات كبيرة من الميثان والهيدروجين الجزيئي (H2) على قمر انسيلادوس ساهم في وجود شيء مشابه للفتحات الحرارية المائية داخل المحيط العالمي تحت سطح القمر الصغير.

ولكن هذا لا يعني أن الحياة موجودة على إنسيلادوس، بل يعني أن الحياة قد يكون لديها القدرة على التطور أو الازدهار في البيئة التي تحتوي عليها.

إذا كان هناك شيء مثل هذه الفتحات على إنسيلادوس، فهناك احتمال أكبر أن تتواجد الحياة على هذا القمر الجليدي الصغير. وهذا يجعل إنسيلادوس واحدًا من أكثر المرشحين الواعدين لاستضافة حياة خارج كوكب الأرض.

المصدر

Mai Hesham

ماجستير في الكيمياء غير العضوية، ودبلوم التغذية العلاجية، مهتمة بالفلك والفضاء.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى