منوعات

46 عام مضى على حرب أكتوبر، تعرف على تفاصيل ذلك الانتصار العربي الساحق على اسرائيل

لقد كانت نكسة يونيو (حزيران) عام 1967 م زلزال عظيم هز الوجدان العربي وأيقظه فبدأوا بالتحضير لحرب انتقامية كبيرة لاسترداد ما احتلته إسرائيل من الأراضي في سوريا ومصر.

في مصر سعى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بشراء الأسلحة المتطورة وقد حاول عبد الناصر في عام 1969 أن يقوم بالحرب لكن الظروف لم تكن مناسبة لأن التنسيق مع القيادة السورية لم يكتمل بعد.

وبعد وفاة جمال عبد الناصر واستلام الرئاسة من قبل الزعيم الراحل محمد أنور السادات وفي سوريا قيام الحركة التصحيحية واستلام الرئيس الراحل حافظ الأسد بدأ التنسيق بين القيادة المصرية والسورية واستكمال التدريبات والتحصينات والتجهيز للحرب.

الجيش المصري في حرب أكتوبر

وكان للعرب من المحيط إلى الخليج دور داعم لقيام الحرب، وقد قامت كل من سوريا ومصر بالقيام بهذه الحرب على اسرائيل لتحرير شبه جزيرة سيناء في مصر وهضبة الجولان في سوريا.

حرب أكتوبر في مصر

في تمام الساعة الثانية وخمس دقائق اليوم السادس من أكتوبر لعام 1973، العاشر من رمضان كما تعرف فى مصر أو حرب تشرين التحريرية كما تعرف فى سوريا أو كما يسمونها بالعبرية حرب يوم الغفران نفذت أكثر من 200 طائرة حربية مصرية ضربة جوية على الأهداف الاسرائيلية بالضفة الشرقية للقناة حينها عبرت الطائرات على ارتفاعات منخفضة للغاية تفادياً لرادارات العدو الاسرائيلي.

واستهدفت المقاتلات المصرية بكفاءات عالية ونادرة المطارات ومراكز القيادة ومحطات الرادار والإعاقة الالكترونية وكذلك بطاريات الدفاع الجوي وتجمعات جنود العدو والمدرعات والدبابات والمدفعيات والنقاط الحصينة في خط بارليف.

وبعد عبور الطائرات بخمس دقائق بدأت المدفعية المصرية على طول خط القناة بقصف التحصينات الاسرائيلية الواقعة بخط برليف بشكل مكثف وذلك تحضيراً لعبور الفوج الاول من المشاة وفي حلول الساعة السادسة والنصف أي بعد اقل من 90 دقيقة،  كان قد تمكن ألفان من الضباط  وثلاثون ألف جندي من خمس فرق مشاة بالجيش المصري من عبور القناة.

رفع العلم المصري فى حرب أكتوبر
رفع العلم المصري فى حرب أكتوبر

بينما كان أبطال سلاح المهندسين يقومون بفتح الثغرات في خط بارليف تمهيداً لعبور الدبابات والمركبات البرية وفي تمام الساعة العاشرة والنصف مساء اكتمل بناء سبعة جسور وابتدأت الدبابات والأسلحة الثقيلة تتدفق نحو الشرق باستخدام الجسور العائمة.

فضلا عن 31 معدية وبشروق شمس السابع من اكتوبر أصبح لدى القيادة العامة المصرية في الضفة الشرقية للقناة خمس فرق مشاة بكامل أسلحتها الثقيلة بالإضافة الى ألف دبابة وتهاوى خط برليف الدفاعي الذي قيل أنه محصن ضد القنابل النووية. تهاوى بفضل سواعد وعقول الجيش المصري الذين قدروا ب300 الف جندي طوال فترة المعركة لتنتهي اسطورة الجيش الاسرائيلي بأنه جيش لا يقهر.

الجسور العائمة في سيناء

حرب أكتوبر (تشرين التحريرية) في سوريا

على الجانب الثاني أي على الجبهة السورية والتي بدأت القتال بنفس الوقت حسب الاتفاق مع القيادة المصرية، فقد كان الهدف هو تخطي خط الدفاع الاسرائيلي على هضبة الجولان (خط آلون) في سوريا.

وقد شاركت في الحرب ما يقارب 100 طائرة سورية وفتحت فواهة نارية للمدافع وقد استمرت لمدة ساعة ونصف فتمكنت سوريا من اختراق خط آلون واختراق صفوف العدو الاسرائيلي ورفع العلم السوري على جزيرة الشيخ مما تسبب بخسائر كبيرة لإسرائيل وقد كان لذلك سبب كبير في تمكن مصر من سحق اسرائيل في ذلك الوقت فقد تشتت اسرائيل يومها بين سوريا ومصر.

الجيش السوري في الجولان

مساندة الدول العربية لمصر وسوريا

من الجدير بالذكر أن هذا الانتصار الساحق الذي كسر شوكة اسرائيل والداعم الأكبر لها أميركا كان سببه الرئيسي هو اتحاد الدول العربية ومساندتها لسوريا ومصر في هذه الحرب الأسطورية

دور السعودية

قامت السعودية بمساعدة مصر واتخذت قرار مهم وهو حظر تصدير النفط لأي دولة مساندة لإسرائيل وتخفيض إنتاج النفط حوالي 340 مليون برميل من أكتوبر إلى ديسمبر من عام 1973.

 وبسبب ذلك ارتفعت اسعار النفط من 3 دولار الى 11 وقد استمر هذا الحظر حتى عام 1974 وبسبب ذلك فقد اختلف الفكر العربي منذ ذلك الوقت بحيث أصبح لدى العرب قدرة في التأثير في الآراء السياسية عن طريق حظر النفط وهذا الموضوع لم يكن لدينا فكرة عنه قبل هذه الحركة ورغم أن هذه الحركة كانت قد تتسبب بخسائر كبيرة للسعودية. لكن الملك الفيصل قال يومها كلمة: “إن ما نقدمه هو أقل بقليل مما تقدمه مصر وسوريا من تقديم ارواح جنودها في المعركة، لقد تعودنا على العيش بالخيم ونحن على استعداد إلى الرجوع إليها وحرق آبار البترول بأيدينا وألا تصل إلى أيدي أعدائنا”.

قامت أيضاً بمساعدة سوريا حيث صنعت جسر جوي وأرسلت عن طريقه 20 الف جندي إلى الجبهة السورية.

دور العراق

خاضت العراق معركة دموية أمام اسرائيل حيث أن العراق وضعت كل الوحدات العسكرية لمساعدة مصر وسوريا وقد كان لدى القوات العراقية أثناء الحرب أكثر من 600 دبابة متمركزة على الجبهة السورية وثلاث فرق مشاة على الجبهة المصرية مما أحدث الفرق حيث أرسلت ما يقارب من 30 ألف جندي ومن 250 إلى 500 دبابة و 500 مدرعة.

دور ليبيا

تدخلت ليبيا أيضاً بحيث ساعدت مصر مساعدات مادية حيث عقدت صفقة طائرات مع فرنسا واستخرجت جوازات سفر لمصريين على أساس أنهم ليبيين وتم تدريبهم في فرنسا وذلك كان له دور كبير في تفوق الطيران المصري ووصوله لمستوى عالي في الأداء.

كما وقعت مصر بمشكلة الدبابة تي 62 وتكفلت ليبيا بمساعدة مصر في مشكلة هذه الدبابة وأعطتها مساعدات بقيمة مليار دولار لتشتري بها أسلحة.

دور الجزائر

كان للجزائر دور كبير بحيث أرسلت مجموعة من الطائرات المختلفة لمصر، وقد قام  الرئيس الجزائري بزيارة موسكو في نوفمبر 1973، ووضع 200 مليون دولار في حساب مصر وسوريا في الاتحاد السوفييتي على أن يتم توفير العتاد والسلاح اللازم للجبهتين من هذا المبلغ.

دور الإمارات

في 1973 كان عمر الإمارات أقل من سنتين لكن الشيخ زايد أمر السفير الإماراتي في لندن أن يحجز جميع غرف العمليات الحربية المنتقلة وأن يشتري منها في حال إمكانية ذلك وقد تم معالجة الجنود المصريين المصابين في تلك الغرف.

أما بالنسبة لدور الإمارات الإعلامي، فقد لعبت دوراً كبيراً حيث أن الإعلام العالمي كان متحيزاً لإسرائيل وقد كانوا يسوقون إلى أن إسرائيل هي التي تدافع عن أرضها وأنها منتصرة.

فقامت الإمارات عندها بجمع أكثر من 40 صحفي أوروبي وسهلت لهم الذهاب الى مكان الحرب و تكفلت بنفقات ذهاب الصحفيين لموقع الحرب، مما نقل الصورة بشكل مختلف وصحيح.

 كما قد تبرعت الإمارات ب 100 مليون دولار لمصر في حين أنها لم تكن تملك تلك النقود، بل على عكس ذلك كانت تعاني من مشاكل مادية في دولة أبو ظبي.

دور اليمن

كان لها دور مهم حيث أغلقت باب المندب وكان لذلك دور كبير في الحرب.

دور الكويت

قسمت الكويت جنودها بين الجبهة السورية والجبهة المصرية بالإضافة للمساعدات المادية. ولا ننسى دور المغرب والسودان وتونس أيضاً في هذا النصر.

الجيش الكويتي فى سوريا
الجيش الكويتي فى سوريا

فيديو وثائقي عن حرب أكتوبر المجيدة

فيديو وثائقي عن حرب أكتوبر نشرته وزارة الدفاع المصرية على صفحتها الرسمية على اليوتيوب

لقد كان ولا يزال نصر أكتوبر من أعظم الانتصارات في التاريخ، حيث كسر الرهبة والخوف من أسطورة الجيش الذي لا يقهر وكان السبب في ذلك هو مساندة جميع الدول العربية لبعضها البعض ضد العدو المشترك اسرائيل وأميركا الداعمة لها وكما قال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر: “إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة“.

هبة الله الدالي

مهندسة طاقة كهربائية، ومحررة، وكاتبة محتوى إبداعي ومتوافق مع محركات البحث في جميع التخصصات.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى