مراجعات

مراجعة فيلم ALITA: BATTLE ANGEL

يقدم أحدث أفلام روبرت رودريغز مشاهد بصرية مذهلة لكنه لا يتمكن تماماً من الارتقاء إلى مستوى المانجا الشهير.

يروي المانجا الشهير Battle Angel Alita قصة تجري أحداثها في المستقبل البعيد، عندما يتم العثور على سايبورغ مراهقة في كومة خردة عملاقة، والتي تكتشف من هي ومن تريد أن تكونه من خلال مشاهد آكشن مثيرة الواحد تلو الآخر. إنها عمل خيالي مذهل، والذي تحول الآن إلى فيلم طويل رائع بصرياً لكن تم حشوه بالكثير من الحبكة والأحداث لدرجة أنه لم يعد هناك عملياً مكان للهدف الفعلي.

أعيدت تسمية الفيلم إلى Alita: Battle Angel، وهو من بطولة روزا سالازار (التي لعبت دوراً في فيلم Bird Box) بدور آليتا، السايبورغ الفاقدة للذاكرة التي ترى هذا العالم المدمر بعينين واسعتين مليئتين بالدهشة والتعجب. ويشاركها كرستوف والتز البطولة بدور إيدو، مصلح السايبورغ اللطيف الذي يصلح آليتا ويصبح بمثابة والدها البديل. يريد إيدو أن تبحث آليتا عن قدرها بنفسها، متحررة من كل الأعباء التي تأتي مع جسمها ذو التكنولوجيا المتطورة. لا يبدو أن أحداً يعرف من أين جاءت أو لماذا هي متطورة لهذه الدرجة أو لماذا تمتلك خبرة لا مثيل لها في فنون السايبورغ القتالية المفقودة منذ زمن طويل.

القصة في Alita: Battle Angel مكثفة للغاية لدرجة أنها يمكن أن تملأ عدة أفلام. فعلى طول فيلم واحد فقط، تقوم آليتا بالتحقيق بقاتل متسلسل وتصبح صائدة جوائز وتقع بالحب وتنضم إلى فريق سايبورغ رياضي قاتل ومحترف، وتكشف حقيقة وجودها. وأثناء ذلك تواجه الشرير فيكتور (ماهرشالا علي) وعالمته تشيرين (جينيفر كونيلي)، اللذان يديران سباقات الـ “Motorball” ويعملان بالخطف والتشويه وأمور أخرى غير قانونية.

تغطي هذه الأحداث تقريباً أول 4 مجلدات من مانجا Battle Angel Alita، وبالرغم من أن المؤلفان الشريكان لايتا كالوغريديس وجيمس كاميرون يحاولان جعل جميع هذه الأجزاء تنسجم سوية، إلا أن الفيلم يعاني من بنية شبيهة بالحلقات. فنرى آليتا تندفع عبر قصة معينة، والتي تصعد إلى ذروة عملاقة، ثم يأخذ الفيلم استراحة وينتقل إلى قصة أخرى تبني مشهداً كبيراً آخراً، ثم يبدأ الأمر مرة أخرى.

الأمر يشبه مشاهدة الثلث الأول من مسلسل تلفزيوني دفعة واحدة ثم التوقف فجأة، لكن Alita: Battle Angel محدود بـ 122 دقيقة فقط، لذا يبدو بأن كل شيء يجري مستعجلاً. فنجد أن الأزمة الوجودية التي تعتبر محور القصة الأصلية، والتي تصارع فيها آليتا لمعرفة من هي ومن أين جاءت، يتم حلها بسرعة، لأنه يجب الكشف عن كل شيء بوضوح بهدف الوصول إلى مشهد الآكشن المذهل التالي. لذا فإن الفيلم أقرب لأن يكون فيلماً هوليوودياً ضخماً مليئاً بالآكشن أكثر من فيلم خيال علمي قوي.

صورة من فيلم Alita : Battle Angel

لكن بالرغم من أن الفيلم لا يرقى تماماً إلى مستوى مادة المصدر الذكية والفلسفية التي يأخذ منها، إلا أنه يبقى إنتاجاً مذهلاً. فهو يقدم عالماً ينبض بالحياة ومليئاً بالتفاصيل من السكان السايبرانيين والمواقع المذهلة التي تبدو واقعية للغاية وفي نفس الوقت من أحدث التقنيات. إن هذا النوع من الروعة المثيرة للدهشة هو ما يجعل الأفلام ساحرة في المقام الأول. حيث ستجد نفسك وقد انتقلت إلى عالم آخر مذهل مليء بالغرابة والتفاصيل المثيرة للاهتمام. إن Alita روعة بصرية.

وفي وسط كل هذا، تقدم روزا سالازار أداءً استثنائياً. فبالرغم من الأطراف المولدة عبر الحاسب والعينان المضخمتان بشكل مصطنع، نجدها تنجح في إضفاء الدفئ والطابع الإنساني على آليتا. حيث تندمج إنسانياتها الجادة على مدار الفيلم لتتحول إلى قوقعة محاربة قاسية، لكن أحاسيسها تجاه هيوغو (كيان جونسون) الذي سيصبح صديقها الحميم مليئة بالرقة التي تناسب أفلام اليافعين. تتبرعم قصتهما من بين رماد عالم مدمر مثل زهرة تنبثق من صدوع في الرخام.

كما تمتاز علاقة آليتا بإيدو بالعاطفة والدفئ، لكن يتعرض كريستوف والتز المسكين للتهميش لنصف الفيلم، لذا لا يتم التبحر بشخصيته بشكل كاف. إنه معلم آليتا ووالدها وطبيبها وبروفيسورها وضميرها، وهذه مسؤولية طويلة. لكن لحسن الحظ يلعب والتز دوره بشكل رائع، كما أنك لن تمل من صورة الفائز بالأوسكار لمرتين وهو يحمل فأساً عملاقاً يعمل بالطاقة الصاروخية.

يعتبر Alita: Battle Angel تغييراً كبيراً في أسلوب المخرج روبرت رودريغز، الذي أمضى معظم حياته المهنية في تجاوز نظام الاستديو لصالح مشاريع مستقلة واسعة الخيال ذات ميزانية منخفضة. لكن بالرغم من انتقاله الكبير هذا، إلا أنه يعرف كيف يصنع فيلم استديوهات مرضياً. والأكثر من ذلك هو أن حبه للغرابة والآكشن الفريد يعطي الفيلم لمسة من التجدد والإثارة في زمن أصبحت فيه الكثير من أفلام الـ CGI (التي تحتوي على صور مولدة بالكومبيوتر) الضخمة تبدو مألوفة.

وبالرغم من أن Alita: Battle Angel لا يصل إلى المستوى الفني والعاطفي والموضوعي للمانجا الأصلية، إلا أنه يعتبر محاولة جيدة لنقل عمل يوكيتو كيشيرو إلى الوسط السينمائي. فمع الحماسة الكبيرة للمخرج في وضع أكبر قدر من قصة المانجا على الشاشة، اضطر القائمون على الفيلم إلى التخلي عن اللحظات الأكثر هدوءاً والتي أعطت جميع هذه الأحداث معنى أكبر. لكن كل شيء تمكن من الوصول إلى الفيلم هو، على الأقل، رائع بشكل لا يصدق.

المصدر

مراجعة فيلم ALITA: BATTLE ANGEL ترجمة : دينا مهنا

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى