العلم والمعرفةالفضاء والفلك

ما هي البقعة الحمراء العظيمة Great red spot (GRS) لكوكب المشتري؟

يعد كوكب المشتري من الكواكب العملاق الغازية، كما يعرف بدرع الأرض وحاميها. وهو أحد أروع وأجمل الكواكب في نظامنا الشمسي، حيث تزيد كتلته عن ضعف كتلة الكواكب الثمانية مجتمعة معًا. كما أن المجال المغناطيسي لكوكب المشتري أقوى بـ 20000 مرة من المجال المغناطيسي للأرض. وواحدة من أكثر الميزات المميزة للكوكب هي المنطقة الغريبة التي تعرف بالبقعة الحمراء العظيمة (GRS). لنتعرف أكثر عن معلومات عن كوكب المشتري والبقعة الحمراء العظيمة.

ما هي البقعة الحمراء العظيمة؟

البقعة الحمراء العظيمة (GRS) هي عاصفة عملاقة مضادة للأعاصير تدور عكس اتجاه عقارب الساعة في نصف الكرة الجنوبي من الكوكب. وهي عاصفة كبيرة جدًا لدرجة أنها يمكن أن تبتلع كوكبنا بأكمله بسهولة. وتشبه الأعاصير المضادة على الكوكب الأعاصير التي نراها على الأرض، لكن سرعة الرياح ضعف سرعة الرياح على الأرض.  وأهم ما يميزها هو حجمها وقدرتها على التحمل.

منذ متى كانت البقعة الحمراء على كوكب المشتري؟

تشير الدراسات إلى أن هذه العاصفة كانت مستمرة منذ أكثر من 300 عام. أما بالنسبة للأرض، فكانت أطول عاصفة استمرت لمدة 31 يوم.

هل توجد عواصف أخرى مميزة على الكواكب؟

نعم، توجد بعض العواصف الكبيرة والمميزة على كواكب أخرى، لكن لم تستمر أي منها لعدة قرون، مثل البقعة الحمراء. ففي عام 1989، عندما حلّق المسبار فوييجر 2 بالقرب من كوكب نبتون، التقط فوييجر 2 العديد من الصور للكوكب، ولفت انتباه العلماء بقعة زرقاء داكنة في وسط الكوكب.

البقعة المظلمة الكبيرة (GDS) على نبتون

توصل العلماء بعد العديد من الدراسات، أن البقعة الزرقاء كانت أيضًا عاصفة عملاقة تشكلت نتيجة مناطق مماثلة من الضغط المرتفع، تمامًا مثل البقعة الحمراء، وقام العلماء بتسميتها البقعة المظلمة الكبيرة. وتبلغ سرعة الرياح في GDS 1300 ميل / ساعة، وهي أسرع سرعة تم تسجيلها على الإطلاق في نظامنا الشمسي. ولكن، المميز في هذه العاصفة أنه ليست ثابتة في منطقة معينة، بل تتحرك حول الكوكب. ولكن في عام 1994، اكتشف العلماء أن البقعة الزرقاء الداكنة اختفت تمامًا بسبب الرياح المتقاطعة القوية على الكوكب بعد بضع سنوات من تحركها على الكوكب.

معلومات عن كوكب المشتري
معلومات عن كوكب المشتري

متى تم اكتشاف البقعة الحمراء؟

يُعتقد أن عالم الفلك جيوفاني كاسيني هو أول من لاحظ البقعة الحمراء العظيمة في عام 1665، وقد أطلق عليها اسم “عاصفة دائمة”. وبعد ذلك بدأ علماء الفلك بدراسة ومراقبة التغييرات المختلفة التي تحدث داخل GRS.

هل يمكن أن تختفي البقعة الحمراء العظيمة GRS؟

من غير المرجح أن تستمر البقعة الحمراء إلى الأبد، حيث يعتقد أن نهاية هذه العاصفة قريبة، حيث يتوقع العلماء اختفائها في العقود القادمة.

عندما لوحظت GRS في القرن 19، تم تسجيل عرضها حوالي 25000 ميل. ولكن، عندما حلق مسبار الفضاء فوييجر فوق كوكب المشتري، وجد العلماء أن حجم البقعة الحمراء قد تقلص بشكل كبير إلى 14500 ميل. في التسعينيات، عندما قام تلسكوب هابل بقياسها مرة أخرى، وجد أن عرض GRS أصبح 13000 ميل. وفي الآونة الأخيرة، عندما جمع مسبار جونو بيانات الكوكب، وجد أن عرض البقعة الحمراء أصبح يبلغ 10000 ميل.

اقرأ أيضًا:

ويعتقد العديد من علماء الفلك أنه خلال العقدين المقبلين، سوف تتقلص البقعة الحمراء وتصبح دائريًا إلى حد ما، وبعد ذلك يمكنها الاستمرار والبقاء على هذا النحو لبعض الوقت. أما إذا أصبحت طويلة جدًا، فإن التيارات النفاثة التي كانت تؤجج العاصفة لعدة قرون يمكن أن تمزق العاصفة، كما فعلت الرياح المتقاطعة لعاصفة الميثان الزرقاء الداكنة (GDS) على نبتون.

معلومات عن كوكب المشتري

الفرق يبن إعصار الأرض وعاصفة كوكب المشتري

تتولد العواصف الإعصارية على الأرض عندما يتبخر بخار الهواء الدافئ بسبب حرارة الشمس من البحر. ويشكل هذا البخار غيومًا كثيفة تطلق الحرارة في الهواء، ويؤدي ذلك إلى تكوين منطقة ضغط منخفض بالقرب من سطح البحر، مع ارتفاع الهواء الدافئ إلى السحب، بينما يمتص البحر الهواء البارد إلى القاع. وبسبب دوران الأرض بسرعة أعلى بالقرب من خط الاستواء، فإن الرياح التي تقترب من خط الاستواء تبدأ في الانحناء، مما يؤدي إلى حدوث الأعاصير. وعندما تصل هذه الأعاصير إلى الساحل، فإنها تبدأ في التلاشي سريعًا ثم تختفي تمامًا.

ولكن بالنسبة للبقعة الحمراء للمشتري فالأمر مختلف، فهي عبارة إعصار مضاد يتشكل حول منطقة ذات ضغط مرتفع. وبسبب طبيعة تكوين كوكب المشتري، حيث يعد كوكب غازي، فإنه لا يملك أرض لتهدئة هذه العاصفة. فعلى كوكب الأرض، السبب الرئيسي للعاصفة هو حرارة الشمس، فإذا لم يكن هناك شمس فلن يكون هناك وجود للأعاصير. ولكن، عاصفة كوكب المشتري ليست نتيجة الشمس، لأنها تأتي من أعماق الكوكب نفسه. حيث تشير التقديرات إلى أن قلب كوكب المشتري حار جدًا يبلغ حوالي 43000 درجة فهرنهايت، مما يشكل مزيجًا من المواد الكيميائية المتطايرة التي أنشأت البقعة الحمراء للمشتري. كما يتم تغذية البقعة الحمراء من خلال تيارين نفاثين قويين، مما يمنح هذه العاصفة دورانًا مستمرًا.

المصدر

?What Is Jupiter’s Great Red Spot (GRS)

Mai Hesham

ماجستير في الكيمياء غير العضوية، ودبلوم التغذية العلاجية، مهتمة بالفلك والفضاء.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى