ماهو التنوع الحيوي؟ وما أهميته في حياتنا؟
محتويات
إن التنوع الحيوي هو أساس استمرار واستقرار الحياة والنظام البيئي، وبالتالي بالتأكيد فهو السبب الرئيسي لاستقرار حياتنا كبشر وأي خلل في هذا التنوع الحيوي سيؤثر علينا وعلى كل ما يحيط بنا وهذا ما نشهده في الآونة الأخيرة للأسف.
ما هو التنوع الحيوي؟
التنوع البيولوجي أو التنوع الحيوي هو مصطلح يصف تنوع الكائنات الحية على الأرض. باختصار، يوصف بأنه درجة تباين وتنوع الحياة في مكان ما. يشمل التنوع الحيوي الكائنات الحية الدقيقة والنباتات والحيوانات والنظم البيئية (الإيكولوجية) مثل الشعاب المرجانية والغابات والغابات المطيرة والصحاري إلخ.
يشير التنوع الحيوي أيضًا إلى عدد أو وفرة الأنواع المختلفة التي تعيش داخل منطقة معينة. فهو يمثل ثروة الموارد الحيوية المتاحة لنا. الأمر كله يتعلق بالحفاظ على المنطقة الطبيعية المكونة من مجتمع من النباتات والحيوانات وغيرها من الكائنات الحية التي بدأت في التراجع بمعدل ثابت بسبب التخطيط لأنشطة بشرية تسبب تدمير النظم البيئية.
حددت الأمم المتحدة 2011-2020 عقد الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي. في التنوع الحيوي، كل نوع، بغض النظر عن حجمه كبيرًا أو صغيرًا، يلعب دورًا مهمًا في النظام البيئي. تعتمد الأنواع النباتية والحيوانية المختلفة على بعضها البعض لما يقدمه كل منها وهذه الأنواع المتنوعة تضمن الاستدامة الطبيعية لجميع أشكال الحياة. يمكن أن يستعيد التنوع البيولوجي الصحي نفسه من مجموعة متنوعة من الكوارث.
أنواع وأسباب التنوع الحيوي
يحتوي التنوع البيولوجي على ثلاثة عناصر أساسية:
- التنوع الجيني (الوراثي)
- تنوع النظام البيئي
- تنوع الأنواع
في الآونة الأخيرة تم إضافة جانب جديد هو “التنوع الجزيئي“.
يتم توزيع التنوع الحيوي بشكل غير متساو. وهو يختلف عالمياً وداخل المناطق. وتشمل العوامل المختلفة التي تؤثر على التنوع البيولوجي: درجة الحرارة والارتفاع والهطول والتربة وعلاقتها بالأنواع الأخرى. على سبيل المثال، يقل التنوع البيولوجي للمحيطات بمقدار 25 مرة عن التنوع الأرضي. يزيد التنوع البيولوجي أيضًا من شكله أثناء انتقاله من القطبين نحو المناطق الاستوائية.
إن التنوع البيولوجي هو نتيجة 3.5 مليار سنة من التطور. وقد كان عرضة لفترات الانقراض. المرحلة الأحدث والأكثر تدميراً هي انقراض الهولوسين، الذي حدث بسبب تأثير البشر على البيئة.
ما أهمية التنوع الحيوي؟
يوجد للتنوع البيولوجي عدد من الوظائف على الأرض. وهي كالتالي:
الحفاظ على توازن النظام البيئي
إعادة تدوير وتخزين المواد الغذائية، ومكافحة التلوث، واستقرار المناخ، وحماية موارد المياه، وتشكيل التربة وحمايتها والحفاظ على التوازن العالمي.
توفير الموارد البيولوجية
توفير الأدوية والمستحضرات الصيدلانية والغذاء للسكان والحيوانات البشرية ونباتات الزينة والمنتجات الخشبية ومخزون التربية وتنوع الأنواع والنظم البيئية والجينات.
الفوائد الاجتماعية
الترفيه والسياحة، والقيمة الثقافية والتعليم والبحث.
دور التنوع البيولوجي
سيساعد دور التنوع الحيوي في المجالات التالية في توضيح أهمية التنوع البيولوجي في حياة الإنسان:
التنوع البيولوجي والغذاء
80 ٪ من إمدادات الغذاء البشري يأتي من 20 نوع من النباتات. لكن البشر يستخدمون 40 ألف نوع في الغذاء والملبس والمأوى. يوفر التنوع البيولوجي مجموعة متنوعة من الأطعمة لهذا الكوكب.
التنوع البيولوجي وصحة الإنسان
من المتوقع أن يؤدي نقص مياه الشرب إلى أزمة عالمية كبرى. يلعب التنوع البيولوجي أيضًا دورًا مهمًا في اكتشاف الأدوية والموارد الطبية.
التنوع البيولوجي والصناعة
توفر المصادر البيولوجية العديد من المواد الصناعية. وتشمل هذه الألياف والزيت والأصباغ والمطاط والماء والأخشاب والورق والغذاء.
التنوع البيولوجي والثقافة
يعزز التنوع البيولوجي الأنشطة الترفيهية مثل مراقبة الطيور وصيد الأسماك والرحلات وما إلى ذلك. مما يلهم الموسيقيين والفنانين.
اقرأ أيضاً:
تعرف على آثار تلوث المياه والحلول الممكنة للحفاظ على مواردنا المائية
سبب فقدان التنوع الحيوي
التنوع البيولوجي للأرض في خطر شديد. في العصر الحالي، البشر هم أخطر أسباب تدمير التنوع البيولوجي للأرض. في عام 2006، استخدمت المصطلحات المهددة أو في خطر أو النادرة لوصف حالة العديد من الأنواع. “الرباعية الشريرة” التي حددها جاريد دياموند هي الإفراط في القتل، وتدمير الموطن البيئي، والانقراض الثانوي والأنواع المدخلة. يتم وصف العوامل التي حددها إدوارد ويلسون باختصار HIPPO لتدمير الموطن البيئي، وتغير المناخ، والأنواع الغازية، والتلوث، وزيادة السكان والإفراط في الاستغلال.
تدمير الموطن البيئي هو سبب رئيسي لفقدان التنوع البيولوجي. سبب فقدان الموطن البيئي هو إزالة الغابات وزيادة السكان والتلوث والاحتباس الحراري. حيث أن الأنواع الكبيرة جسديًا وتلك التي تعيش في الغابات أو المحيطات تتأثر أكثر بانخفاض المواطن البيئية.
يقدر بعض الخبراء أن حوالي 30 ٪ من جميع الأنواع على الأرض سوف تنقرض بحلول عام 2050. وفقا للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN)، على الصعيد العالمي حوالي ثلث جميع الأنواع المعروفة مهددة بالانقراض. حتى يقدر أن 25 ٪ من جميع الثدييات سيتم انقراضها في غضون 20 سنة.
حتى إذا تعطل عنصر صغير من النظام الإيكولوجي، فإن توازن النظام بأكمله مهدد. النظم الإيكولوجية للمياه العذبة هي في الوقت الحاضر أكثر النظم الإيكولوجية المهددة. تشير الأنواع الغازية (المغيرة) إلى الأنواع التي عادة ما تظل مقيدة من النظام البيئي بسبب وجود الحواجز الطبيعية. نظرًا لأن هذه الحواجز لم تعد موجودة، فإن الأنواع الغازِيَة تغزو النظام البيئي، وتدمر الأنواع المحلية. الأنشطة البشرية كانت السبب الرئيسي لتشجيع الأنواع الغازية.
يمكن تهديد الأنواع أيضًا من خلال التهجين الوراثي الذي لا يمكن التحكم فيه.
الاستغلال المفرط ناجم عن أنشطة مثل الصيد المفرط وقطع الأشجار والاتجار غير المشروع في الحياة البرية. يتم صيد أكثر من 25٪ من مصايد الأسماك العالمية بمستويات غير مستدامة.
الاحترار العالمي أصبح أيضا سببا رئيسيا لفقدان التنوع البيولوجي. على سبيل المثال، إذا استمر المعدل الحالي للاحتباس الحراري، فستختفي الشعاب المرجانية التي تمثل مناطق للتنوع البيولوجي خلال 20-40 سنة. قد تنقرض 10٪ من جميع الأنواع بحلول عام 2015، إذا استمر الاحتباس الحراري.
وبالتالي يمكننا أن نرى أن التنوع البيولوجي الذي يعتبر حيويا لرفاهية الحياة على الأرض، يتعرض لتهديد العديد من العوامل المتعلقة بالأنشطة البشرية. هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات لحماية التنوع البيولوجي الرائع لكوكبنا. يجب أن نضع سياسات اقتصادية من أجل الحفاظ على التنوع البيولوجي للأرض واتخاذ التدابير المناسبة لحماية النظام البيئي والأنواع.
