أحكام شرعيةإسلام

البيوع المحرمة وأشكالها وأراء الفقهاء في الشريعة الإسلامية

لقد أمرنا الله عز وجل، بالتحري في معرفة الحلال والحرام، والبيع لكل السلع حلال، إلا ما حرم الله في البيع، ويقول الله تعالى: (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا)، فمن أشكال البيع المحرم هو “الربا” الذي نهى الله عنه في القران الكريم، كما حرم أيضا بيع الخمور، والمخدرات، وغيرها من المحرمات المعروفة، إلا أن هناك بياعات محرمة لا يعلمها الكثيرون، وفي هذا نتحدث اليوم عن البيوع المحرمة .

البيوع المحرمة

لقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من البيوع المحرمة، وحذر أيضًا علماء الشريعة من انتشار البيوع المحرمة لما لها من مفاسد على المستهلك. كما أنها أيضًا تؤدي إلى التدمير الاقتصادي للدول. وطالبوا بنشر الوعي الديني لتلك البيوع المحرمة لتوعية الناس بها وبمخاطرها التي تؤثر عليهم بالسلب.

وذكر العلماء حوالي 80 شكل من أشكال البيع المحرم لا يعلمها الكثير. وليس المستهلك فحسب إنما أيضا لا يعلمها البائعون، ويقع الكثير من البائعين والتجار في بيعات محرمة بدون علمهم، ويجب توعيتهم لضمان نقاء المعاملات بين البائع والمشتري.

اقرأ أيضاً:

من أشكال البيوع المحرمة

  • بيع العين الغائبة: وهذا من أشكال البيع المحرم المقصود به بيع التاجر لشيء مملوك له بالفعل، ولكن بدون أن يراه المشتري. وقد أجاز بعض الحنفية هذا النوع من البيع مع إعطاء الحق للمشتري بعد معاينته للبضاعة بقبولها أو رفضها. وقد يرى جمهور العلماء جواز هذا النوع من البيع لانتفاء الجهالة، مع وجود شرط أن يصف البائع للمشتري ما يبيعه للغائب، ثم يكون له الحق في إتمام البيع من عدم بعد رؤيته ومعاينته لما اشتراه.
  • المزابنة: وهو بيع التمور على النخيل بتمور أخرى بعد طرحها، وتحريم بيع الدم بالمال أو مقابل منفعة، وكذلك بيع الكلاب لأغراض غير الحراسة، وبيع الأموال الربوية. وبيع ما هو ليس ملكًا لك مثل بيع الشارد من الحيوانات وغيرها من الطيور في السماء والأسماك في البحر، ومن ضمن هذا أيضًا هو بيع اللبن أو الجبن قبل إنتاجه. ويحرم أيضًا بيع العنب إذا كان لغرض إنتاج الخمور.
  • بيع الجهالة: ويقصد بهذا البيع هو بيع المجهول، إي أن تبيع شيء مجهول الثمن مما يحدث نزاعات بين الناس عند معرفة الثمن، وهذا البيع باطل عند جمهور العلماء وأيضًا باطل عند الحنفية.

بيوع محرمة أخرى

  • بيع شيء وتعلم انه مستخدم في الحرام: وهذا مثال تجارة السلاح، فمن يبع السلاح يعلم جيدًا أنه يستخدم في أشياء غير مشروعة، أو بيعه لقطاع الطرق والخارجين عن القانون. وأيضًا مثال على هذا هو بيع العنب لمن يريد استخدامه في صناعة الخمور.
  • العينة: وقد حرم الله هذا البيع والمقصود ببيع العينة، هو أن يبيع الشخص شيئا ما، بثمن مؤجل، ثم يقوم مشتري بشرائه نقدًا، والغرض من هذا البيع الحصول على المال بطريق حلال ووسيلة محرمة. ويعتبر هذا البيع باطل عند الحنابلة والمالكية، وصحيح عند الشافعية، ويترك الشافعية نية البائع لله، وهو عند الحنفية صحيح إذا كان فيه توسط واعتدال.
  • بيع النجش: وهو بيع الشيء بزيادة عن الثمن الأصلي.
  • بيع المصراة، وهذا البيع خاص بالبهائم سواء شاه أو ناقة، فمثلًا لا يقوم البائع بحلب البهيمة قبل بيعها ليثقل وزنها أو بترك حلبها لعدة أيام لإيهام المشتري أن الشاه أو البقرة تدر الكثير من اللبن عند البيع، وهذا حرام شرعًا.
  • تلقي الركبان: وهذا البيع يعتبر حرام شرعًا، لخروج المشتري ومقابلة البائع قبل الدخول إلى السوق لشراء منه البضائع بأقل من ثمنها ويعتبر هذا بخس.
  • بيع الميتة: وتعتبر بيع الميتة من البياعات الحرام الذي حرمها الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سموات، لما لها من اضرر على صحة الإنسان وكذلك تعتبر نوع من أنواع الغش. والميتة بأنواعها حرام عدا السمك والجراد لوجود نص شرعي بإجازة أكلها، وكذلك تحريم تناول الدم ما عدا الكبد والطحال، كم حرم الله سبحانه وتعالى أكل الخنزير بجميع أعضائه.

اقرأ أيضاً:

آراء الفقهاء في البيعات المحرمة

إن الفقهاء والقوانين قد حرمت بيع بعض المنتجات والمواد الغذائية الفاسدة وغير الصالحة، كما تحريم بيع اللحوم إلا بعد التأكد من إنها مذبوحة على الطريقة الإسلامية. كما يحرم أيضًا بيع المخدرات وبيع السلاح والبنج إلا في الاستعمالات الشرعية المخصصة للاستخدامات القانونية والشرعية.

كما أن الإسلام حرم كل البيوع التي جاء نص بتحريمها، كما تم تحريم كل الطرق المؤدية إلى المحرمات مثل بعض الصحف والمجلات وبعض التطبيقات الخليعة التي تحرض على الفسق والفجور، لما فيها من فساد للمجتمعات. وقال الله تعالى: (يا أيها الذين امنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون).

فيجب اتباع الأوامر الشرعية وإعطاء النصح والإرشاد ليعرف جميع الناس المحرمات التي يجب الابتعاد عنها لتفادي معصية الله أولًا ولتجنب انتشار الفساد بين الأشخاص والمجتمعات، فكل ما حرم الله سبحانه وتعالى يجب تجنبه.

وبهذا نكون قد تعرفنا على البيوع المحرمة. مع إبراز بعض البيوع وتوضيحها إلا أن هناك الكثير من البيوع المحرمة لا يعلمها الكثيرون ويجب على كل مسلم معرفتها.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى