أمومة وطفولةالأسرةعلاقات أسرية

تربية الأولاد وأهميتها ومن المسؤول عن تربيتهم في الاسلام؟

تعد عملية تربية الأولاد هي حجر الزاوية في بناء أسرة قوية، وضمان استقرارها، وهي ليست بالعملية السهلة، وإنما تحتاج إلى خبرات عميقة لدى الأبوين، ولا شك أن تربية الأولاد بطريقة صحيحة تحصنهم ضد ما يمكن أن يواجهونه من أحداث ومغريات قد تعرقل مسيرتهم ومستقبلهم.

تربية الأولاد

التربية عملية تفاعلية وديناميكية مستمرة تبدأ منذ الولادة، وتستمر في كاف مراحل عمر الأولاد في طفولتهم ومراهقتهم حتى يشبوا معتمدين على أنفسهم، مدركين للدور المنوط لهم، والمهام الموكلة إليهم، وعلى قدر الآمال المعقودة عليهم، ويمكن إيجاز دور تربية الأولاد في النقاط التالية:

  • هي تعزز الثقة، وغرز المثل العليا في نفوس الناشئين، وتجعل منهم أفرادً صالحين، يقومون بنفع أنفسهم ومجتمعهم.
  • تربية الأولاد ليست عملية أحادية يمكن التركيز من خلالها على بناء جانب واحد، وإهمال بقية الجوانب.
  • إنها عملية متكاملة تهدف لبناء الإنسان بدنيًا ونفسيًا، واجتماعيًا وعقليًا وجنسيًا وخلقيًا.
  • قد يعتقد البعض أن مهمة التربية تقع على الأسرة فقط، ولكن مع دور الأسرة الهام.
  • هناك دور المدرسة، ودور العبادة، والأندية الاجتماعية والرياضية.
  • ووسائل الإعلام، وغيرها من المؤسسات الأخرى المعنية.
تربية الأولاد

اقرأ أيضًا:

أسس تربية الأبناء في الإسلام

يدرك الإسلام جيدًا أهمية تربية الأولاد في الإسلام تربية صحيحة، وأن على عاتقهم تقع المهام الجسام، من حيث حمل مشاعل الدعوة والدفاع عن الدين والوطن، ومن هنا يمكننا إيجاز الأسس التي تبناها الدين الإسلامي في تَربِيَة الأَولَاد:

  • اختيار الزوجة الصالحة التي ستكون أما صالحة في المستقبل، وكذلك الزوج الصالح الذي سيكون أبًا في المستقبل.
  • فالأسرة الصالحة هي اللبنة الأولى للأسرة السعيدة التي تتضمن تربية سليمة للأولاد.
  • ويأتي الصلاح من خلال التدين الوسطي الصحيح والاتصاف بالأخلاق القويمة، ومن هنا حث النبي –صلى الله عليه وسلم- على اختيار الشخص المتدين ليكون زوجًا فقال: “إذا أتاكم من ترضون دينهُ وخُلقه فزوجوه”, وعلى الجانب الآخر حث على اختيار الزوجة ذات الخلق فقال: “فاظفر بذات الدين تربت يداك”، وذلك بعد أن عدد المزايا الأخرى التي بسببها تنكح المرأة.
  • الصلة الطيبة بالله تعالى ودعاؤه بأن يهب الذرية الصالحة، وذلك حتى قبل أن يرزق الشخص بأولاد كما علمنا ربنا فقال: (رب هب لي من الصالحين).
  • المعاملة الطيبة للزوجة والأم وخاصة أمام الأطفال، ولاسيما أن القرآن شدد على أمن الزواج ميثاق غليظ فقال: (وأخذنا منكم ميثاقًا غليًا).
  • ووصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالنساء خيرًا، وذلك عندما قال في ختام خطبته في خطبة الوداع: “واستوصوا بالنساء خيرًا”.
  • الأذان في أذن المولود بمجرد ولادته، تحل عليه البركة وتجنيبه الشيطان.
  • وكذلك تحنيكه وحلق رأسه، وكلها آداب وسنن واردة بالتواتر عن النبي –صلى الله عليه وسلم-.
  • كما جاء في كتاب تربية الأولاد في الإسلام للشيخ عبد الله ناصح علوان.
  • الاهتمام بتعليمه الأخلاق الكريمة، والعادات السليمة وكل ما ينفعه في دنياه وأخراه.
  • كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: “مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع”.
  • وقال الله تعالى: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها).
تربية الأولاد

اقرأ أيضًا:

حكم تربية الأولاد

تَربِيَة الأَولَاد من المسؤوليات الكبرى التي ينبغي على الوالدين بالأساس ثم المعلمين والمربين أن يقوموا بها على كافة الوجوه الصحيحة، فكل راع مسؤول عن رعيته، و يحاسب على تقصيره فيها، وفيما يلي توضيح لذلك:

  • تواترت النصوص التي توضح أهمية تربية الأبناء في القرآن والسنة النبوية.
  • حيث جاء في الحديث الصحيح: “كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته، فالرجل راعٍ في أهله ومسؤولٌ عن رعيته، والمرأةُ راعيةً في بيتِ زوجها ومسؤولةٌ عن رعيتها”.
  • إن مسألة تَرْبِيَة الأَولَاد تربية صحيحة منذ النشأة فيه نجاة للنفس والأهل من مهالك الدنيا وجحيم الآخرة.
  • حيث يقول ربنا تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وقودوها الناس والحجارة).

دور الأم في تربية الأبناء في الإسلام

بالرغم من دور الأب الكبير في تربية الأبناء، إلا أنه لا يخفى ما للأم من دور عظيم في تربية الأولاد، ويمكن تلخيص هذا الدور فيما يلي:

  • أن الأم هي التي تقوم بالصياغة الأولى للطفل، فهي صاحبة التأثير الأكبر عليه.
  • وهي التي تستطيع أن تقوم أخطاءه، وتتعامل جيدًا مع مزاجه المتغير.
  • كما أن الأم أكثر التصاقًا بالابن، ولاسيما في مرحلة الطفولة، فهي المرضعة والحاضنة وصاحبة النصيب الأكبر في تربية الأبناء وتلقينهم الأسس الأولى في الأخلاق والمبادئ.
  • لا شك أن تربية الأولاد الذكور تنال النصيب الأكبر من الجهد من الأم، بحكم تمردهم.
  • خاصة مع انفلاته من مرحلة الطفولة، ولكنها تقوم بدورها دون ملل أو كلل.
  • لما كان للأم الدور الأكبر، وهي صاحبة المجهود الوافر في تربية الأولاد، كانت درجة التوصية بها كبيرة.
  • حيث أوصى النبي –صلى الله عليه وسلم- بها ثلاثًا فقال أمك ثم أمك ثم أمك، جوابًا لمن سأله عن أولى الناس بالصلة والصحبة، في حين كانت التوصية بالأب مرة واحدة.

التربية السليمة وأثرها على الأبناء

لا شك أن اتباع أساليب سليمة في تنشئة وتربية الأولاد، له مردود كبير، ويمكن إيجاز هذا الأثر فيما يلي:

  • يشب الولد سويًا من الناحية النفسية، فلا يكون معقدًا ولا مركبًا ولا كارها لنفسه أو مجتمعه.
  • يكون الولد نافعًا لنفسه وأهله ووطنه ودينه.
  • كذلك الحفاظ على الفطرة السليمة التي فطر الله تعالى الإنسان عليها.
  • الولد في صغره يكون أكثر استقبالا واستفادة من التربية، فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر، أما التعليم في الكبر فهو كالراقم على الماء.
  • يكون الوالدان قد حققا الأمانة والمسؤولية التي أسندت إليهما.

وفي نهاية هذا المقال عن تربية الأولاد نكون قد تعرفنا على الكثير من المعلومات الخاصة عن كيفية وطرق التربية الصحيحة للأولاد، ووجهة نظر الإسلام في هذا الشأن، وكذلك دور الأم في تربية الأولاد، والتربية السليمة وأثرها على الأبناء.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى