كارمن والديكتاتور لـ ياسمين جويلي

كارمن هي مسرحية من أعمال الفنان محمد صبحي قدمت أول مرة على مسرح سينما راديو في 14 يوليو عام 1999 ميلادية

 المسرحية كارمن مأخوذة عن أوبرا كارمن جورج بيزيه وأضاف صبحي داخل قصة أخرى يناقش مفاهيم إنسانية كثيرة، …

 من ضمنها الحرية المطلقة والديكتاتورية وربطها بالواقع السياسي الذي يعيشه العالم اليوم طارحاً تسائله: 

هل الحرية المطلقة التي يصل بها الناس لحد الغوغاء والفوضى تستلزم وجود ديكتاتور لكبح جماحها، 

أم وجود الديكتاتور الذي يقهر الناس في الأصل هو السبب الذي يدفعهم للمطالبة بالمزيد من الحرية حتى يصلوا للفوضى؟

ومن هنا تتصاعد أحداث القصة ب صراع خفي بين مدير الفرقه الذي يمثل الديكتاتور ويين كارمن الحرية المطلقة 

حيث رفضت تلك القيود ورغم انصياعه سابقا للديكتاتور في داخله

الا انها لم تنسى انها رمز للحريه ورفضت ما يقبله من حوله من أوامر

وظلت ترفض وتعترض وتتمرد تارة بالهزل وتارة بالجد 

وظلت تعبث بعقله المجنون، يمينا ويسارا

تقبل كلماته ثم تعود تتمرد وترفضها وتعلق أن لـها رأيا مخالفا ڵه

وفي خضم ذلك، يصف صبحي علاقة الشعوب بالحكام

مابين الخوف من الحب والرغبة في الحرية 

وبين الأمل في الإصلاح ودعوات التمرد على الحاكم ثم رفضها خوفًا على الوطن لأنه الأهم والأبقى

ليتصاعد دور كارمن في تشجيع الجميع على الرفض والتمرد

ليتجه لـها سكين الديكتاتور ليقتل فيهم امل التمرد ورغبات التحرر

وتقضي كارمن ثمن حريتها بحياتها

لينهي صبحي المسرحية بأن الشعوب هي من تصنع الديكتاتور

وهي ايضا من تقتل الأحرار

كارمن موجودة وتقتل كل يوم 

والديكتاتور واحد مهما اختلفت أشكاله وجنسه و مؤهلاته العلمية