إسلامشهر رمضان

الاعتكاف وشروط صحته وكل ما يمكن أن تتساءل عنه

أنار هلال شهر رمضان السماء، وبدأت معه طقوسه المبهجة والتي تساعد على بدا الروح لعهد جديد مع الله عز وجل. وكما بدأت العشر الأواخر من رمضان يوم الأحد الماضي، ويحاول العديد من الأشخاص اتباع سنة رسول الله محمد صل الله عليه وسلم في الاعتكاف في المساجد وقراءة القرآن الكريم وقيام الليل والتهجد.

في هذا المقال سنوضح الاعتكاف وشروط صحته وكل ما يمكن أن تتساءل عنه.

ما هو الاعتكاف

الاعتكاف من العبادات التي تم ذكرها في القرآن الكريم، ومنها قول الله عز وجل لنبيه إبراهيم وولده إسماعيل – عليهما السلام – في سورة الحج الآية رقم 26 {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ‏}. وهو من سنن النبي – صل الله عليه وسلم – حيث كان يعتكف في العشرة الأوسط من رمضان طلبًا لليلة القدر. ثم في آخر حياته صلى الله عليه وسلم “”صار يعتكف في العشر الأواخر من رمضان “‏؛ لما تبين له أن ليلة القدر ترجى في العشر الأواخر، واعتكف معه نساؤه وأصحابه عليه الصلاة والسلام‏.

لذلك يمكن تعريف الاعتكاف على أنه المكوث في أحد المساجد من أجل عبادة الله وحده لا شريك له، من خلال الصلاة وتلاوة القرآن وتدبر آياته، وذكر الله عز وجل.

شروط الاعتكاف الصحيح

أوضح الأزهر الشريف شروط الاعتكاف وهي:

  • الإسلام: كي يتم قبول الاعتكاف، يجب أن يكون المعتكف مسلم
  • الطهارة: وهي الطهارة من الحدث الأكبر، حيث لا يجوز للحائض أو النفساء أو الجُنب الاعتكاف.
  • النية: وذلك عن طريق أن ينوي المعتكف بالانقطاع عن الحياة الدنيا والإنشغال بالتعبد والتقرب من الله عز وجل. يجب أن تكون نيته خالصة لوجه الله تعالى وليس من أجل رياء الناس أو انتظار المدح والثناء. قال رسول الله صل الله عليه وسلم: ” إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى”.
  • العقل: يقبل الاعتكاف من الشخص ذو الأهلية. ولا يجوز الاعتكاف لغير العاقل أو من ذهب عقله نتيجة شربه للمحرمات.
  • مكان الاعتكاف: يجب أن يكون في مسجد تقام فيه الفرائض جماعة. فلا يجوز الاعتكاف في مسجد مهجور أو في المنزل.
  • عدم إيتاء المعتكف امرأته بجماع؛ وذكر ذلك في قول الله تعالى: { وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ الله فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ الله آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}.
شروط الاعتكاف

اقرأ أيضًا:

ما يباح للمعتكف:

يباح الآتي للمعتكف إذا أراد الاعتكاف:

  • يباح الخروج من المسجد لقضاء حاجات المعتكف التي لا بد منها مثل تلقي العلاج إذا كان مريضًا. والذهاب إلى صلاة الجمعة إذا كان المسجد الذي يعتكف فيه لا يصلي الجمعة جماعة.
  • الأكل والشرب والنوم في المسجد أثناء الاعتكاف بشرط الحفاظ على نظافته.
  • الكلام إذا ما وجب عليه التحدث.
  • تصفيف الشعر، تقليم الأظافر، الأستحمام من أجل تنظيف الجسم،  لبس أفضل الثياب، والتطيب.

ما يُكره على المعتكف:

إذا أراد الشخص الاعتكاف يجب عليه أن يحذر من:

  • البيع والشراء،
  • الكلام بالباطل يبطل الاعتكاف،
  • الخروج من المسجد بدون وجود حاجة لذلك،
  • ذهاب العقل،
  • الحيض والنفاس للمرأة،

يجب على المعتكف أثناء الاعتكاف أن يملأ وأن يملأ وقته بالأعمال الصالحة ويُكثر من الذكر والتسبيح والاستغفار، وتلاوة القرآن، والتوقف عن الانشغال بالأمور الدنيوية. حيث يلزم على المعتكف محاولة إخراج أشغال الدنيا من قلبه حتى يصلح الله حاله و يملأ الإيمان قلبه وتستقيم جوارحه.

ووجد علماء الدين أن الاعتكاف يزيد من صلة العبد بربه، وزيادة إيمانه مما يجعل المرء قادر على مواجهة أعباء الحياة وفتنها بكل يسر.

كما أن الاعتكاف يساعد الإنسان أن يخلو مع نفسه فتستكين وتعود إلى فطرتها التي خلقها الله بها، ويقوم الله تعالى برفع المعتكف درجات في الجنة.

إن اعتكاف العشر الأواخر من رمضان وإدراك ليلة القدر، يقوم الله عز وجل بغفران الذنوب، ويستجيب لمناجاته ودعائه، ويرضى الله عنهم 

Mai Hesham

ماجستير في الكيمياء غير العضوية، ودبلوم التغذية العلاجية، مهتمة بالفلك والفضاء.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى