الأسرةقضايا المجتمع

احذر من أسباب تعاطي المراهقين للمخدرات قبل فوات الأوان

بشكل عام تعتبر المراهقة من الفترات الحرجة في عمر الإنسان، إن التغيرات الهرمونية والجسدية تسبب صعوبة في التعامل مع المراهقين خصوصاً من قبل الأهل. لذا يلجأ الكثير من المراهقين للكحول أو المخدرات مما يزيد الطين بلة ويزيد من قسوة الأهل عليهم ظناً منهم بأنهم أشخاص سيئين ويجب معاقبتهم.

لكن في الحقيقة فالأشخاص في هذا السن يحتاجون التفهم وحل الأسباب التي جعلتهم مدمنين بدلاً من انتقادهم ومهاجمتهم. لذا تعرف معنا على اسباب الوقوع في المخدرات بالنسبة للمراهقين فكما يقال إذا عُرف السبب بَطُل العجب. لعل معرفة الأسباب تساعدنا في إيجاد الحلول وتجاوز المشكلة.

اسباب الوقوع في المخدرات

الملل

يعتبر الملل من الأسباب الأكثر شيوعًا التي تدفع المراهقين إلى تجربة المخدرات والكحول، وذلك لأنه ليس لديهم اهتمامات أو هوايات. فيعتبرون تجربة المخدرات كنوع من النشاطات. لذا حاول تحميل ابنك المراهق المزيد من المسؤوليات أو ملء وقته بالأنشطة الخارجة عن الدراسة للانخراط فيها حتى لا يكون لديه الوقت للتفكير في تعاطي المخدرات.

تجربة للانخراط في مجموعات

يشعر الكثير من المراهقين بالخجل خصوصاً في العام الأول في الثانوية، ويجدون صعوبة في تكوين صداقات (خاصة في مدرسة جديدة مع الطلاب الأكبر سنًا). لذا يلجؤون إلى المخدرات والكحول لمساعدتهم على الشعور بثقة أكبر أو الانخراط بمجموعة اجتماعية كالمجموعة التي تتعاطى المخدرات.

إن ذلك ينبع من الحاجة إلى تكوين صداقات. لذا فإن تشجيع أطفالك على الانضمام إلى الأندية والرياضة يمكن أن يساعدهم في تكوين صداقات بطريقة صحية.

الاكتئاب

يلجأ بعض المراهقين إلى المخدرات والكحول كشكل من أشكال الهروب. عندما يكونون حزينين أو مكتئبين، حيث تعتبر هذه المواد أفضل وسيلة وملجأ لينقلب مزاجهم ويشعرون بالسعادة.

قد تعتقد أن شعورهم ذلك مجرد مبالغة بسبب مرورهم بفترة المراهقة، لكن قد يتعرضون للاكتئاب بالفعل في حال وجودهم في محيط غير داعم وغير متفهم لهم.

حب الاستطلاع

بشكل عام فإن الفضول موجود عند كل الناس بشكل طبيعي، لذا فهو موجود بالتأكيد لدى المراهقين. ويعتبر من أهم اسباب الوقوع في المخدرات لدى المراهقين.

حيث أنه لدى المراهقين وهم بأنهم محصّنين ولا يمكن قهرهم. حتى لو كانوا يعرفون أن المخدرات سيئة، فإنهم لا يعتقدون أن أي شيء سيء يمكن أن يحدث لهم. لذا فإن توعية طفلك على مخاطر تعاطي المخدرات والكحول قد يطفئ هذا الفضول.

اقرأ أيضاً:

فقدان الوزن

غالبًا ما تلجأ المراهقات إلى عقاقير أقوى – مثل الكوكايين – للحصول على طريقة سريعة لفقدان الوزن. خلال المدرسة الثانوية على وجه الخصوص، تصبح الفتيات الصغيرات أكثر وعياً بالجسم، وقد يصبحن يائسات لتخفيف الوزن وجذب انتباه الشباب.

قد تعاني هؤلاء الشابات أيضًا من اضطراب في الأكل، مثل فقدان الشهية أو الشره المرضي. من الضروري الانتباه إلى توعية الفتيات على الثقافة الصحية لفقدان الوزن وممارسة الرياضة بالإضافة إلى دعم ثقتهن بأنفسهن كما هنَّ.

تعاطي المخدرات

الضغط

يتعرض الكثير من المراهقين خلال المرحلة الثانوية للإجهاد الشديد مع وجود جدول معبأ من الفصول المتقدمة والأنشطة اللاصفية. قد يؤدي نقص مهارات التأقلم إلى البحث عن طرق صناعية للتغلب على التوتر. ثم ينتقلون للمخدرات مثل الماريجوانا من أجل الاسترخاء.

عدم تقدير الذات

عند المراهقين، وخاصة بين سن الرابعة عشرة والسادسة عشر، يمكن أن يؤدي عدم أو انخفاض تقدير الذات بسبب المظهر الجسدي أو قلة الأصدقاء إلى سلوك تدميري ذاتي. تمارس وسائل الإعلام والمضايقات والأسرة في كثير من الأحيان ضغوطًا على المراهقين للتصرف والنظر بطريقة معينة، ويفقدون ثقتهم في أنفسهم إذا لم يلبوا تلك المعايير العالية. المخدرات والكحول يبدو وسيلة سهلة للهروب من هذا الواقع.

تأثير الأقران

يعلمون جميعًا حول هذا الموضوع ويعتقدون أنه لن يحدث لهم، ولكن غالبًا ما تكون الحكاية الكلاسيكية لتأثير الأقران هي سبب من اسباب الوقوع في المخدرات والكحول. يحدث تأثير الأقران هذا في أغلب الأحيان بين سن السادسة عشرة والثامنة عشرة، عندما يبدأ المراهقون في التفكير “أي شخص آخر يفعل ذلك”، لذلك ينبغي عليهم أيضًا.

في حفلة، بعد حفلة موسيقية، مع الأصدقاء أو غيرهم من الأشخاص – هذه كلها مواقف شائعة يشعرون أنهم بحاجة إلى الانضمام إليها ليكونوا قادرين على الاحتواء فيها. ضغط النظراء هذا أكثر وضوحًا من الضغط الذي يبديه الأصدقاء ويكون أحيانًا بتحريض من الأصدقاء الأكبر سنا.

الآن أو أبداً

غالباً ما يشعر المراهقون بضرورة لتجربة كل شيء بينما لا يزالون صغارًا. حيث أنهم يشعرون وكأنهم إما يفعلون ذلك الآن أو لن يفعلونه أبداً “الآن أو أبداً”. فهم يعتقدون أن تجربة كل شيء مرة أو مرتين لن يضر بل سيكون من الرائع أن يقوموا بتجربة كل شيء الآن فهم لا يدركون التأثيرات الخطيرة لتصرفاتهم.

تعزيز التجارب

من الشائع استخدام الكوكايين والأديرال من أجل تعزيز التركيز والطاقة، خصوصاً عندما يشعر المراهقون أنهم منهكون أو غير قادرون على فعل شيء ما.

كما أنه في حال كان هناك مناسبات اجتماعية تسبب التوتر فيلجأ المراهقون لتعاطي الماريجوانا والكحول من أجل تخفيف التوتر والشعور بالراحة والاسترخاء.

علم الوراثة

في حال كان هناك تاريخ في إدمان المخدرات في أفراد العائلة، فإن احتمال تعاطي المخدرات عند المراهقين سيكون أكبر. لذا في حال وجود حالة كهذه يجب الانفتاح في الحوار مع الأبناء والتوعية بشكل موسع بمخاطر تعاطي المخدرات وآثارها المدمرة.

في النهاية فإن الاحتواء والحوار هو الأساس في حل جميع المشاكل وفي خلق مساحة آمنة يستطيع المراهق اللجوء إليها بدلاً من اللجوء إلى المخدرات وغيرها.

المصدر

هبة الله الدالي

مهندسة طاقة كهربائية، ومحررة، وكاتبة محتوى إبداعي ومتوافق مع محركات البحث في جميع التخصصات.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى