الملك عبد العزيز آل سعود

يُعتبر الملك عبد العزيز آل سعود من أهم قادة الشرق الأوسط، وأهم رجل على الإطلاق في المملكة العربية السعودية، فهو مؤسس الدولة السعودية وموحدها، وهو الذي مكّن عائلته من حكم البلد الأكبر والأهم في شبه الجزيرة العربية.

في هذا المقال سنتعرف على هذه الشخصية التاريخية بشكل أعمق.

مولده

وُلد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن محمد آل سعود في 15 يناير 1876 في الرياض، وكان والده الإمام عبد الرحمن بن فيصل آخر حكام الدولة السعودية الثانية.

طفولته

في عام 1890 عندما غزا ابن رشيد آل سعود، لجأ عبد العزيز آل سعود وأسرته إلى قبيلة بدوية في الصحراء الجنوبية للمملكة العربية السعودية، بعد ذلك انتقل آل سعود إلى قطر والبحرين، ثم استقروا أخيراً في الكويت حيث عاشوا لأكثر من عقدين، وكان عمره 12 عاماً آنذاك، وهناك اكتسب الملك عبد العزيز الصفات اللازمة للقيادة، وجعل مهمته الأساسية استعادة حكم أجداده مهما كان الثمن.

نشأته

نشأ تحت رعاية والده الصارمة الذي جمع مجموعة من العلماء المعاصرين لتعليمه أساسيات الإسلام. وبدأ يظهر عليه الدهاء والشجاعة وبُعد النظر في سن مبكر.

لقد علمه الشيخ القاضي عبد الله الخرجي القراءة والكتابة وبعض سور القرآن الكريم، وتعلم القرآن كاملاً بمساعدة الشيخ محمد بن المسيب، وقام الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ بتعليمه مبادئ الفقه والتوحيد الإسلامي.

استعادة مُلك والده

وفي عام 1901 بدأ في غزو آل رشيد لاستعادة السيطرة على العرش التي فقده والده، جنباً إلى جنب مع أفراد من عائلته بمن فيهم أخوه غير الشقيق محمد. وكان تركيزه الأول منصب على نجد، حيث استهدف القبائل المرتبطة بآل رشيد، وهناك انضم إليه عدد من الموالين والأنصار. وفي ليلة 15 يناير عام 1902، قاد الملك عبد العزيز 40 رجلاً وخطط لاقتحام أسوار الرياض، ونجحت الخطة وقام بالاستيلاء على المدينة، وبعد الاستيلاء على الرياض احتشد العديد من أنصار آل سعود السابقين وانضموا للملك عبد العزيز.

ثم استعاد هو وقواته ما يقرب من نصف نجد من آل رشيد على مدار العامين المقبلين. وفي عام 1904 طلب ابن رشيد المساعدة العسكرية من الإمبراطورية العثمانية، فاستجاب العثمانيون، وقاموا بإرسال قواتهم إلى الجزيرة العربية لمحاربة الملك عبد العزيز. فبدأ الملك في شن حرب عصابات ضد العثمانيين، واستطاع حصارهم وتعطيل الإمدادات الذاهبة إليهم. وهزيمتهم في النهاية.

أقامت الحكومة البريطانية علاقات دبلوماسية مع الملك عبد العزيز خلال الحرب العالمية الأولى، ووقع الملك معاهدة دارين مع البريطانيين، المعاهدة التي جعلت من أراضي آل سعود محمية بريطانية، ورسمت حدود الدولة السعودية النامية، وتعهد الملك عبد العزيز آل سعود بالمقابل بشن الحرب مرة أخرى ضد ابن رشيد حليف العثمانيين.

وبحلول عام 1922 تم القضاء على آل رشيد جميعاً، مما ضاعف مساحة الأراضي السعودية، لأنه بعد حرب حائل أرسل الملك عبد العزيز جيشه للسيطرة على الجوف.

وفي عام 1926 ضم الملك عبد العزيز مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة إلى الأراضي السعودية، مما انهى 700 عام من الحكم الهاشمي، وأعلن أمراء المدن الثلاث عبد العزيز آل سعود ملكاً للحجاز. ثم وقع مع الحكومة البريطانية معاهدة جدة التي اعترفت بعبد العزيز آل سعود كحاكم للحجاز. وبعد ذلك غزت قواته معظم شبه الجزيرة العربية، وفي 23 سبتمبر عام 1932، وحّد عبد العزيز آل سعود المملكة العربية السعودية تحت مُلكه.

اكتشاف البترول

تم اكتشاف البترول في المملكة العربية السعودية خلال حكمه في عام 1938، الذي اُعتبر قفزة عملاقة أعطت للمملكة قدراً كبيراً من القوة والنفوذ، وبدأ إنتاجه وتصديره على نطاق واسع بعد الحرب العالمية الثانية.

مكانته

على الرغم من أن الملك عبد العزيز لم يسافر أبداً خارج العالم العربي إلا أنه كان يحظى باحترام عالمي بسبب قيادته وإنجازاته، وأثنى القادة والدبلوماسيين الأجانب على صدقه ونزاهته. وكان معروفاً بوفائه بوعوده، سواءاً كانت هذه الوعود لبدوي بسيط أو لقائد عالمي. وقد عززت هذه الصفات مكانته كزعيم موثوق وكرجلٍ للسلام والعدالة.

انجازات الملك عبد العزيز

بعد فترة وجيزة من فرض الأمن في المملكة وتوحيد المناطق المتفرقة في شبه الجزيرة العربية والقبائل المتناحرة، بدأ الملك عبد العزيز في تنظيم الدولة، حيث طور الأنظمة الإدارية والسياسية فيها، وفي عام 1926 استحدث منصب المدعي العام في الحجاز، الذي تولاه ابنه الأمير فيصل، وفي عام 1926 أسس مجلس الشورى السعودي برئاسة الأمير فيصل، وفي 30 سبتمبر 1931 قام بإنشاء مجلس النواب.

وأنشأ العديد من الوزارات خلال المراحل المبكرة من الحكم، وأقام الدولة الحديثة علاقات دبلوماسية وقام بتعيين السفراء.

كما قام ببناء البنية التحتية للدولة، وحرص على تطوير الطرق والمواصلات وأنظمة التعليم والرعاية الصحية والزراعة.

أولاد الملك عبد العزيز

لقد أنجب الكثير من الأولاد، بما في ذلك 45 ابناً، اصبح خمس منهم ملوكاً للمملكة العربية السعودية خلفاً لوالدهم.

وفاته

توفي الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- في مدينة الطائف في عام 1953، ثم تم نقل جثمانه إلى الرياض حيث دفن مع أسلافه آل سعود.

أقوال الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود

• “إن من يعتقد أنّ الكتاب والسنة عائق للتطوّر أو التقدم فهو لم يقرأ القرآن أو لم يفهم القرآن”.
• “في اعتقادي لن يفلح من يريد إسقاطنا إلا عندما يفلح في إخراجنا وإبعادنا عن ديننا وعقيدتنا لذا لابد لنا من التمسك بالدين والعقيدة والدولة تفتح قلبها وأبوابها لكن من خرج عن رشده ثم عاد إلينا وقد أدرك الدرس وعرف الخطأ الذي وقع فيها”.
• “إن التعليم في السعودية هو الركيزة الأساسية التي نحقق بها تطلعات شعبنا نحو التقدم والرقي في العلوم والمعارف”.
• “شرفنا ومجدنا في الإسلام”.
• “الإنسان يقوم على ثلاث فضائل: الدين والمروءة والشرف. وإذا ذهبت واحدة من هذه، سلبته معنى الإنسانية”.
• “يحتاج الإصلاح إلى التشاور لمعرفة ما هو صائب، وإذا لم يكن هناك تشاور فهناك احتمال كبير للتحيز والخلل. يجب أن نلتزم التشاور بأمر الله وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم”.