أحكام شرعيةإسلامفروض وسننمنوعات إسلامية

تكبيرات عيد الأضحى وآراء الفقهاء فيها

يبحث الكثيرون عن معلومات في الإسلام وأحد هذه المعلومات هي بعض التفاصيل الهامة حول تكبيرات عيد الاضحى القادم. فدعونا اليوم نعرف كل التفاصيل اللازمة حول الموضوع ونوضح المذاهب والآراء المختلفة فيه.

تكبيرات عيد الاضحى

يوجد آراء مختلفة ونوع من الخلاف بين الفقهاء حول الصيغ الصحيحة لتكبيرات عيد الأضحى المبارك، أبرزها:

١- رأي الحنفية والحنابلة

هذا الرأي يرى أن التكبيرات الصحيحة التي وردت عن النبي ﷺ تتم بقول: “الله أكبر والله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر”.

٢- رأي  المالكية والشافعية

في هذا الرأي، الصيغة الصحيحة للتكبير هي: “الله أكبر” ثلاث مرّات”، ويستحب للعبد أن يزيد بـ: “لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد”. وقد ورد عن بعض الصحابة كابن عباس وجابر-رضي الله عنهما- أنهما كانا يستخدمان هذه الصيغة في التكبير.

من الجدير بالذكر فقط أن المذهب الشافعي يرى أنه من الأفضل للمرء أن يزيد بـ: الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً” بعد التكبيرة الثالثة كما ورد عن النبي ﷺ على جبل الصفا.

يوجد آراء أيضًا بأنه من السنة قول: “لا إله إلّا الله ولا نعبد إلّا إياه، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله والله أكبر”. كما نختم بالصلاة على النبي ﷺ وعلى آله وأصحابه وأزواجه.

تكبيرات عيد الاضحى

حكم تكبيرات العيد

يرى الجمهور وأجمع المالكية، والشافعية، والحنابلة أن تكبيرات عيد الأضحى هي سنة، وتشير بعض الآراء لكونها سنة مؤكدة. لكن الإمام حنيفة يرى أن التكبيرات في عيد الأضحى واجبة.

بشكل عام، تكبيرات العيد من الأمور التي حرص عليها النبي ﷺ وواظب عليها طوال حياته هو والصحابة معه رضوان الله عليهم.

كما أجمع الفقهاء بالاستدلال بأنه ورد عن أمّ عطيّة -رضي الله عنها- أنّها قالت: “كُنَّا نُؤْمَرُ أنْ نَخْرُجَ يَومَ العِيدِ حتَّى نُخْرِجَ البِكْرَ مِن خِدْرِهَا، حتَّى نُخْرِجَ الحُيَّضَ، فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فيُكَبِّرْنَ بتَكْبِيرِهِمْ، ويَدْعُونَ بدُعَائِهِمْ يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذلكَ اليَومِ وطُهْرَتَهُ” أن التكبيرات هي سنة مؤكدة.

اقرأ أيضًا:

أنواع وأوقات تكبيرات عيد الأضحى

تنقسم تكبيرات العيد إلى نوعات:

١- التكبير المطلق

وهو التكبير الذي من الممكن للمسلم عمله في أي وقت وليس بعد الصلاة فقط.

  • يرى الشافعية في هذا النوع أن وقته يمتد من أول ليلة في العيد وحتى تكبيرة الإحرام لصلاة العيد.
  • أما بالنسبة للحنابلة، فهو يمتد من أول شهر ذي الحجة وحتى انتهاء خطبة العيد يوم النحر.

٢- التكبير المقيد

وهو ذلك التكبير المرتبط بوقت معين عكس النوع الأول. يرى أغلب الفقهاء أن هذا النوع هو ما يكون بعد الصلاة المفروضة ويشترط أن تكون صلاة جماعة.

آراء الفُقهاء المختلفة بشأن الصلاة التي يُشرَع التكبير المُقيَّد بعدها:

  • المذهب الحنفي: يجب أداء التكبير المُقيَّد مرة واحدة بعد كل صلاة فرض يتم أداؤها في جماعة. وبعض العلماء الحنفية مثل أبو يوسف ومحمد يرون أنه يجب أداء التكبير بعد كل صلاة فرض، ولا يوجد فرق إذا كان المُصلّي مُسافرًا أو في غير جماعة أو امرأة.
  • المذهب المالكي: يُستحب التكبير المُقيَّد بعد صلاة الفريضة التي تكون أداءً، ولكن لا يُستحب التكبير بعد الفريضة التي تكون قضاءً.
  • المذهب الشافعي: يُستحب التكبير المُقيَّد بعد جميع الصلوات، سواء كانت فريضة أو نافلة، لأن التكبير يرتبط بوقت الصلاة وليس بنوعها.
  • المذهب الحنبلي: يُستحب التكبير المُقيَّد بعد صلاة الفرض التي يتم أداؤها في جماعة، ولكن ليس مستحبًا لمن يصلي وحده.

باختصار، هناك اختلاف في الآراء بين الفُقهاء حول الصلاة التي يجب فيها أداء التكبير المُقيَّد. فبعض المذاهب يرون أنه يجب بعد كل صلاة فرض، والبعض الآخر يرى أنه يُستحب بعد صلاة الفرض التي تكون أداءً. في حين يرى آخرون أنه يستحب بعد جميع الصلوات بغض النظر عن نوعها، وهناك مذهب يرون أنه يُستحب بعد صلاة الفرض التي يتم أداؤها في جماعة فقط وليس الفرض.

حكم التكبيرات الجماعية في عيد الأضحى

تختلف في الأصول الفقهية بين المذاهب الفقهية المختلفة.

المالكية

فيما يتعلق بالمذهب المالكي، يعتقد الفقهاء المالكية وأبرزهم الإمام الشاطبي أن التكبير الجماعي في عيد الأضحى ليس سنة مؤكدة. قد اعتمد على هذا الرأي أيضًا العلماء المعاصرين مثل ابن باز والألباني وابن عثيمين.

استدلوا على ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ”، حيث يرون أن التكبير الجماعي ليس من السنة المؤكدة ولم يرد عن الصحابة والتابعين أي تقرير في ذلك.

الشافعية

أما في المذهب الشافعي، فيُشرع التكبير الجماعي في عيد الأضحى. استدل الفقهاء الشافعية على ذلك بفعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث كان يكبر في مِنى ويسمعه الناس، فيتكبّرون بتكبيره حتى يصل الصوت إلى حيث ترتجف المنى من التكبير. وفيما يتعلق بالمرأة، فإنها ينبغي عليها خفض صوتها عند التكبير سواء كانت تكبر وحدها أو في جماعة.

وفي الختام، نتمنى أن تكونوا قد استفدتم بموضوع اليوم. لا تنسوا بالطبع أن تشاركوه مع العائلة والأصحاب لتعم الفائدة ويحظى الجميع بالثواب.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى