ما هو نظام الأحوال الشخصية في المملكة العربية السعودية؟
محتويات
يحكم نظام الاحوال الشخصية في المملكة العربية السعودية قانون الأسرة وقضايا الأحوال الشخصية في البلاد. وهو يقوم على أساس صارم للشريعة الإسلامية السنية. يحكم النظام قضايا مثل الزواج والطلاق وحضانة الأطفال والميراث والأمور الأخرى المتعلقة بالأسرة والحياة الشخصية. فدعونا اليوم نعرف أكثر عن ذلك النظام الجديد.
نظام الاحوال الشخصية
واجه نظام الأحوال الشخصية في المملكة العربية السعودية انتقادات من بعض الجهات بسبب تفسيره الصارم للشريعة والقيود المتصورة على حقوق المرأة. ومع ذلك، لا يزال النظام يمثل جانبًا مركزيًا في الإطار القانوني والاجتماعي للبلاد. ومن المرجح أن تقابل أي تغييرات تطرأ عليه بمقاومة من العناصر المحافظة في المجتمع.
الزواج والخطبة
يعتبر الزواج في السعودية عقدًا بين الرجل والمرأة بشرط أن يكون الطرفان مسلمين. يجب على ولي الأمر إعطاء الإذن للمرأة بالزواج، وتعدد الزوجات مسموح به في الدولة على أن يكون الزوج لديه الإمكانيات المالية لإعالة عدة زوجات.
أقرت المملكة أيضًا عدة شروط معينة للزواج، كوجوب أن يكون كلّا من الزوجين في سن الـ ١٨ أو أكثر على سبيل المثال. مع العلم أن المحكمة من حقها منح حالات استثنائية تحت سن الـ ١٨ إن كان القاضي يرى في ذلك الخير للطرفين وأن الزوج قد بلغ بما فيه الكفاية، وإليكم الشروط الأساسية للزواج:
- تعيين الزوجين
- إيجاب وموافقة الولي
- أن يكون كلا من الزوجين راض تمامًا
- شهادة اثنين بالطبع
- ألّا تكون المرأة محرمة على الرجل (سواء تحريم مؤقت أو بالتأكيد تحريم دائم). وهو يحدد حسب الشريعة الإسلامية وتعاليم الله ورسوله ﷺ
الطلاق والفرقة في نظام الاحوال الشخصية
بالنسبة للطلاق، فهو يخضع في المملكة العربية السعودية لأحكام الشريعة الإسلامية، التي تتطلب أن يشرع الزوج في إجراءات الطلاق من خلال نطق عبارة “أنت طالق” أو ما معناه ذلك. يمكن للزوجة أيضًا أن تطلب الطلاق في ظل ظروف معينة، مثل إذا كان زوجها مفقودًا أو تخلى عنها.
من المهم أيضًا معرفة أن الزوج في حال نطق بالطلاق وكان في حالة غضب شديدة أو عدم الوعي بما يقول، فلا يصح هذا الطلاق. وأما في حال الطلاق عن وعي وإرادة كاملة، فعلى الزوج توثيق هذا الأمر في مدة لا تتجاوز الـ ١٥ يوم، وتكون الإجراءات كالتالي:
- إقرار المدعي عليه بالطلاق ويذكر الصيغة والتاريخ الدقيق لوقوعه
- في حال كان الطلاق رجعيًا، فالقاضي يحكم بثبوته
- يجب أن يفهم المدعية كونها لها العدة الشرعية مع ذكر نوع العدة بالإضافة للمقدار أيضًا حسب الحالة من تاريخ الطلاق
- للزوج حق الرجوع عن هذا الطلاق طالما كانت المطلقة في العدة، ولكن إن خرجت عن العدة، فيجب الرجوع بمهر وعقد قران جديدين
اقرأ أيضًا:
حضانة الأطفال في نظام الاحوال الشخصية
أما حضانة الأطفال في المملكة العربية السعودية، فهي قضية معقدة تحكمها الشريعة الإسلامية. بشكل عام، تُمنح الحضانة للأم حتى يبلغ الطفل سنًا معينًا، وعندها يتم نقلها إلى الأب. ومع ذلك، يمكن للمحكمة أيضًا منح الحضانة لأقارب آخرين إذا قررت أن ذلك يخدم مصلحة الطفل.
الإرث
يخضع الميراث في المملكة العربية السعودية أيضًا للشريعة الإسلامية، والتي تنص على وجوب توزيع جزء ثابت من تركة المتوفى على الورثة. يتم تحديد التوزيع الدقيق من خلال علاقة الوريث بالميت، حيث يحصل الورثة الذكور على حصة أكبر من الورثة الإناث في كثير من الحالات حسب ما ذكر في القرآن الكريم وما جاء به الرسول ﷺ، وإليكم أهم أصحاب الإرث:
- الأب والأم
- الجد لأب وإن علا
- الزوج والزوجة بالطبع
- الجدة
- البنت والابن
- أخت الأب
- أخو الأم وأخت الأم
- الأخت الشقيقة
الوصية
عرف النظام الجديد الوصية على كونها يمكن صرفها بمال لغرض التبرع، وقد جاء في الفصل الأول من هذا الباب ذكر أحكامها وشروط وطريقة تنفيذ الوصية، وإليكم الأركان والشروط الأساسية للوصية:
- يجب أن تكون الوصية مصاغة بشكل مفهوم وواضح للجميع
- يشترط أن يكون الموصي معلومًا ومذكورًا
- يجب تحديد الموصى به بدقة في الوصية بالإضافة إلى الموصى له أو الغرض بشكل عام
كما ذكر النظام الجديد بعض الشروط التي في حال توافرت تبطل الوصية ولا يجوز العمل بها، وهي مثل التراجع عن الوصية سواء كان قولًا أو فعلًا (من الموصي).
في الختام، يلعب نظام الاحوال الشخصية في المملكة العربية السعودية دورًا مهمًا في حياة الأفراد في البلاد، ويشكل الطريقة التي يتشكلون بها ويحلون العلاقات، وتربية الأطفال، وتوزيع الممتلكات بعد الوفاة. إنه جزء لا يتجزأ من الإطار القانوني والاجتماعي للبلد، ومن المرجح أن يستمر تأثيره في المستقبل المنظور.
