اقتصاد ماليالعملات الالكترونيةالعملات الورقيةالمال والأعمالمال واقتصاد

النقود ونشأتها وتطورها حتى وقتنا الحالي

يعتبر قطاع النقود والبنوك الجهاز العصبي للنشاط الاقتصادي فلا يمكن أن نتصور في عالم اليوم اقتصاد ونشاط اقتصادي ينمو ويستمر ويتطور بلا نقود فما هي انواع النقود وكيف نشأت؟

تعريف النقود

كل شيء يلاقي قبولاً عاماً بين الناس كوسيط للتبادل أو لتسوية الديون.

ويعرفها آخرون أي شيء شاع استعماله وتم قبوله عموماً كوسيلة مبادلة أو كأداة تقييم.

نشأة النقود

  • ارتبطت نشأة النقود وقبول تعامل البشرية بها بتطور الحاجات الإنسانية توسع الرغبات وتناميها، بعد أن عجزت المقايضة عن تسهيل تلبية هذه الحاجات وتعذر إشباعها بسهولة ويسر.
  • لذلك ارتبط تطور شكل النقود ونوعها بتطور الحاجات الإنسانية.
  • إن النقود اتخذت أشكالاً عدة كان أولها (سلعياً) تمثل في قبول الأفراد لسلعة معينة كبديل عن تنازلهم عما بحوزتهم من سلع أخرى.
  • وقد اختلفت نوعية السلعة المستخدمة لهذا الغرض (وسيطاً للتبادل) باختلاف المجتمعات وتعاقب المراحل التاريخية التي مرت بها البشرية إلى أن اتخذت النقود شكلها الحالي المعروف بالنقود الورقية (البنكنوت).

وظائف النقود

وفيما يلي نشير بإيجاز إلى كل وظيفة من تلك الوظائف:

النقود كوسيط في التبادل

وهي أقدم وظيفة للنقود، ترتبط تلك الوظيفة بالقبول العام للنقود في دفع قيمة السلع والخدمات وتسوية الديون.

النقود كمقياس للقيم الحاضرة

حيث تسهل عملية التبادل والمقارنة بين قيم السلع المختلفة، وعندما تكون قيمة الوحدة النقدية المستخدمة كمقياس للقيمة مستقرة وثابتة نسبياً.

فإن ذلك يساعد على الثقة في النقود ويساعد على إتمام النقود لوظيفتها كمقياس للقيم الحاضرة.

النقود كمقياس للقيم الآجلة

وتشير تلك الوظيفة إلى إمكانية قيام النقود بتسوية المبادلات محل التفاوض في المستقبل، وتزداد أهمية هذه الوظيفة في المجتمعات المعاصرة.

فمعظم المعاملات تتم بالبيع الآجل لمواجهة ظروف الكساد في معظم المنتجات، ولكي تقوم النقود بتلك الوظيفة يجب أن يكون هناك استقرار نسبي في قيمة النقود.

النقود كمستودع أو مخزن للقيمة

عندما يلجأ الأفراد إلى حيازة النقود كمستودع للقيمة فإن ذلك ينبع من كون النقود أصل كامل السيولة يمكن استخدامه في شراء السلع والخدمات في أي وقت.

النقود كقوة محركة للنشاط الاقتصادي

حيث تقوم النقود بدور حيوي وهام بحيث يمكن لها التأثير في حجم هذا النشاط ومستويات لعمالة وذلك من خلال التغيرات في عرض النقود.

صفات النقود

تختلف صفات النقود بحسب أنواعها وتطورها التاريخي في المجتمعات البشرية. أما الصفات العامة للنقود التي يجب توفرها في الوحدة النقدية حتى تؤدي وظائفها فأهمها:

التجانس والتماثل

بمعنى أن تكون جميع الوحدات النقدية المستعملة متجانسة ومتماثلة قدر الإمكان حتى تحوز على صفة القبول العام كما هو الحال في المصكوكات النقدية من المعادن الثمينة.

أما بالنسبة لأنواع النقود السلعية الأخرى (غير المعدنية) فإن هذه الصفة تكون نسبية.

وفي النقود المستعملة حديثاً تكون صفة التجانس مرتبطة فقط بالقوة الشرائية لوحدة النقد، أما وحدة النقد ذاتها تكون غير مادية وغير ملموسة كالنقود الالكترونية.

سهولة النقل والتداول

فالنقود يجب أن تتكون من وحدات سهلة النقل والحمل من مكان إلى آخر مما يسهل عملية التبادل.

القابلية للتجزئة

فالوحدة النقدية (الجنيه مثلاً) لابد من أن تنقسم إلى وحدات أصغر منها مثل النصف جنيه والربع جنيه وهكذا فهناك معاملات صغيرة تستوجب وجود وحدات نقدية صغيرة.

عدم القابلية للتزييف

حتى تقوم النقود بوظائفها على أكمل وجه يجب أن تصنع من مادة يصعب تزويرها وتزييفها.

انواع النقود

تقسم النقود إلى الأنواع التالية:

النقود السلعية

هي التي تصنع من مادة يتوفر لها استخدام تجاري إلى جانب وظائفها النقدية مثل النقود الذهبية.

النقود الورقية القابلة للتحويل

يقصد بها تلك الورقة التي يصدرها أحد البنوك (عادة المركزي) متعهداً أن يرد إلى حاملها بمجرد طلبه المبلغ المحدد على الورقة في شكل عملة معدنية قانونية.

النقود الورقية غير القابلة للتحويل

يوجد لها نوعان:

النقود الحكومية

نقود تصدرها الحكومات وتفرض بقوة القانون دون أن يكون لها احتياطي يقابلها من المعادن وتكون قاصرة على الفئات الصغيرة(القروش).

وهي مجرد نقود مساعدة لها قوة إبراء محدودة أي لا يمكن استخدامها في تسوية الديون إلا بحدود مبلغ يحدده القانون.

أوراق البنكنوت

نشأت في بادئ الأمر كنقود ورقية وثيقة أو قابلة للصرف بالذهب إلا أن حكومات الدول المختلفة أصدرت قوانين أُعفي بمقتضاها بنك الإصدار من التزام تحويلها إلى ذهب. وفي ذات الوقت تحتم قبلها في التعامل وتم إعطاءها قوة إبراء غير محدودة وبهذا انقضت الأهمية العلمية للتفرقة بين البنكنوت وأوراق النقد الحكومية خصوصاً بعد أن أصبحت البنوك المركزية مملوكة للحكومات في أغلب الدول.

النقود المصرفية

تتمثل بأحدث أنواع النقود وأكثرها انتشاراً وتتمثل في الودائع الجارية أو الودائع تحت الطلب لدى البنوك التجارية التي تتداول ملكيتها من فرد إلى آخر من خلال الشيكات وبالتالي فإن الشيكات ليست هي النقود المصرفية وإنما هي وسيلة وأداة تداولها.

النقود الالكترونية

تعتبر أحدث انواع النقود تطوراً ظهرت كنتيجة لظهور الكمبيوترات تطور عالم الاتصال حيث يتم تسوية كل المدفوعات باستخدام الاتصالات الالكترونية.

ولها عدة أنواع:

بطاقات الخصم الفوري

تشبه بطاقة الائتمان وتمكن المستهلكين من شراء لسلع عن طريق تحويل الثمن الكترونياً من حساباتهم المصرفية إلى حسابات التجار وتستخدم في نفس أماكن بطاقة الائتمان.

بطاقة القيمة المختزنة

تشبه بطاقة الخصم ولكنها تختلف في أنها تحتوي كمية ثابتة لرقم النقدية ويتم شراؤها بكمية حاضرة من النقود هي ما يرغب المستهلك في إنفاقه.

الدفع النقدي الالكتروني (e-cash)

يمكن استخدامه على الانترنت لشراء السلع أو الخدمات ويستطيع المستهلك الحصول على هذه النقود بفتح حساب في مصرف مشترك في شبكة الانترنت ومن ثم يكون لديه e-cash يمكن تحويلها لصالح البائع من كمبيوتر المستهلك إلى كمبيوتر التاجر ويحصل التاجر على الأموال من مصرف المستهلك قبل أن يشحن البضاعة.

اقرأ أيضًا:

الشيكات الالكترونية

تحويل النقود الكترونياً عن طريق الشيكات دون الحاجة إلى إرسال الشيك الورقي وذلك عن طريق طبع الشيك وإرساله إلى الجهة التي يشتري منها ثم تتواصل هذه الجهة مع البنك وما إن يتأكد البنك من صلاحية الشيك الالكتروني يقوم بتحويل النقود من حساب صاحب الشيك إلى البائع.

النقود الدولية

والتي يستخدمها صندوق النقد الدولي في تسوية المدفوعات الدولية فيما يعرف بحقوق السحب الخاصة التي تقتصر على الدول الأعضاء في الصندوق.

ولها نظام معين للتعامل بها ضمن منظومة النظام النقدي الدولي.

مما سبق نرى أن  النقود تطورت مع تطور الاقتصاد وأن النظام الاقتصادي لا يعمل بكفاءة ما لم تتوافر النقود، وتوظيفها وضخها في دورة النشاط الاقتصادي.

كما أن باستخدام انواع النقود في عمليات التبادل أمكن تبسيط كل من الإنتاج والتوزيع.

هبة الله الدالي

مهندسة طاقة كهربائية، ومحررة، وكاتبة محتوى إبداعي ومتوافق مع محركات البحث في جميع التخصصات.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى