العلم والمعرفةجغرافيا وتاريخدراسات وأبحاثمنوعات تعليمية

تعرَّف على كل ما يتعلق بالمياه العذبة ودورنا في الحفاظ عليها

يوافق يوم المياه العالمي 22 مارس من كل عام، وإن لهذا اليوم أهمية بالغة لضرورة المياه في حياتنا ولخطورة الوضع الراهن بسبب استنزاف موارد المياه العذبة بكافة الطرق، لذا تابع معنا لتتعرف أكثر على مصادر هذه المياه وسبب استنزافها وخطورة الموقف.

تعريف المياه العذبة

المياهُ العذبةُ مياهٌ تحتوي مُلوّثاتٍ يعملُ الإنسانُ على تنقيتها لتصبحَ مياهاً نقيّةً صالحةً للشُّرب.

مصادر المياه العذبة

تُقدَّرُ نسبةُ المياهِ العذبةِ ب 3% من مُجملِ المواردِ المائيّةِ على سطحِ الأرض، وهي تظهرُ بثلاثةِ أشكالٍ، وليست كلُّها متاحةً للاستخدام.

تشكل المياه الجوفية 0.7% منها والمياه السطحية 0.3% ومياه الكتل الجليدية 2%.

وبسبب قلة نسبة المياه العذبة، تقوم بعض الدول بتحويلِ مياهِ البحرِ المالحةِ لمياهٍ يمكنُ استخدامُها في الشُّرب عن طريقِ تحليتِها (إزالةِ الأملاحِ منها)، لكن هذا يحتاجُ إلى تكلفةٍ عاليةٍ واستهلاكٍ كبيرٍ للطّاقة.

التهديدات التي تواجه الكتل الجليدية

رغم أن الكتل الجليدية تعد أكبر مصدر من مصادر المياه العذبة إلا أننا نفقدها نتيجة التغيرات المناخية الذي يؤدي لذوبان كتل الجليد واختلاط المياه العذبة مع المياه المالحة.

“أقومُ بهذه الرّحلةِ منذُ سنين، لم أرَ هذا الكمَّ من المياهِ الذّائبةِ مطلقاً” عبارةٌ قالها قائدُ المروحيّةِ للباحثين أثناءَ تحليقِهم فوقَ جزيرةِ غرينلاند.

أمّا الباحثةُ من جامعةِ كاليفورنيا فقالت: “لا أحدَ كانَ يتوقَّعُ أنَّ الغطاءَ الجليديَّ سيفقدُ الكثيرَ من الكتلةِ بهذه السُّرعة الأشياءُ تحدثُ بسرعةٍ أكثرَ ممّا كنّا نتوقَّعُ”.

تعُد القارةّ القطبيةُّ الجنوبيةّ الكتلة الجليديةّ الرئَّيسيةّ على سطح الأرض، إذ يوُجدَ فيها حوالي 90% من جليد العالم و70% من الماء العذب.

ويرجّحُ العلماءُ أنَّه إذا استمرَّ الحالُ على هذا فقد تتلاشى الجليديّاتُ وتختفي في غضونِ عدّةِ عقودٍ مع ما يرافقُها من مخلوقاتٍ تأقلمَت مع الحياةِ فيها كالدّببةِ القطبيّةِ والفقمة، ممّا قد يفسحُ المجالَ أمامَ الملاحةِ والصَّيدِ واستثمارِ النّفطِ والغاز.

اقرأ أيضاً:

المشاهداتُ التي أثارَت الدَّهشةَ والخوفَ:

  • تصدُّعاتٌ متطاولةٌ وبحيراتٌ ممتلئةٌ بالمياهِ الذّائبة.
  • شلالاتٌ متدفّقةٌ نحوَ حافّةَ الغطاءِ الجليديّ لتصبَّ في البحر.
  • نهرٌ عنيفٌ من المياهِ الذّائبةِ جَرَفَ جهازَ استشعارٍ كانَ قد وُضعَ على جسرٍ لقياسِ درجةِ العكارة.

مصادر المياه الجوفية

المياهُ الجوفيّةُ ثروةٌ لا تُقدَّرُ بثمنٍ، من واجبِنا الحفاظُ عليها، ولها نوعانِ:

  • متجدّدةٌ تنتجُ عن تسرُّبِ مياهِ الأمطارِ والمياهِ السَّطحيّة.
  • غيرُ متجدّدةٍ وهيَ مياهٌ موروثةٌ من عصورٍ جيولوجيّةٍ سابقة، حيثُ كانَت الظُّروفُ المناخيّةُ مناسبةً لتخزينِها، وتكونُ على أعماقٍ كبيرةٍ كالمياهِ الجوفيّةِ الموجودةِ في الصَّحراءِ الإفريقيّةِ الكبرى.

التحديات التي تواجه مصادر المياه العذبة

تنقسم التحديات التي تواجه المصادر الطبيعية إلى نوعين وهما التحدي الذي تسببه الطبيعة والتحدي الذي يسببه البشر.

التحديات بسبب الطبيعة

  • انخفاض معدلات هطول الأمطار عاماً بعد عام.
  • ارتفاع درجات الحرارة.
  • شدة التبخر نتيجة ارتفاع درجات الحرارة مما يئثر على مساحة المسطحات المائية العذبة.
  • توالي سنوات الجفاف.
  • الأمطار الملوثة كالأمطار الحامضية.

التحديات بسبب البشر

  • تطور الزراعة التي تستهلك الكثير من المياه.
  • البناء العمراني الذي يتطلب الكثير من المياه.
  • تلوث المياه العذبة من ماه الصرف الصحي ومن مخلفات المصانع.
  • قيام المشاريع الصناعية بالقرب من مصادر المياه العذبة وإنشاء مكبات النفايات بالقرب منها مما يلوثها فنخسر القدرة على استخدام هذه المياه.

والكثير الكثير من التحديات، وإذا أعدنا التفكير سنجد أن البشر هم السبب الأول والأخير في كل ما يحدث لأنه حتى التحديات التي تسببها الطبيعة هي من صنع البشر والتي نشأت بسبب التغيرات المناخية التي سببها زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة وزيادة ظاهرة الاحتباس الحراري الذي أدى لهذه الظواهر التي تهدد مصادر المياه العذبة.

ولكي تكون من أصدقاء البيئة ومن المحافظين على المياه مصدر الحياة يجب عليك معرفة بعض المصلحات والعلومات المهمة. كالتنمية المستدامة والبصمة المائية وغيرها.

التنمية المستدامة

التَّنميةُ المستدامةُ هي استثمارُ المواردِ بالشَّكلِ الأمثلِ بحيثُ نحافظُ على حقّ الأجيالِ القادمةِ فيها.

البصمة المائية

هيَ مؤشّرُ استهلاكِ المياهِ لفردٍ أو شركةٍ أو دولة.

فهي إجماليُّ كمّيّةِ المياهِ العذبةِ التي نستخدمُها في حياتِنا اليوميّة، وتتكوَّنُ من الاستخدامِ المباشرِ للمياهِ (حوالي 5%)، والاستخدامِ غيرِ المباشرِ (95 % في الطَّعامِ الذي نتناوله، والمنتجاتِ التي نشتريها، والخدماتِ التي نعتمدُ عليها).

ومن المفارقات الغريبة في البيئة من حولنا أنه يهطلُ على سطحِ الأرضِ سنويّاً نحوُ 10 آلافِ م 3 من الأمطار، وتُعدُّ هذهِ الكمّيّةُ الضَّخمةُ كافيةً لتلبيةِ احتياجاتِ كلّ فردٍ على كوكبِ الأرض، إلا أنّ حوالي 700 مليون شخصٍ في 43 بلداً يعانونَ من نقصِ المياهِ العذبة، وسيزدادُ عددُهم بحلولِ عامِ 2025 م ليصبحَ حوالي 1.8 مليار شخص.

  • عندما تشتري بنطالاً من الجينز فأنتَ السَّببُ في استهلاكِ نحوِ عشرةِ آلافِ ليترٍ من الماء.
  • عندَ إعدادِك فنجاناً من الشُّوكولا فأنتَ السَّببُ في استهلاكِ أكثرَ من 140 ليترَ ماءٍ غيرِ التي تسكبُها في الفنجان.

وغير ذلك الكثير من الممارسات التي تؤثر على بصمتك المائية وعلى معدل هدرك للماء وتأثير ذلك على البيئة وعلى الأجيال القادمة. لذا يجب بعد أن تقرأ هذا المقال أن تعيد النظر في كل ممارساتك ونشاطاتك ابتداء من هدر المياه في المنول وانتهاء بتقليل الاستهلاك بشكل عام لكافة المنتجات حفاظاً على الطاقة والموارد.

هبة الله الدالي

مهندسة طاقة كهربائية، ومحررة، وكاتبة محتوى إبداعي ومتوافق مع محركات البحث في جميع التخصصات.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى