العلم والمعرفةتنمية الذات

ما هي صعوبات التعلم النمائية؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟

صعوبات التعلم النمائية: هي نوع من أنواع صعوبات التعلم التي يعاني منها الأطفال والتي يواجهها الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة وقبل مرحلة الدراسة. وهي عبارة عن اضطرابات في الوظائف والمهارات الأولية مثل: فهم اللغة المنطوقة وتحليلها واتقانها، القدرة على الاستماع والتفكير والتكلم بشكل سليم، القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة. وقد يكون السبب في حدوثها هو اضطرابات وظيفية تخص الجهاز العصبي المركزي، و تؤثر هذه الصعوبات على العمليات ما قبل الأكاديمية، مثل الانتباه والإدراك و الذاكرة والتفكير و اللغة.

وصعوبات التعلم النمائية ترتبط بالقدرات العقلية و الإدراكية للطفل، ولذلك قبل تشخيص الطفل بأنه يعاني من صعوبات التعلم النمائية، يجب التأكد من أن الطفل سليم الحواس ولا يعاني من أي مشاكل في الحواس، مثل: فقدان السمع أوالبصر وأن الخلل الذي يحدث في عملية التعلم لا ترتبط بمشاكل جسدية، حيث لا يصنف الأطفال الذين يعانون من أمراض جسدية من ضمن الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم النمائية.

ما هي أنواع صعوبات التعلم النمائية؟

صعوبات تعلم نمائية أولية

وهي أول ما يظهر على الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة، ويعاني الطفل من خلل في العمليات الأولية اللازمة للتعلم، مثل: الإدراك والانتباه وصعوبات في التذكر، والمرحلة الأولية تؤدي الى صعوبات نمائية ثانوية.

صعوبات تعلم نمائية ثانوية

وهي نتيجة للصعوبات الأولية وتؤدي الى صعوبات بالتفكير وإتقان اللغة، وخلل في حل المشكلات وعدم قدرة على ربط التسلسل الطبيعي للأحداث.

صعوبات التعلم النمائية

ما هي الأسباب التي تؤدي إلى حدوث صعوبات التعلم النمائية؟

  • سوء التغذية للأم الحامل.
  • حدوث نقص أكسجين أثناء فترة الحمل أو لحظة الولادة.
  • أسباب بيولوجية “عضوية”، مثل حدوث خلل في أثناء فترة الحمل نتيجة عن تعامل جسم الأم مع الجنين على أنه جسم غريب فيتم مهاجمته، حدوث خلل في بناء الخلايا العصبية.
  • بعض العوامل الوراثية، إذا كان هناك أشخاص في العائلة لديهم الصعوبات في التعلم خصوصًا أحد الوالدين.
  • حدوث خلل وظيفي في الدماغ.
  • الأمراض التي تؤدي الى ارتفاع درجة الحرارة، مثل: الحصبة والجدري وغيرهما.
  • اضطرابات في الوظائف النفسية الأساسية، مثل: الإدراك، التذكر وتكوين المفاهيم.

كيف يمكن تشخيص طفلك بأنه مصاب بصعوبات التعلم؟

يمكن القول بأن طفلك يعاني من صعوبات في التعلم، إذا لاحظت أن طفل في سنين عمر الأولى يعاني من هذه المشاكل:

  • ما زال غير قادر على المسك بملعقة الطعام.
  • غير قادر على الانتباه والتركيز مع الأصوات وكل مايدور حوله.
  • عدم ادراكه لأوامرك والتعليمات التي توجهها إليه وعدم تذكر الأشياء بشكل كامل.
  • عدم قدرة الطفل على القيام بأداء المهارات الأساسية المطلوبة منه بشكل صحيح.
  • عدم القدرة على استخدام الكلمات لتكوين الجمل وعدم اتقان اللغة، حيث أن كلماته قد تتداخل مع بعضها البعض.
  • عدم القدرة على التمييز بين اليسار واليمين، فوق وتحت، ومفهوم الزمان والمكان.

كيفية علاج صعوبات التعلم النمائية

يمكن علاج الأطفال التي تعاني من صعوبات التعلم النمائية كالتالي:

  • تعريف الطفل بطبيعة الأشياء الموجودة حوله، مثل: تعليمه أسماء الخضراوات، والفواكه، والألوان وغيرها من الأشياء المحيطة به واستخدام نماذج تعليم الحروف والأرقام والأشكال.
  • تطوير قدرته على السمع عن طريق تكرار الأوامر عليه و التركيز على نطق الحروف بطريقة صحيحة وتدريبه على الانتباه للأصوات.
  • شرح الترتيب المنطقي للمواقف وكيفية التعبير عن المواقف بالكلمات الصحيحة.
  • عمل تمارين مع طفلك تساعده على الاسترخاء والتركيز.
  • قم بتقسيم المهام للطفل حتي يؤدي إلى سهولة التحكم في مدة تركيزه.
  • جذب انتباه الطفل بصريًا عن طريق استخدام الألوان وتدريبه على التعرف على الألوان.
  • علاج صعوبات الإدراك اللمسي عن طريق تدريبه على الأشياء المحيطة به، مثل: المواد الناعمة أو الخشنة والصلبة والسائلة والباردة والساخنة.
  • زيادة الانتباه للمثيرات حاسة الشم عن طريق إغماض الطفل لعينيه، ومحاولة التعرف على أشياء مختلفة باستخدام حاسة الشم.
  • معالجة فرط الحركة، والذي يؤدي إلى صعوبة في الانتباه للأشياء المحيطة به.
  • تقديم التغذية السليمة للطفل والأجواء الأسرية المناسبة وابعاد الطفل عن المشاكل الأسرية.
  • عمل تدريبات لنقل الانتباه حتى يتمكن الطفل من نقل انتباهه بدون تشتت له. 

من المهم اكتشاف وتشخيص الأطفال مبكرًا. ونصيحة للوالدين يجب عليكم تفهم المشكلة واستيعابها وقراءة المقالات وسؤال المختصصين لمعرفة كيفية مساعدة طفلك.

وهذه المشكلة يجب التعامل معها بحذر فلا تضغط على أطفالك بكثرة وحاول مساعدتهم ولا تلجأ إلى استخدام العنف والعقاب حتي لا تؤدي إلى تنائج عكسية ولا تقوم بالمقارنة بينهم وبين الأطفال الأخرين. وتأكد أن أطفالك يعانون أيضًا مثلك بل أكثر منك لذلك حاول تشجيعهم وتقبلهم باختلافهم.

المصدر

Mai Hesham

ماجستير في الكيمياء غير العضوية، ودبلوم التغذية العلاجية، مهتمة بالفلك والفضاء.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى