المال والأعمالمال واقتصاد

التعريف الشامل للإدارة ومسؤولياتها وخصائصها

تحتل الإدارة في وقتنا الراهن أهمية بالغة لاسيما بعد أن أثبتت كافة الوقائع الاقتصادية والدراسات العالمية بأنها العامل الحاسم والمحدد لنجاح أية منظمة من منظمات الأعمال أو فشلها سواء كانت كبيرة أم صغيرة فما هو تعريف الإدارة وما هي خصائصها؟

المفهوم العام الإدارة

يشير مفهوم الإدارة إلى الشخص أو مجموعة الأشخاص الذين يقومون بتسيير شؤون المنظمة ويكون لهم الحق في اتخاذ القرارات في مجال معين أو على مستوى المنظمة كلها.

تعريف الإدارة

اختلف العلماء على وضع تعريف موحد للإدارة ومنهم:

تعريف الإدارة حسب فريدريك تايلور

يعرفها بأنها المعرفة الدقيقة لما تريد أن يقوم به الآخرون ثم التأكد بأنهم يقومون بعمله بأفضل أرخص طريقة.

تعريف الإدارة حسب هنري فايول

يعرف الإدارة على أنها التخطيط والتنظيم والتنبؤ وإصدار الأوامر والتنسيق والرقابة.

تعريف الإدارة حسب ماسي و دوغلاس

يعرفها بالعملية التي بواسطتها يمكن توجيه أنشطة الآخرين نحو أهداف مشتركة.

ويعود سبب الاختلاف في تعدد التعاريف إلى عدم وجد نظرية شاملة وموحدة للإدارة لأسباب عدة أهمها:

  1. يعد علم الإدارة من العلوم الحديثة نسبياً، إذ لا يتجاوز عمره المائة سنة لذلك فهو لا يعد كونه في مراحل تكوينه الأولى.
  2. إن علم الإدارة علم تطبيقي أكثر منه نظري.
  3. إن الإدارة علم اجتماعي أكثر منه علم فيزيائي أو رياضي وأبرز ما فيه هو التعامل مع الناس حيث من الصعب أن تتنبأ بسلوكهم أو بردود أفعالهم.
  4. إن تطبيق المعرفة العلمية والإدارية في مجال العمل والحياة تعتمد في كثير من الأحيان على الظروف والمواقف السائدة، الأمر الذي دفع الكثير من الباحثين إلى التخلي عن محاولاتهم لوضع نظرية موحدة وشاملة للإدارة والاستعاضة عنها بأسلوب الإدارة الموقفية.

تعريف الإدارة حسب رجال الإعمال حالياً

هو فن الرجل الموهوب، أي أن المدير يولد ولا يصنع.

التعريف الشامل والمقبول للإدارة

هي نشاط إنساني منظم يهدف إلى أمثل استغلال للموارد المادية البشرية المتاحة بالتخطيط والتنظيم والتوجيه والمتابعة بغية الوصول لأعلى معدل من الكفاءة الإنتاجية.

خصائص الإدارة

تتمتع الإدارة بعدة خصائص منها:

الإدارة ضرورة ملحة لكل جهد اجتماعي

كل عمل أو نشاط يقوم به شخصان أو أكثر يحتاج إلى إدارة لتنسيق جهودهم وتنظيمها وتوحيدها ودفعها باتجاه تحقيق ما يصبون إليه من أهداف. إن هذه الخاصية تجعل الإدارة نشاطاً ضرورياً وشاملاً للمنظمات كافة مهما كان حجمها أو مجال عملها أو موقعها.

الإدارة عملية مستمرة

تعد الإدارة عملاً مستمراً لا يتوقف عند حد معين وتنبع صفة الاستمرار هذه من أن الإدارة تعمل بشكل دائم على أن تشبع حاجات المجتمع من السلع والخدمات بأنواعها المختلفة.

ولذلك فإن العمل على إشباعها عن طريق الإنتاج وتحسين نوعيته يصبح عملاً مستمراً لضمان استمرار تطور المجتمع الذي تعمل فيه الإدارة.

الإدارة نشاط متخصص

إن الإدارة نشاط علمي متخصص له قوانين ومبادئ عامة. والإداري الناجح هو الملم بهذه القوانين والمبادئ لأن ما يصلح لبيئة معينة قد لا يصلح لأخرى الأسلوب الذي يصلح للتعامل مع فرد ليس بالضرورة أن يصلح لفرد آخر.

وعليه يجب أن تقتصر ممارسة الإدارة على فئة متخصصة من الناس هم المديرون في عملهم هذا عن الأفراد القائمين بالتنفيذ. فعمل المدير ونشاطاته تتركز بشكل عام على أعمال التخطيط والتوجيه التنظيم وقيادة جهود الغير وتنسيقها نحو تنفيذ الأهداف الموضوعة بأعلى كفاءة ممكنة.

بينما يشغل رجال التنفيذ الآلات أو يستخدمون المواد أو يجرون ما يلزم من الإصلاحات في العمل وغيرها من الأمور المتعلقة بالتنفيذ.

اقرأ أيضًا:

مسؤوليات الإدارة

تقع على عاتق الإدارة مسؤوليات عدة منها:

مسؤولية اجتماعية

مسؤوليات الإدارة كثيرة تجاه المجتمع بكافة أفراده وشرائحه حيث أنها تقوم بتطويره وتحقق رفاهيته واستغلال الموارد المتاحة واستخدامها بشكل أمثل لخدمة أفراد هذا المجتمع وما تسهم فيه من تطوير سائر المجالات الصناعية والزراعية والتجارية وما تقدمه من خدمات في مجالات التعليم والصحة والأمن وغيرها.

مسؤولية فنية

فبانتشار شبكة الاتصال العالمية وثورة المعلومات جعلت الحاجة ماسة لتطوير مفاهيم الإدارة وأساليبها بما يتناسب مع عصر المعلوماتية.

حيث تشكل المعلومات المخزنة في أية مؤسسة أو منظمة الأساس الذي يسمح للإدارة الحديثة باتخاذ القرارات السريعة والسليمة.

من خلال قوة معالجة المعلومات وتحويلها إلى تقارير ومؤشرات اقتصادية تسهم في تحسين آلية اتخاذ القرارات على مستوى الدولة ومؤسساتها.

مسؤولية اقتصادية

تحرص على الاستخدام الأمثل للموارد الوطنية المتاحة انطلاقاً من قاعدة الكفاية التي تعني الاقتصاد في المدخلات وتعظيم المخرجات.

وضمان تزويد المستهلكين بما يحتاجونه من سلع وخدمات بأفضل نوعية وأقل تكلفة كما تساهم بتحقيق عائد استثمار مناسب للمستثمرين وأرباب العمل من خلال القضاء على جميع مظاهر الإسراف والهدر في الموارد المتاحة.

مسؤولية سياسية

لأنها هي دائماً أداة بيد الطبقة المالكة تستخدمها لتحقيق مصالحها العامة والخاصة.

فالإدارة العامة تهدف إلى تقديم الخدمات اللازمة لزيادة رفاهية أفراد المجتمع بهدف كسب تأييدهم وولاءهم للسلطة السياسية الحاكمة.

أما إدارة الأعمال فهي تسعى إلى إنتاج السلع والخدمات اللازمة لأفراد المجتمع بهدف تحقيق الربح وزيادة ثروة المالكين وتعاظم قوتهم للتأثير في الحياة السياسية في البلاد من خلال توجيه السياسات الاقتصادية.

من خلال ما تقدم نلاحظ أن الإدارة أصبحت العمود الفقري لنمو المجتمعات وتقدمها الحضاري.

وذلك لما تقوم به من دور مهم وفعال في ربط عوامل الإنتاج وتحقيق التفاعل بينها بغية الوصول إلى النتائج المرغوبة بأعلى كفاءة إنتاجية ممكنة.

هبة الله الدالي

مهندسة طاقة كهربائية، ومحررة، وكاتبة محتوى إبداعي ومتوافق مع محركات البحث في جميع التخصصات.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
2 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
مرضية عصام
مرضية عصام
1 سنة

جزاك الله خيرا…..شرح واضح

زر الذهاب إلى الأعلى