باطنة وجهاز هضميصحة وطب

ارتجاع المريء GERD: أسبابه وأعراضه ومضاعفاته وكيفية الوقاية منه

مرض الجزر المعدي المريئي GERD أو ما يعرف بارتجاع المريء من الأمراض المزمنة، يحدث بسبب ارتداد حمض المعدة إلى المريء. إذا كان الشخص يعاني من ارتداد الحمض المستمر لأكثر من مرتين في الأسبوع، فقد يشخص بإصابته بمرض ارتجاع المريء. حمض المعدة الذي يصل إلى المريء يمكن أن يسبب تلفاً خطيراً في الأنسجة. قد ينتج ارتجاع المريء عن صمام مختل في الجزء العلوي من المعدة وأسفل المريء.

ارتجاع المريء من الأمراض المنتشرة فى وطننا العربي، لذلك فى هذا المقال سنشرح أسبابه وأعراضه وطرق علاجه وكذلك نقدم اقتراح بنظام غذائي خاص للمصابين.

ما هو ارتجاع المريء؟

مرض ارتجاع المريء هو حالة يتدفق فيها حمض المعدة بثبات وبشكل منتظم إلى المريء. المريء هو الأنبوب الذي ينقل الطعام من الفم إلى المعدة. وجود الحمض في المريء يسبب حرقة وبعض الأعراض الأخرى، وكذلك تلف الأنسجة.

حمض المعدة

  • المعدة إحدى أعضاء الجهاز الهضمي، وتقع على الجانب الأيسر من الجزء العلوي من البطن، وتستقبل الطعام من المريء.
  • يقوم الطعام بتحفيز المعدة لإفراز حمض يساعد على هضم الطعام، تفرزه الخلايا الجدارية للمعدة.
  • عبارة عن سائل هضمي شفاف، يتم إفرازه إلى جانب العديد من الإنزيمات، تتراوح درجة حموضته (1 – 2) داخل تجويف المعدة، ويتكون بشكل رئيسي من حمض الهيدروكلوريك HCL، وكميات كبيرة من كلوريد البوتاسيوم وكلوريد الصوديوم.

فوائد حمض المعدة:

  • يساعد على هضم وتحليل الطعام الذي يصل إلى المعدة بمساعدة بعض الإنزيمات.
  • حماية المعدة من الإصابة بالعدوى، وذلك بقتل البكتيريا.
  • مساعدة الجسم على امتصاص بعض العناصر الغذائية الضرورية للجسم، مثل: فيتامين ب12، والبروتينات.
ارتجاع المريء GERD

أسباب ارتجاع المريء

ارتداد الأحماض من أمر شائع جدًا، غالبًا ما يحدث نتيجة للإفراط في تناول الطعام أو الاستلقاء بعد تناول الطعام أو تناول أطعمة معينة. يحدث مرض الجزر المعدي المريئي عند جميع الأعمار، وأحيانًا قد تكون أسباب الإصابة غير معروفة.

يحدث ارتجاع المريء عندما تصبح العضلة العاصرة أسفل المريء ضعيفة، أو لا تعمل بالشكل الصحيح. يزيد ارتجاع المريء مع:

  • زيادة الوزن أو السمنة: بسبب زيادة الضغط على البطن.
  • الحمل: بسبب الضغط المتزايد على البطن.
  • تناول بعض الأدوية: بعض أدوية الربو ومضادات الهستامين والمهدئات ومضادات الاكتئاب.
  • التدخين: والتعرض للتدخين السلبي.
  • الفتق: حالة تسمح فيها فتحة في الحجاب الحاجز برفع الجزء العلوي من المعدة إلى أعلى في الصدر. مما يزيد من خطر ارتجاع المريء.

الأعراض

أهم أعراض ارتجاع المريء هو حرقة المعدة. الحرقة هو الشعور بعدم الراحة في الصدر، يميل إلى أن يزداد سوءاً إذا كان الشخص مستلقياً أو ينحني وبعد تناول الطعام.

لكن لا يعاني جميع الأشخاص من حرقة، ويعانون من بعض الأعراض الأخري:

  • الغثيان.
  • القيء.
  • رائحة الفم الكريهة.
  • مشاكل في الجهاز التنفسي.
  • صعوبة أو ألم عند البلع.
  • تسوس الأسنان.

المضاعفات

يمكن أن تتفاقم ارتجاع المريء وتتحول إلى حالات أخرى إذا تركت دون علاج. وتشمل هذه:

  1. التهاب المريء.
  2. ضيق المريء: يصبح المريء ضيقاً، مما يجعل البلع صعباً ومؤلماً.
  3. مريء باريت: تتغير الخلايا المبطنة للمريء إلى خلايا مشابهة لبطانة الأمعاء، وقد تتطور إلى سرطان.
  4. مشاكل في الجهاز التنفسي: من الممكن استنشاق حمض المعدة في الرئتين، مما يسبب بعض المشاكل مثل
    • احتقان الصدر.
    • بحة في الصوت.
    • الربو، التهاب الحنجرة.
    • الالتهاب الرئوي.
  5. تآكل مينا الأسنان، أمراض اللثة، ومشاكل الأسنان الأخرى.

لتقليل فرص المضاعفات، يجب اتخاذ خطوات لمنع وعلاج أعراض ارتجاع المريء.

ارتجاع المريء عند الرضع

قد يصيب 10% من الأطفال بعمر السنة. من الطبيعي أن يبصق الأطفال الطعام والقيء في بعض الأحيان، ولكن إذا كان طفلك يبصق الطعام أو يتقيأ بشكل متكرر فقد يكون بسبب ارتجاع المريء. تشمل العلامات والأعراض المحتملة للارتجاع المريئي عند الرضع:

  • رفض الأكل.
  • مشكلة في البلع.
  • الاختناق.
  • كثرة الفواق.
  • تقوس ظهورهم أثناء أو بعد التغذية
  • فقدان الوزن.
  • السعال المتكرر أو الالتهاب الرئوي
  • صعوبة النوم

لكن تتشابه هذه الأعراض مع الأطفال المصابين برباط اللسان، وهي حالة قد تجعل من الصعب عليهم تناولها. لذلك إذا تشك في أن طفلك يعاني من أي حالة صحية، يفضل زيارة الطبيب عاجلاً.

القلق وارتجاع المريء

أثبتت الدراسات أن القلق قد يجعل بعض أعراض ارتجاع المريء أسوأ. إذا كنت تشك في أن القلق يزيد من أعراضك قم بزيارة طبيبك لمعرفة خيارات العلاج المناسبة لك.

بعض النصائح التي تساعدك على الحد من القلق:

  • ابتعد عن التجارب والأشخاص والأماكن التي تجعلك تشعر بالقلق.
  • ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل وتمارين التنفس العميق.
  • ممارسة التمارين الرياضية وقم بتغيير نمط الحياة اليومية.

الحمل وGERD (ارتجاع المريء)

  • يمكن أن يزيد الحمل من ارتداد الحمض بسبب:
    • تسبب التغيرات الهرمونية أثناء الحمل استرخاء العضلات في المريء بشكل متكرر.
    • يتسبب نمو الجنين في الضغط على معدتك مما يزيد من خطر دخول حمض المعدة إلى المريء.

العديد من الأدوية التي تُستخدم لعلاج ارتداد الحمض هي آمنة أثناء الحمل. ولكن في بعض الحالات، قد ينصحك طبيبك بتجنب بعض مضادات الحموضة أو الأدوية. لذلك لا تتناولِ أي دواء في الحمل بدون استشارة الطبيب.

الربو وارتجاع المريء

  • حوالي 75% من المصابين بالربو يعانون من ارتجاع المريء.
  • من الممكن أن تزيد ارتجاع المريء أعراض الربو. لكن الربو وبعض أدوية الربو قد تزيد من خطر الإصابة.
ارتجاع المريء GERD

GERD ومتلازمة القولون العصبي IBS

متلازمة القولون العصبي IBS تؤثر على الأمعاء الغليظة. تشمل أعراضها الشائعة:

  • ألم في البطن.
  • الانتفاخ.
  • الإمساك أو إسهال.

وفقا لبعض الدراسات الأعراض المرتبطة بالارتجاع المريئي هي أكثر شيوعًا لدى المصابين بالقولون العصبي، لذلك اذهب لطبيبك لمناقشة الأدوية المتاحة لك.

الفرق بين ارتجاع المريء والحموضة

  • الحموضة هي أحد الأعراض الشائعة لارتجاع المريء.
  • عادةً لا تسبب الحموضة قلق، لأنها تزول بسهولة.
  • لكن إذا أصبت بحرقة في المعدة أكثر من مرتين في الأسبوع، فقد تكون لديك ارتجاع المريء.
  • لذلك يفضل الذهاب للطبيب للكشف ومعرفة سبب الحرقة.

الأطعمة التي تزيد من خطر الإصابة ب GERD

تؤدي أنواع معينة من الأطعمة والمشروبات إلى ظهور أعراض ارتجاع المريء، ومن هذه الأطعمة:

  • الأطعمة الدهنية والحارة.
  • الشوكولاتة.
  • الفواكه الحمضية، الأناناس.
  • الطماطم.
  • البصل والثوم.
  • النعناع.
  • المشروبات الغازية والكافيين مثل الشاي والقهوة.

عوامل الخطر

يمكن لبعض العوامل زيادة خطر الإصابة بارتجاع المريء مثل:

  • السمنة.
  • الحمل.
  • فتق الحجاب الحاجز.
  • اضطرابات النسيج الضام.

يمكن لبعض سلوكيات نمط الحياة أن تزيد من خطر ارتجاع المريء مثل:

  • التدخين.
  • تناول وجبات كبيرة.
  • الاستلقاء أو النوم بعد فترة وجيزة من تناول الطعام.
  • تناول أنواع معينة من الأطعمة مثل الأطعمة المقلية أو الحارة.
  • شرب أنواع معينة من المشروبات، مثل الصودا أو القهوة.
  • تناول الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDS)، مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين.

التشخيص

إذا اشتبه طبيبك في إصابتك بمرض ارتجاع المريء، فسيقوم بإجراء فحص بدني ويسأل عن الأعراض التي تعاني منها. هناك العديد من الاختبارات التشخيصية مثل:

  1. درجة الحموضة للمريء: تقيس كمية الحمض في المريء في حالات مختلفة، مثل أثناء الأكل أو النوم.
  2. منظار المعدة والأمعاء GI: أنبوب متصل بكاميرا يستخدم لفحص المريء. يمكن أيضاً أخذ عينة صغيرة من الأنسجة (خزعة).
  3. سلسلة GI العليا: نوع من الأشعة السينية تظهر بعض التشوهات الجسدية التي قد تسبب ارتجاع المريء.
  4. مانوميتري المريء: يقيس انقباضات العضلات (مثل العضلة العاصرة) في المريء أثناء البلع.
  5. شرب الباريوم: بعد شرب محلول الباريوم، يتم استخدام التصوير بالأشعة السينية لفحص الجهاز الهضمي العلوي.

العلاج

  • منع وتخفيف أعراض ارتجاع المريء، قد ينصحك الطبيب على إجراء تغييرات على عاداتك الغذائية.
  • تناول بعض الأدوية مثل:
    • مضادات الحموضة: يعمل على حمض في المعدة بالمواد الكيميائية القلوية. ويمكن أن تشمل الآثار الجانبية الإسهال و الإمساك.
    • حاصرات مستقبلات H2: تساعد على تقليل إنتاج حمض المعدة.
    • مثبطات مضخة البروتون PPIs.
    • Prokinetics: تساعد على إفراغ المعدة بشكل أسرع. وتشمل الآثار الجانبية الإسهال والغثيان والقلق.
    • Erythromycin: نوع من المضادات الحيوية يساعد في إفراغ المعدة.
ارتجاع المريء GERD

العلاج الجراحي:

غالباً تكون تغييرات نمط الحياة والأدوية كافية لمنع وتخفيف أعراض ارتجاع المريء. لكن البعض قد يحتاجون إجراء عملية جراحية خصوصاً إذا تطورت مضاعفات ارتجاع المريء.

تشمل العلاجات الجراحية المتاحة:

  1. تثنية القاع: يلف الجراح أعلى المعدة حول العضلة العاصرة السفلية للمريء، لشد العضلة ولمنع ارتدادها. يتم إجراء تثنية القاع عادةً بالمنظار.
  2. الإجراءات التنظيرية: مجموعة من الإجراءات تشمل
    1. الخياطة بالمنظار: تستخدم غرز لتشديد عضلة العضلة العاصرة.
    2. التأثير الإشعاعي: يستخدم الحرارة لإنتاج حروق صغيرة تساعد على شد عضلة العضلة العاصرة.

العلاج المنزلي:

العديد من التغييرات في نمط الحياة والعلاجات المنزلية قد تساعد في تخفيف الأعراض، مثل:

  • الإقلاع عن التدخين.
  • فقدان الوزن الزائد.
  • تناول وجبات أصغر.
  • مضغ العلكة بعد الأكل.
  • تجنب الاستلقاء بعد الأكل.
  • تجنب الأطعمة والمشروبات التي تزيد من أعراضك.
  • تجنب ارتداء الملابس الضيقة.
  • ممارسة تقنيات الاسترخاء.

بعض العلاجات العشبية قد تفيد فى تخفيف الأعراض مثل:

على الرغم من أن هناك الحاجة إلى مزيد من البحوث، لكن بعض الأشخاص أبلغوا عن ارتياحهم من ارتجاع المريء بعد تناول المكملات الغذائية أو الشاي الذي يحتوي على هذه الأعشاب. يفضل استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء عشبي.

الوقاية

تغييرات نمط الحياة والسلوك الأخرى يمكن أن تساعد في تخفيف ارتجاع المريء:

  • تناول كميات معتدلة من الطعام وتجنب الإفراط في تناول الطعام.
  • توقف عن تناول الطعام 2-3 ساعات قبل النوم.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • إذا كنت تعاني من زيادة الوزن، يمكن أن يساعد فقدان الوزن في منع الأعراض.
  • لا ترتدي ملابس ضيقة حول البطن.
  • النوم مع ارتفاع الرأس قليلاً.

المصادر

Mona Hesham

طبيبة حاصلة على أربع لغات، وكاتبة في العديد من التخصصات، الطبية والأسرية والمجتمع والرياضية والتغذية والسياحة.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى