اضطرابات النوم وحلولهاصحة وطب

النوم القهري: أسبابه وأعراضه وعلاجه

مرض النوم القهري موضوع مهم للغاية. فعلى الرغم من كونه إضطراب نادر يصيب 1 من كل 2000 شخص. إلّا أنه اضطراب خطير ويؤثر سلباً على جودة حياة المريض.

وتكمن خطورته في أنه مرض يصعب تشخيصه، نظراً لتشابه أعراضه مع العديد من الاضطرابات النفسية.

فلذلك يعتقد الكثيرون أن هناك عدد أكبر بكثير للأشخاص المصابين بالنوم القهري اللاإرادي أو مرض الخدار “بالانجليزية Narcolepsy” من الأعداد التي تظهر في الإحصائيات.

مامعنى النوم القهري؟ وما أسباب النوم القهري؟ وما علاج النوم القهري؟ تساؤلات سنجيب عليها في المقال.

ما هو النوم القهري؟

النوم القهري: هو اضطراب عصبي يؤثر على قدرة المريض على الاستيقاظ والنوم.

ويعاني الأشخاص المصابون بالنوم القهري من النعاس الشديد خلال النهار، فقد ينامون فجأة في أي وقت، خلال آدائهم لأي نشاط.

في دورة النوم الطبيعية يدخل الشخص المراحل المبكرة من النوم، ثم و بعد 90 دقيقة يدخل في أعمق درجات النوم “مرحلة حركة العين السريعة”.

أما الأشخاص المصابون بالنوم القهري فيدخلون في مرحلة حركة العين السريعة على الفور، ويدخلون في هذه المرحلة أيضاً فجأة أثناء استيقاظهم.

أنواع النوم القهري

هناك نوعين من النوم القهري:

النوع الأول: اسمه (الجُمدة)، وأعراضه فقدان مفاجئ للتحكم في العضلات، مما يُسبب الإفراط في النوم أثناء النهار.

 النوع الثاني: يكون بدون جمدة، ويُصاب المريض بالنعاس المفرط أثناء النهار ولكن دون فقدان التحكم في العضلات.

أعراض النوم القهري

في كثير من الحالات، لا يتم تشخيص النوم القهري بشكل صحيح وبالتالي لا يتم علاجه، لأن أعراضه تتشابه مع العديد من الإضطرابات النفسية.

وتشمل الأعراض:

  • الشعور بالنعاس المفرط أثناء النهار:

يصعب على المريض بالنوم القهري القيام بالأنشطة اليومية. حتى لو كان يحصل على قسط كافٍ من النوم ليلاً، ويعاني دوماً من نقص الطاقة الذي يُصعّب عليه التركيز والتذكر ويجعله يشعر بالاكتئاب والإرهاق.

  • الجُمدة cataplexy:

وهو فقدان السيطرة على العضلات، وقد يسبب هذا العرض مشاكل تتراوح بين صعوبة الكلام والانهيار الكلي للجسم والنوم المفاجيء، وغالباً ماتسبب الجمدة مشاعر مفاجئة وشديدة مثل الضحك والغضب.

  • الهلوسة:

يمكن أن تحدث الهلوسات للمريض في أي وقت، وغالباً ما تكون مخيفة ومشابهة جداً للواقع، حتى أنه يستحيل على مريض النوم القهري التفريق بين الهلوسات والحقيقة، وهي غالباً ماتكون مرئية، وقد تحدث عند النوم أو عند الاستيقاظ.

  • شلل النوم:

ويُسميه البعض بالجاثوم، وهي حالة تُصيب مريض النوم القهري أثناء نومه، فيحس بأنه مشلول بالكامل ولايستطيع الحركة أو الكلام أو الاستيقاظ، وتستمر هذه الحالة لبضع ثوان وقد تمتد إلى عدة دقائق.

  • النوم المتقطع:

تواجه مريض النوم القهري صعوبة في النوم أثناء الليل لعدة أسباب مثل الأحلام المزعجة أو مشاكل التنفس أو حركات الجسم المفاجئة، ويجب على المريض معرفة عدد ساعات النوم الطبيعية للإنسان ومراقبة نمط نومه.

  • اضطراب حركة الأطراف الدورية:

حيث تتحرك عضلات ساق المريض فجأة عدة مرات أثناء نومه بدون تحكم.

  • توقف التنفس أثناء النوم:

يتوقف التنفس كثيراً ويرجع مرة اخرى أثناء النوم.

  • الحركة التلقائية أو الحركة الاوتوماتيكية:

يغفو المريض أثناء أدائه لأي نشاط منتظم مثل القيادة أو المشي أو التحدث. فيكمل جسده القيام بنفس النشاط بشكل تلقائي وهو نائم بدون وعي منه، ثم يستيقط دون أن يتذكر مافعل.

  • مشاكل في الذاكرة:

تواجه المريض مشكلة في تذكر الأشياء التي يخبره بها الأشخاص لأنه لم يكن مستيقظاً بشكل كامل في ذلك الوقت، ويحدث له فقدان الذاكرة أيضاً عندما ينام أثناء قيامه بأنشطة لا تتطلب الكثير من التفكير.

أسباب النوم القهري

لا يعرف الخبراء أسباب النوم القهري، ولكنهم يعتقدون أنه ناتج عن اجتماع عدة أسباب معاً، فتسبب مشاكل في الدماغ تؤثر سلباً على مرحلة نوم حركة العين السريعة.

وهذه بعض الأسباب التي يعتقد العلماء أنها قد تؤدي للإصابة بالنوم القهري:

  • أسباب جينية:

يعتقد العلماء أن هناك جين قد يرتبط بهذا الاضطراب، حيث يتحكم هذا الجين –بحسب اعتقادهم- في إنتاج المواد الكيميائية المسؤولة عن دورات النوم والاستيقاظ في المخ.

ويعتقدون أيضاً أن هذا الجين يسبب قصوراً في إنتاج مادة الهيبوكريتين، المادة التي تسبب مشاكل في الأجزاء التي تتحكم في مرحلة نوم العين السريعة من المخ.

  • اضطرابات المناعة الذاتية:

تحدث اضطرابات المناعة الذاتية عندما ينقلب جهاز المناعة في الجسم على نفسه ويهاجم عن طريق الخطأ الخلايا أو الأنسجة السليمة، يعتقد الباحثون أنه في الأفراد المصابين بالنوم القهري يهاجم الجهاز المناعي لأجسامهم بعض خلايا المخ التي التي تنتج الهيبوكريتين، وعلى الرغم من أن سبب فقدان هذه الخلايا غير معروف إلا أنه يبدو أنه مرتبط بخلل في الجهاز المناعي.

  • تاريخ العائلة:

الوراثة من عوامل الخطر فيما يتعلق بالإصابة بمرض النوم القهري، فإذا كان لديك تاريخ عائلي في الإصابة به فستزيد احتمالية إصابتك به 40 مرة. وأيضاً هناك السن الذي يُعتبر من عوامل الخطر، فغالباً ماتبدأ أعراض مرض النوم القهري بالظهور على المريض في سن يتراوح بين 15 و 25 عاماً، لكن قد تظهر الأعراض في أي عمر.

  • إصابات الدماغ مثل الأورام والأمراض الأخرى:

نادراً ماتؤدي إصابات الدماغ إلى الإصابة بالنوم القهري، ولكن هناك حالات من النوم القهري ناتجة عن إصابة لأجزاء في الدماغ مسؤولة عن تنظيم اليقظة ومراحل النوم.

تشخيص النوم القهري

يصعب تشخيصه لأن أعراضه تبدو كأنها مشاكل صحية أخرى، وللمساعدة في التشخيص يقوم الأخصائي بعمل الفحوصات التالية:

  • الفحص البدني وتتبع التاريخ الطبي:

وهو مهم للغاية لأن النوم الهري عادة مايكون وراثياً.

  • سجلات النوم:

قد يطلب الطبيب من المريض تتبع نمط نومه لمدة أسبوعين.

  • مخطط النوم المتعدد:

يتم ذلك في عيادة اضطرابات النوم أو في مختبر النوم، وهو اختبار يتم أثناء الليل، ومهمة هذا الفحص معرفة ماإذا كان المريض يدخل في مرحلة نوم حركة العين السريعة بشكل فجائي أم لا.

  • اختبار زمن النوم المتعدد:

يتم ذلك أيضاً في عيادة متخصصة، ويتم عمل الاختبار أثناء النهار لقياس ميل المريض للنوم صباحاً، ولمعرفة ما إذا كانت حالة نوم حركة العين السريعة تحدث في أوقات غير عادية خلال اليوم.

علاج النوم القهري

لا يوجد علاج للنوم القهري بحد ذاته، لكن هناك علاجات يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض تشمل:

  • تغيير نمط الحياة:

يتوقف المريض عن الكافيين والكحول والتدخين خاصة في الليل. وأن يمارس الرياضة لمدة 20 دقيقة على الأقل قبل النوم ب4 أو 5 ساعات، ويتناول وجبات صغيرة موزعة على اليوم بدلاً من الوجبات الثقيلة المتمركزة في وقت واحد من اليوم وخصوصاً قبل النوم، ويتجنب زيادة الوزن.

  •  السيطرة على جدول النوم:

يذهب المريض للنوم في أوقات ثابتة كل يوم ويستيقظ في أوقات ثابتة أيضاً، كما يجب أن يضع جدولاً لقيلولة النهار (10 إلى 15 دقيقة كل مرة).

  • تناول المنشطات لعلاج النعاس:

مثل الأدوية التي تحتوي على المودافينيل أو الأمفيتامين، مع الحذر أثناء تعاطي هذه الأدوية لأنها تسبب أعراض جانبية مثل العصبية وإضطرابات في إيقاع ضربات القلب.

  • تناول مضادات الاكتئاب:

وذلك لعلاج مشاكل النوم، وهي أقل في التأثيرات الضارة من المنشطات. ولكنها تنضوي على بعض الأعراض الجانبية المزعجة مثل العجز الجنسي وإرتفاع ضغط الدم.

  • تناول عقار يحتوي على أوكسيبات الصوديوم:

ويُستخدم لعلاج النعاس المفاجيء والجمدة.

  •  تناول عقار يحتوي على بيتوليسانت أو سولريأمفيتول:

وذلك لمساعدة المريض على البقاء مستيقظياً لفترات أطول.

هل النوم القهري خطير؟

ليس خطيراً بحد ذاته، ولكن قد يسبب النعاس المفاجئ حوادث تودي بالحياة.

إذا نام المريض أثناء قيادة السيارة أو أثناء تشغيل المعدات الثقيلة أو أثناء صعود السلالم والمرتفعات، ولذلك يجب الحذر.

وأخيراً فإننا ننصح مرضى النوم القهري بالإنضمام إلى مجموعات دعم تساعدهم على تطوير استراتيجيات أفضل للتعامل مع مرضهم.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى