صحة نفسيةصحة وطبمصطلحات طبية

فقدان الذاكرة النفسي المفاجئ؛ لماذا يحدث بعد صدمة نفسية أو حادث؟

فقدان الذاكرة النفسي أو الفصامي أو الوظيفي المؤقت هو نسيان المعلومات المهمة عن حياتك بما في ذلك أشياء مثل اسمك وعائلتك أو أصدقائك وتاريخك الشخصي. ولكن ما الأسباب هل يمكن أن يسبب الإجهاد أو التوتر الزائد أو الصدمة الشديدة عدم تذكر الأحداث الانفصالي؟

كل ذلك وأكثر سنناقش في السطور التالية فتابعوا معنا.

فقدان الذاكرة الانفصالي

  • هو اضطراب مفاجئ نفسي المنشأ يتميز بوظيفة غير طبيعية للذاكرة في حالة عدم وجود تلف هيكلي في الدماغ أو سبب بيولوجي عصبي معروف.
  • يعرف أيضا بفقدان الذاكرة الوظيفي أو فقدان الذاكرة الفصامي (DA)، وهو أحد أنواع الاضطرابات الانفصالية العقلية.
  • يسبب حجب أحداث معينة، وغالبًا ما يرتبط بالتوتر أو الصدمة أو  آثار الإجهاد الشديد أو الصدمات النفسية على الدماغ، وليس من أي سبب جسدي أو فيزيولوجي مما يجعل الشخص غير قادر على تذكر المعلومات الشخصية المهمة.
  • غالبًا ما يعد معادلاً للحالة السريرية المعروفة باسم متلازمة الذاكرة المكبوتة.
  • يمكن أن تستمر فترات النسيان أو الانفصال عن الواقع لساعات أو أيام (مؤقت) وفي بعض الحالات يمكن أن تستمر لفترة أطول؛ لأسابيع أو شهور.
  • الاضطرابات الانفصالية هي نوع من الأمراض العقلية تتميز بالانفصال بين أشياء مثل ذكرياتك وهويتك ومحيطك.
  • هو اضطراب نادر الحدوث يصيب حوالي 1٪ من الرجال و 2.6٪ من النساء.
  • تؤثر البيئة أيضًا حيث يكثر اضطراب DA بعد الكوارث الطبيعية وأثناء الحرب.

أنواع فقدان الذاكرة النفسي

هناك عدة أنواع مختلفة من اضطراب الذاكرة الفصامي؛ وهي:

  • موضعي: عدم تذكر المكان والأحداث من فترة زمنية محددة.
  • المعممة: هو فقدان كامل للذاكرة، بما في ذلك أشياء مثل الهوية وتاريخ الحياة وهو نادر جدًا.
  • الشرود الانفصالي: نسيان معظم أو كل معلوماتك الشخصية وقد تتجول أو تسافر إلى أماكن لا تذهب إليها عادةً وقد تأخذ هوية جديدة بالكامل في الحالات التي تدوم طويلاً.

أعراض فقدان الذاكرة النفسي

يمكن أن تشمل أعراض DA الانفصالي ما يلي:

  • في النوع المعمم: قد تنسى معلومات الأماكن أو الأحداث المرتبطة بفترة زمنية معينة مثل التاريخ الشخصي أو الهوية أو الأحداث، ولكنك مازلت تحتفظ بالمعلومات العامة وتكوين ذكريات جديدة.
  • أما أنواع DA المرتبطة بالخرف، يواجه الفرد صعوبة في تكوين ذكريات جديدة.
  • في جميع حالات DA؛ يعاني الشخص من فقدان ذاكرة أكبر بكثير مما هو متوقع في سياق النسيان الطبيعي.
  • قد يحدث انهيار في الوظائف العقلية التي تعمل بشكل طبيعي بسلاسة، مثل الذاكرة أو الوعي أو الإدراك، والهوية أو الإدراك.
  • يمكن أن تكون أعراض الانفصام خفيفة، لكنها قد تكون شديدة جدًا بحيث تمنع الشخص من القيام بوظائفه كما قد تؤثر أيضًا على العلاقات وأنشطة العمل.

اقرأ أيضًا:

أسباب فقدان الذاكرة الفصامي 

  • تم ربط فقدان الذاكرة الانفصالي بالإجهاد الشديد، والذي قد يكون ناتجًا عن أحداث صادمة مثل الحرب أو سوء المعاملة أو الحوادث أو الكوارث. 
  • قد يكون الشخص قد عانى من الصدمة أو شاهدها للتو وقد يرتبط بالوراثة حيث أن الأقارب غالبًا ما يكونون أكثر عرضة للإصابة بفقدان الذاكرة.

الفرق بين فقدان الذاكرة النفسي والطبي

  • يختلف فقدان الذاكرة DA عن فقدان الذاكرة الناتج عن المشكلات الطبية، مثل الأمراض أو السكتات الدماغية أو إصابات الدماغ. 
  • في حالة فقدان الذاكرة الناجم عن أسباب طبية، تكون استعادة الذكريات نادرة وعادة ما تكون عملية بطيئة وتدريجية.
  • معظم حالات فقدان الذاكرة DA قصيرة نسبيًا؛ وفي كثير من الأحيان، تعود الذكريات فجأة وبشكل كامل عن طريق تحفيز استعادة الذاكرة من خلال شيء ما في محيط الشخص، أو في العلاج.
  • الأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة الطبي مستاؤون من فقدان الذاكرة لديهم، بينما معظم الأشخاص المصابين بفقدان الذاكرة DA لا يهتمون بفقدان الذاكرة بشكل مفاجئ.

كيف يتم تشخيص فقدان الذاكرة النفسي؟

  • إذا كان المريض يعاني من أعراض DA، فسيقوم الطبيب بإجراء التاريخ الطبي الكامل والفحص البدني. 
  • لا يوجد اختبارات معملية لتشخيص الاضطرابات الانفصالية، ولكن قد يجري الطبيب اختبارات الدم أو التصوير (الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي ) لاستبعاد مرض جسدي أو آثار جانبية من الدواء.
  • إذا لم يكن الشخص مصابًا بمرض جسدي، فقد تتم إحالته إلى أخصائي الصحة العقلية.
  • يجري الطبيب مقابلة سريرية للحصول على صورة كاملة لتجارب الشخص وأدائه الحالي. 
  • قد يستخدم بعض الأطباء النفسيين وعلماء النفس اختبارات متخصصة أو مقابلة قياسية مثل المقابلة السريرية المنظمة من أجل التفكك (SCID-D).

من هو المعرض لخطر DA؟

  • الأشخاص الذين تعرضوا للإيذاء أثناء الطفولة أو من تعرضوا لتجربة مؤلمة في أي وقت من حياتهم.

وتشمل العوامل الأخرى ما يلي:

  • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
  • اكتئاب
  • اضطرابات القلق
  • تقلبات الشخصية
  • اضطرابات النوم
  • اضطرابات تعاطي الكحول أو المخدرات

علاج فقدان الذاكرة النفسي

تتمثل أهداف علاج DA، في تخفيف الأعراض والتأكد من سلامة المريض ومن حوله، و “إعادة اتصال” الشخص بذكرياته المفقودة، ومساعدة الشخص:

  • التعامل بأمان مع الأحداث المؤلمة وإدارتها.
  • تطوير مهارات التأقلم والمهارات الحياتية الجديدة.
  • العودة إلى العمل بشكل جيد قدر الإمكان.
  • تحسين العلاقات.

يعتمد أسلوب العلاج لاضطرارب فقدان الذاكرة النفسي على الشخص ومدى شدة الأعراض ويشمل العلاج مزيجًا من الطرق التالية:

  • العلاج النفسي: العلاج النفسي، الذي يُطلق عليه أحيانًا “العلاج بالكلام”، هو العلاج الرئيسي لاضطرابات الفصام.  
  • العلاج السلوكي المعرفي: يركز على تغيير أنماط التفكير والمشاعر والسلوكيات الضارة.
  • إزالة حساسية حركة العين وإعادة معالجتها: تم تصميم هذه التقنية لعلاج الأشخاص الذين يعانون من كوابيس مستمرة وذكريات الماضي وأعراض أخرى لاضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
  • العلاج السلوكي الجدلي: مخصص للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات شديدة في الشخصية (والتي يمكن أن تشمل أعراض فصامية)، وغالبًا ما يحدث بعد تعرض الشخص لسوء المعاملة أو الصدمة.
  • العلاج الأسري: يساعد هذا في تعليم الأسرة عن الاضطراب ومساعدة أفراد الأسرة في التعرف على ما إذا كانت أعراض المريض قد عادت أم لا.
  • العلاجات الإبداعية (العلاج بالفن أو الموسيقى): تسمح هذه العلاجات للمرضى باستكشاف والتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم وخبراتهم في بيئة آمنة وخلاقة.
  • تقنيات التأمل والاسترخاء: تساعد على التعامل بشكل أفضل مع أعراض الانفصام وزيادة وعيهم بحالاتهم الداخلية.
  • التنويم الإيحائي السريري: يستخدم الاسترخاء الشديد والتركيز والاهتمام المركّز لتحقيق حالة مختلفة من الوعي، ويسمح للناس باستكشاف الأفكار والمشاعر والذكريات التي يخفوها من عقولهم الواعية.
  • الأدوية: مثل مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق.

هل يستعيد الشخص ذاكرته بعد الفقدان؟

  • بالنسبة لمعظم الأشخاص المصابين بفقدان الذاكرة الانفصالي، تعود الذاكرة في النهاية، أحيانًا ببطء وأحيانًا بشكل مفاجئ ومع ذلك، في بعض الحالات، لا يتمكن الشخص أبدًا من استعادة ذكرياته المفقودة تمامًا.
  • لذلك من المهم معالجة أي مشكلة فقدان ذاكرة انفصالية في أسرع وقت ممكن وعلاج أي مشاكل أخرى أو مضاعفات، مثل الاكتئاب، والقلق أو تعاطي المخدرات.

المصادر

وفي نهاية مقالنا؛ غالبًا ما يستطيع الشخص استعادة ذكرياته بعد فقدان الذاكرة النفسي بسبب الإجهاد أو الصدمات النفسية ولكنه يحتاج إلى الدعم الطبي ومساندة من حوله حتى لا يدخل في نوبات من الاكتئاب. متعكم الله بذاكرتكم جميعًا.

Manar Ahmed

صيدلانية أعمل في مجال الطب الوقائي شغوفة بالبحث والسعي لتبسيط المعلومات وتنمية حس الإدراك لدى القارئ العربي بمختلف مجالات الصحة والدواء والصحة النفسية وجميع ما يهم الأسرة والمجتمع.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى