صحة نفسيةصحة وطب

الفصام الوجداني العاطفي؛ الأعراض والأنواع والأسباب والعلاج والمضاعفات وعلاقته بالانتحار

الفصام الوجداني هو حالة صحية عقلية مزمنة تتميز بوجود مزيج من أعراض الفصام، مثل الهلوسة أو الأوهام وأعراض اضطراب المزاج، مثل الاكتئاب أو الهوس، ويعرف أيضًا بالاضطراب الفصامي العاطفي.

وفي مقالنا سنناقش أهم المعلومات المتاحة عن الاضطراب الفصامي العاطفي؛ الأعراض والأنواع والأسباب والتشخيص وعلاقته بالانتحار.

الفصام الوجداني

  • مرض نفسي مزمن يسبب العديد من المشاكل إذا لم يعالج بشكل صحيح في العمل أو المدرسة أو الحياة الاجتماعية، والشعور بالوحدة وصعوبة الاحتفاظ بوظيفة. 
  • غالبًا ما يتم تشخيص الانفصام الوجداني بشكل غير صحيح في البداية بالاضطراب ثنائي القطب أو الفصام.
  • يعتبر الفصام العاطفي مرضًا نادرًا، حيث يبلغ معدل انتشاره مدى الحياة 0.3 ٪ فقط . ويعاني الرجال والنساء منه بنفس المعدل، ولكن غالبًا ما يصاب الرجال به في سن مبكر.
  • يحتاج المرضى إلى المساعدة والدعم النفسي والعلاج للتعامل مع الأعراض المرضية وتحسين جودة الحياة.

الأنواع

يوجد نوعان من الانفصام الوجداني، وكلاهما يشتمل على بعض أعراض الفصام:

  • الفصام الوجداني ثنائي القطب: تشمل أعراضه نوبات الهوس وأحيانًا الاكتئاب الشديد.
  • الانفصام الوجداني الاكتئابي: تشمل أعراضه الرئيسية نوبات الاكتئاب فقط.

اقرأ أيضًا:

أعراض الفصام الوجداني

أعراض الاضطراب الفصامي العاطفي شديدة وتحتاج إلى مراقبتها باستمرار. فقد يعاني الأشخاص من أعراض مختلفة، مثل:

  • الهلوسة: رؤية أو سماع أشياء غير موجودة.
  • الأوهام: معتقدات خاطئة ثابتة بغض النظر عن الأدلة المتناقضة.
  • تشوش التفكير: قد ينتقل الشخص بسرعة كبيرة من موضوع إلى آخر أو يقدم إجابات غير مرتبطة تمامًا.
  • الاكتئاب: إذا تم تشخيص المريض بالفصام الوجداني الاكتئابي، فسوف يشعر بمشاعر الحزن والفراغ ومشاعر انعدام القيمة أو غيرها من أعراض الاكتئاب.
  • ضعف التواصل والكلام.
  • سلوك غريب.
  • ضعف الأداء المهني والأكاديمي والاجتماعي.
  • مشاكل في العناية الشخصية، مثل النظافة والمظهر الجسدي.
  • الهوس: إذا تم تشخيص المريض في النوع ثنائي القطب، مثل مشاعر النشوة، والأفكار المتسارعة، والسلوك المحفوف بالمخاطر.

أسباب الفصام الوجداني

لا يوجد سبب معروف للاضطراب الفصامي العاطفي؛ وقد تساهم مجموعة من الأسباب في تطور الأعراض، مثل:

  • الوراثة: غالبًا ما ينتشر المرض في العائلات؛ فإذا كان أحد الأقارب مصابًا بالمرض فيعني ذلك أن هناك فرصة أكبر للإصابة به.
  • هيكل وكيمياء الدماغ: تختلف وظيفة الدماغ وهيكله في المصابين عن غيرهم. 
  • الضغط العصبى: قد تؤدي الأحداث المجهدة مثل وفاة الأسرة أو انتهاء الزواج أو فقدان الوظيفة إلى ظهور الأعراض أو ظهور المرض.
  • تناول الأدوية التي تغير العقل أو تفاقم الأعراض، مثل مادة ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك.
  • العوامل البيئية.
  • التعرض للفيروسات أو السموم أثناء وجوده في الرحم.
  • العيوب الخلقية.

التشخيص

يصعب تشخيص الفصام الوجداني؛ لأنه يحتوي على أعراض كل من الفصام والاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب.

لذلك يجب أن تظهر الأعراض التالية على المريض:

  • فترة طويلة يكون فيها اضطراب مزاجي كبير، إما اكتئاب أو هوس، ويحدث في نفس الوقت الذي تظهر فيه أعراض الفصام.
  • الأوهام أو الهلوسة لمدة أسبوعين أو أكثر في حالة عدم وجود نوبة مزاجية كبيرة.
  • الأعراض التي تستوفي معايير نوبة مزاجية كبيرة موجودة في غالبية المدة الإجمالية للمرض.
  • تعاطي المخدرات أو الأدوية ليست مسؤولة عن الأعراض.

يشمل تحديد تشخيص الفصام الوجداني عدة فحوصات لاستبعاد الأمراض التي تسبب أعراضًا مماثلة، مثل:

  • الفحص البدني.
  • الاختبارات وفحص الكحول والمخدرات ودراسات التصوير، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية.
  • التقييم النفسي: من خلال ملاحظة المظهر والسلوك والسؤال عن الأفكار والحالات المزاجية والأوهام والهلوسة وتعاطي المخدرات وإمكانية الانتحار.
  • مناقشة التاريخ العائلي والشخصي.
  • معايير التشخيص الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية DSM-5، الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي.

العلاج 

  • يستجيب الأشخاص المصابون بالفصام الوجداني بشكل أفضل لمجموعة من الأدوية والعلاج النفسي والتدريب على المهارات الحياتية. 
  • يختلف العلاج حسب نوع الأعراض وشدتها ونوع الانفصام الوجداني. وقد تستدعي بعض الحالات دخول المستشفى.

تشمل خيارات العلاج ما يلي:

الأدوية

لتخفيف الأعراض الذهانية واستقرار الحالة المزاجية وعلاج الاكتئاب. قد تشمل هذه الأدوية:

  • مضادات الذهان: الدواء الوحيد المعتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للعلاج هو دواء مضاد إنفيجا.
  • أدوية استقرار الحالة المزاجية: للمساعدة في تسوية مستويات الهوس المرتفعة وانخفاض الاكتئاب.
  • مضادات الاكتئاب: لعلاج الاكتئاب ومشاعر الحزن أو اليأس أو صعوبة النوم والتركيز.

العلاج النفسي

بالإضافة إلى الأدوية، يساعد العلاج النفسي في تحسين أعراض الفصام الوجداني، مثل: جلسات العلاج الفردي والعلاج الأسري أو الجماعي في:

  •  تقليل العزلة الاجتماعية، وتطوير المهارات الاجتماعية.
  • التواصل بشكل أكثر فعالية مع الآخرين وتحسين الأعراض التي لا يمكن علاجها بالدواء وحده.

تدريب المهارات الحياتية

يمكن أن يساعد تعلم المهارات الاجتماعية والمهنية في تقليل أعراض الفصام الوجداني، مثل العزلة وتحسين نوعية الحياة.

  • تدريب المهارات الاجتماعية: يحسن التواصل والتفاعلات الاجتماعية والقدرة على المشاركة في الأنشطة اليومية.
  • التأهيل المهني والعمالة المدعومة للمساعدة في العثور على الوظائف وتأديتها والاحتفاظ بها.

العلاج في المستشفيات

  • ينصح به خلال فترات الأزمات أو أوقات الأعراض الشديدة؛ لتوفير السلامة والتغذية السليمة والنوم الكافي والرعاية الشخصية الأساسية.

العلاج بالصدمة الكهربائية (ECT)

  • يوصف للبالغين المصابين بالاضطراب الفصامي العاطفي ولا يستجيبون للعلاج النفسي أو الأدوية .

مضاعفات الفصام الوجداني 

إذا لم يتم علاج المريض فقد يتعرض لكثير من المشاكل والمضاعفات، مثل: 

  • تعاطي المخدرات أو الكحول
  • صعوبة في البقاء على نظام العلاج
  • السلوكيات الجنونية مثل سوء الإنفاق والانحلال
  • الانتحار، المحاولات أو الأفكار الانتحارية
  • العزل الاجتماعي
  • النزاعات العائلية والشخصية
  • البطالة
  • اضطرابات القلق
  • مشاكل صحية كبيرة
  • الفقر والتشرد

الفصام الوجداني والانتحار

  • قد يتحدث مريض الفصام العاطفي كثيرًا عن الانتحار أو السلوك الانتحاري؛ لذلك، يجب متابعة المريض ومراقبة سلوكه وتقديم الدعم النفسي وتوفير العلاج المناسب بأسرع وقت.

الخلاصة

  • الفصام الوجداني مرض عقلي مزمن، يصعب تشخيصه لتشابه أعراضه مع العديد من الأمراض النفسية الأخرى مثل الاكتئاب واضطراب ثنائي القطب.
  • قد يؤدي بالمريض إلى الانتحار إذا لم يعالج بشكل صحيح ولم يتم تقديم الدعم النفسي للمريض.

المصادر

وفي نهاية مقالنا، هدفنا هو تزويدك بالمعلومات الأكثر صلة بمرض الفصام الوجداني، وليس التشخيص أو العلاج. لا تتردد في استشارة الطبيب المتخصص عند ظهور أي من أعراض الاكتئاب أو الهوس. سرعة اكتشاف المرض تجنب المضاعفات الخطيرة.

Manar Ahmed

صيدلانية أعمل في مجال الطب الوقائي شغوفة بالبحث والسعي لتبسيط المعلومات وتنمية حس الإدراك لدى القارئ العربي بمختلف مجالات الصحة والدواء والصحة النفسية وجميع ما يهم الأسرة والمجتمع.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى