إسلامرسل وأنبياءقصص دينيةقصص وحكايات

قصة سيدنا موسى (كليم الله) الجزء الأول

استكمالاً لسلسلتنا عن قصص الأنبياء، نقص لكم اليوم قصة سيدنا موسى عليه السلام (الجزء الأول) وتربيته في بيت فرعون.

قصة سيدنا موسى

قصة سيدنا موسى

طفولة موسى

كان فرعون حاكم مصر وكان ظالمًا طاغيًا يخشاه الناس، ولا يستطيع أحد عصيان أوامره، وعند سماعه من حاشيته أنه هناك ولد من بني إسرائيل سيأخذ منه حكم مصر.

قام فرعون بإصدار أمر ليتم قتل كل طفل ذكر يولد في بيوت بني إسرائيل. وبعد فترة، ولد سيدنا موسى عليه السلام، فخافت أمه عليه من أن يقوم فرعون بقتله.

ففكرت كثيراً حتى ألهمها الله سبحانه وتعالى بأن تصنع صندوق وتضع فيه طفلها وتلقيه في البحر، وألا تخاف عليه فإن الله عز وجل سيرده إليها.

نفذت أم موسى عليه السلام الفكرة، ولكن قلبها لم يطاوعها فأمرت أخته بأن تراقبه بدون أن يشعر بها الناس.

نجاة موسي

ولحكمة يعلمها الله وحده، أمر التيار بأخذ الصندوق الموضوع به سيدنا موسى إلى قصر فرعون، وعندما رأى الخادم الصندوق قام بأخذه إلى القصر. وكانت أخته تتابعه من بعيد وذهبت لإخبار والدتها.

ولما وصل الخادم بالصندوق ورأى الرضيع هو وزوجة فرعون أسيا، وفرعون أمر فرعون جنوده بقتله، بينما طلبت أسيا منه ألا يفعل ذلك لعلهم يتخذوه طفلا لهم.

فوافق على طلبها، ثم قامت بالبحث عن مرضعة له. وقام الله سبحانه وتعالى بتحريم موسى على جميع المرضعات، لم يعرفوا ماذا يفعلون للطفل، فقالت لهم أخت موسى:

هل أدلكم على أهل بيت يرضعونه وهم له ناصحون

اخت موسى

فوافقوا وأخبروها أن تحضر المرضعة، وكان هذا حكمة من الله ليرد موسى إلى أمه ويطمئن فؤادها. وعندما جاءت أم موسى ورأت طفلها، شرعت في إرضاعه واستجاب لها موسى ففرح فرعون وزوجته.

شباب موسى

ومرت الأعوام، وكبر سيدنا موسي وأصبح شابا ناضجًا، وذات يوم رأي سيدنا موسى شجارًا بين رجلين، واحد من بني إسرائيل والآخر من المصريين.

لما رآه الرجل الذي من بني إسرائيل استغاث به، فأغاثه موسى وضرب الرجل ضربة أسقطته ومات على الفور.

خاف موسى أن يعرف فرعون وقومه بأنه قتل المصري، فلم يعود إلى القصر وبقي يمشي في المدينة، حتى وجد نفس الرجل الذي أغاثه، يتشاجر مع مصري آخر ويطلب العون من موسى.

كان موسى على وشك أن يضرب المصري حتى فاجأه المصري قائلًا: أتريد أن تقتلني كما قتلت المصري أمس، فعلم موسى أن الناس قد علموا بما فعله.

وجاء رجلًا وأخبر موسى أن هناك جماعة من المصريين، علموا أنه قتل رجلاً منهم، واتفقوا على قتلك.

اقرأ أيضًا:

وصول كليم الله إلى مدين

هرب موسى إلى الصحراء، حتى وصل أرض مدين، وعندما أحس بالتعب، جلس عند بئر يقوم الناس بسقاية أغنامهم منه.

فرأى موسى فتاتين يقفان مع أغنامهم بعيدًا عن البئر، وينتظرون الرجال حتى يقوموا بسقاية أغنامهم؛ فقام موسى من مكانه وذهب إليهم وسألهم:

لماذا لا تقومان بسقاية أغنامك؟

أجابت الفتاتان:

أن أبيهم رجلاً كبيراً ولا يستطيع رعاية الأغنام، وهما يقومان برعايتهم بدلا منه، أنهما لا تستطيعان الدخول وسط الرجال، من أجل سقاية أغنامهم، ويفضلون الانتظار حتى ينتهي باقي الناس.

فأخبرهم موسى أنه سيسقى الأغنام بدلاً منهم، فقامت الفتاتان بشكر موسى على ما فعله الطيب، وذهبتا إلى منزلهما.

بعد قليل جاءت إحدى الفتاتان إلى موسى وهي تنظر إلى الأرض خجلًا، وقالت له إن أبيها يريد قدومه الى البيت ليشكره، فذهب معها إلى بيت أبيها.

أخبر موسى قصته على سيدنا شعيب والد الفتاتين، وطمأنه أنه في أمان في هذه البلد وأنه بعيد عن فرعون وقومه.

وقالت إحدى الفتاتين لأبيها أن يقوم باستئجار موسى لرعاية الغنم، لأنه رجل قوي وأمين.

فأخبره شعيب:

أنه يريد أن يزوجه إحدى ابنتيه في مقابل أن يقوم برعاية الغنم لمدة 8 سنوات، فإذا أكملتها 10 سنوات، فسيكون ذلك فضل منك.

فوافق موسى على العرض. وقام برعاية الأغنام لمدة 10 سنوات، ثم طلب من شعيب أن يأخذ زوجته ويرحلا، فوافق شعيب وأكرمه وأعطى له بعض غنمه.

فذهب موسى وزوجته حتى وصل إلى جبل الطور في سيناء، وذات ليلة رأى موسى نارًا فوق الجبل.

فأراد موسى أن يذهب ليأتي بشعلة نار منها؛ حتى يتدفئون من البرد، فقال لزوجته أنه سيذهب لجلب النار.

نبوة موسى

وعندما وصل موسى إلى مكان النار؛ سمع موسى صوتًا يناديه قائلًا:

” إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طوي وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي”.

خاف موسى في البداية وتسمر في مكانه، حتى ناداه الله عز وجل مرة أخرى.

وسأله اللّه عز وجل عن العصا الذي يمسكها في يده. فأجاب موسى أنها عصاه يستخدمها في رعاية الغنم، في أشياء أخرى أيضًا.

فأمره اللَّهُ أن يلقي بعصاه، وعندما ألقاها تحولت العصا إلى ثعبان يتحرك.

خاف موسى، وحاول الفرار فناداه الله ألا يخاف، وأن يأخذ عصاه مرة أخرى، فهي لن تضره، فأمسكها موسى فعادت إلى صورتها الأولي، فتعجب موسى.

ثم أمره الله أن يقوم بإدخال يده في جيب قميصه، ففعل ذلك فوجد يده تخرج بيضاء، وأخبره الله أنهما معجزتان.

وأمره الله أن يعود إلى مصر، ويذهب ليدعو فرعون وقومه إلى الإيمان بالله الواحد، ويريهم تلك المعجزات التي وهبها الله له.

خاف موسى منهم بسبب قتله لشخص منهم من قبل، كما أن لسان سيدنا موسى لم يكن فصيحًا.

فدعا موسى ربه بأن يشد أزره بأخيه هارون لأنه أفصح منه لسانًا، ويكون معاونًا له.

فاستجاب الله تعالى له، وقال له ان لا يخاف فإن اللّه معهما. فعاد إلى زوجته وأخبرها أنهم سيعودون إلي مصر.

وهنا ينتهي الجزء الأول من قصة سيدنا موسى، ولنكمل سويًا دعوة موسى قومه إلى عبادة الله الواحد الأحد في الجزء التاني.

Mai Hesham

ماجستير في الكيمياء غير العضوية، ودبلوم التغذية العلاجية، مهتمة بالفلك والفضاء.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى