اقتصاد ماليمال واقتصاد

محاسبة التكاليف والفرق بينها وبين باقي المحاسبات

حصلت على حسم 40% على منتج جديد (هاتف محمول، لاب توب) وبعد أن اختبرت كل المزايا الموجودة بهذا المنتج تساءلت كيف أمكن للشركة المصنعة أن تعطيك كل هذه المزايا على منتج وبسعر مناسب يمكن دفعه؟ في الحقيقة، إن معلومات محاسبه التكاليف هي التي ساعدت الشركة المصنّعة على زيادة الأداء وتخفيض التكاليف.

أي على بيع المنتج الصحيح بالسعر الصحيح ” Right product for the right price”.

لنتعرف أكثر على هذا النوع من المحاسبة تابعوا معنا هذا المقال.

مفهوم محاسبه التكاليف

يمكن تعريفها ببساطة على أنها محاسبة تحليلية تفصيلية.

أي تهتم بتحليل وتتبع تدفق عناصر التكاليف داخل مراكز الانتاج وأقسام البيع، من أجل تحميل كل منتج بتكلفة ما استفاده.

نشأة محاسبه التكاليف

نشأت بعد الثورة الصناعية نتيجة لظهور صناعات هامة كالحديد والصلب، وصناعة الغزل والنسيج، وحاجة الصناعيين لمعرفة تكلفة إنتاجهم الصناعي.

وقد اعتمد نموذج محاسبه التكاليف الذي كان سائداً في تلك الفترة على رؤساء العمال في الصناعات الهندسية لمعرفة تفاصيل العمل المبذول على كل عملية، وعلى تفاصيل المواد المستخدمة مع إهمال التكاليف الأخرى مثل القوى المحركة والاهتلاك ومستلزمات الصنع.

وكانت التطورات في قياس التكلفة لأغراض تحديد تكلفة وحدة المُنتج قد نشأت على أساس تاريخي (أي معرفة تكلفة وحدة المنتج الفعلية بعد تمام إنتاجها)، إلى أن انتشرت حركة الادارة العملية والتي ترتب عليها إمكانية تحليل العمليات الصناعية إلى تفاصيلها الدقيقة بغرض خفض التكلفة والوصول إلى تكلفة الحجم الأمثل للإنتاج.

وظائف محاسبه التكاليف

وظيفة تسجيلية

تقوم بتسجيل عناصر التكاليف المختلفة على أساس المستندات والوثائق المختلفة في السجلات والدفاتر المحاسبية بحسب طريقة التسجيل المتبعة في المنشأة.

وظيفة تحليلية

تعمل على مسك السجلات التحليلية بهدف معرفة نصيب مراكز التكاليف والمنتجات النهائية فيها من التكاليف.

كذلك تقوم بإعداد كشوف لبنود التكاليف المشتركة أو العامة، مثل التكاليف التسويقية والادارية محللة العناصر المكونة لها.

وظيفة رقابية

تقوم هذه المحاسبة بتحقيق الرقابة على استخدام الموارد المادية والبشرية والمالية في المنشأة.

وذلك بترشيد التخطيط عند إعداد الموازنة التخطيطية ووضع معايير استخدام عوامل الإنتاج وعناصر التكاليف وإبراز انحرافات التكاليف الفعلية عن المعيارية خلال العملية الانتاجية وعند انتهائها ومعرفة أسبابها ومسبباتها وأماكن حدوثها وهذا يساعد الإدارة على تقويم الأداء.

وظيفة إخبارية

تقوم بإعداد قوائم وتقارير متابعة فورية ودورية تتضمن عناصر التكاليف مبوّبة حسب مؤشرات مختلفة.

بحيث تعطي تفسيرات ودلالات عن كفاءة استخدام عوامل الإنتاج وبيان عناصر التكاليف المستخدمة في الإنتاج والانحرافات المعيارية الناتجة، مما يتيح للإدارة إمكانية رسم السياسات الصحيحة واتخاذ القرارات الإدارية الرشيدة.

الفرق بين المحاسبة المالية ومحاسبه التكاليف

تركز كل من المحاسبتين على تقديم المعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات.

ولكنهما تختلفان بالجهة التي توجه لها هذه المعلومات، فبينما تعد المحاسبه المالية بمثابة محاسبة إجمالية عن المنشأة ككل، تهتم بتسجيل عمليات المشروع بغرض قياس نتيجة أعمال المشروع ومركزه المالي وغيرها من الأمور المالية وتوصيل نتائج هذا القياس للعديد من الجهات الخارجية التي يهمها أمر المشروع بغرض الاعتماد عليها في اتخاذ قرارات الاستثمار والإقراض عن طريق إعداد التقارير والقوائم المالية (قائمة الدخل، قائمة المركز المالي، قائمة التدفقات النقدية وقائمة التغير في حقوق الملكية).

فإن النظام التكاليفي يعد بمثابة نظام معلومات محاسبي داخلي يهدف أساساً إلى توفير معلومات تفصيلية لإدارة المشروع لمساعدتها على أداء وظائفها من تخطيط ورقابة واتخاذ قرارات.

الفرق بين المحاسبة الإدارية ومحاسبه التكاليف

يمكن تلخيص الفروق بالنقاط التالية:

الهدف

الهدف من محاسبة التكاليف تحديد تكلفة الإنتاج، بينما تهدف المحاسبة الإدارية لحل المشكلات الإدارية والمفاضلة بين البدائل المتاحة.

الفترة المحاسبية

تكون محدودة في محاسبه التكاليف (فترة تكاليفية)، بينما لا يجد قيود على الوقت (فترة غير محدودة بالمحاسبة الإدارية).

درجة الدقة

تتسم محاسبه التكاليف بالموضوعية وخاصة عند حصر المخزون، في حين تتسم المحاسبة الإدارية بالحكم الشخصي أو التنبؤ.

النطاق

يقتصر نطاق محاسبه التكاليف على التكاليف فقط، في حين يتسع نطاق المحاسبه الإداريه ليشمل محاسبة المسؤوليات وتقييم الأداء ومؤشراته.

مما سبق يمكننا أن نعترف بأهمية محاسبه التكاليف بما توّفره من بيانات تفصيلية تحليلية على كافة مستويات الإدارة فتساعد المسؤولين التنفيذيين والإداريين على اكتشاف مناطق الإسراف والضياع بما يمكن من تلافي أسبابها بقدر الإمكان كذلك مناطق الكفاية والعمل على تنميتها.

هبة الله الدالي

مهندسة طاقة كهربائية، ومحررة، وكاتبة محتوى إبداعي ومتوافق مع محركات البحث في جميع التخصصات.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى