صحة نفسيةصحة وطب

ما الخيارات العلاجية المتاحة التي يصفها الطبيب لعلاج الفصام؟

الفصام من الأمراض العقلية الخطيرة التي تؤثر على تفكير الشخص وعواطفه وعلاقاته وحتى على قرارته. للأسف لا يوجد علاج نهائي للفصام، ولكن يمكن أن يساعد تلقي العلاج النفسي والدعم على علاج الفصام أو حتى التحكم في الأعراض. تعرف معنا على طرق علاج الفصام المتاحة.

علاج الفصام

يركز علاج الفصام على التحكم بالأعراض، وفي بعض الحالات قد يحتاج الشخص إلى تناول الأدوية لفترة زمنية طويلة.

علاج الفصام

العلاج النفسي

أول خطوة لعلاج الفصام هو تلقي العلاج النفسي بإشراف طبيب نفسي محترف، يساعدك على تعلم طيفية التعامل مع أفكارك وسلوكياته ويساعدك على معرفة المرض جيدًا للتحكم في الأعراض التي قد تعاني منها.

ومن أنواع العلاج النفسي ما يلي:

العلاج السلوكي المعرفي CBT

يساعد هذا النوع من العلاج على تغيير تفكير المريض وسلوكه. يقوم الطبيب بتدريب المريض على طرق تساعدهم على التعامل مع الأصوات والهلاوس. يساعد الطبيب المريض على معرفة الاوقات التي تظهر فيها الهلاوس أو الأوهام وكيف يمكنك التعامل عند ظهورها وطرق تساعدك على تقليل هذه النوبات.

وفي بعض الحالات، قد يجمع الطبيب بين جلسات العلاج المعرفي السلوكي والأدوية.

العلاج المعزز المعرفي CET أو العلاج المعرفي

يساعد هذا النوع من العلاج على التعرف بشكل أفضل على الإشارات أو المحفزات الاجتماعية، ويساعد المصاب على تحسين انتباههم وذاكرتهم وقدرتهم على تنظيم أفكارهم. فهو يجمع بين تدريب الدماغ وجلسات الدعم الجماعية.

العلاج النفسي الاجتماعي

بعد تحسن المريض بعد تلقي العلاج النفسي، يأتي دور العلاج النفسي الاجتماعي، الذي يعمل على دعم المصاب وإشراكه في المجتمع. ويشمل هذا النوع من العلاج ما يلي:

  1. تدريب المهارات الاجتماعية: يركز على تحسين التواصل والتفاعلات الاجتماعية.
  2. إعادة التأهيل: يشمل إعادة التأهيل والإرشاد الوظيفي لسهولة الانخراط في المجتمع.
  3. الدعم الأسري: تظهر الأبحاث أن الأشخاص المصابين بالفصام يظهرون تحسنًا ملحوظًا بعد تلقي الدعم الأسري.
  4. العلاج المجتمعي الحازم ACT: يساعد هذا النوع من العلاج الأشخاص المصابين بالفصام على مواجهة تحديات الحياة اليومية والتعامل مع المشكلات التي قد تواجههم والعمل على منع الأزمات.
  5. علاج التعافي الاجتماعي: يركز هذا العلاج على مساعدة الشخص على تحديد الأهداف وتحقيقها وبناء شعور بالتفاؤل والمعتقدات الإيجابية عن نفسه والآخرين.

الأدوية المستخدمة لعلاج الفصام

في معظم الحالات، يقوم الطبيب بوصف الأدوية لمريض الفصام لمساعدته على التحكم في الأعراض. هناك نوعين من مضادات الذهان التي قد يصفها الطبيب:

أدوية الجيل الثاني من مضادات الذهان

تميزت هذه الفئة من مضادات الذهان بانخفاض الآثار الجانبية التي قد تسببها مقارنة بمضادات الذهان من الجيل الأول. لكن لا يعني هذا أن هذه الفئة خالية من الآثار الجانبية، فبعض الأدوية يمكن أن تسبب زيادة الوزن وارتفاع مستويات السكر في الدم والكوليسترول.

ومن أمثلة هذه الفئة ما يلي:

  • أريبيبرازول.
  • كاريبرازين.
  • لوراسيدون.
  • ريسبيريدون.
  • زيبراسيدون.

أدوية الجيل الأول المضادة للذهان

وتعرف بالأدوية التقليدية لعلاج الفصام. تعمل هذه الادوية على حجب الدوبامين في الدماغ. لا يفضلها الأطباء لأنها قد تسبب اضطرابات حركية كبيرة، مثل، خلل التوتر العضلي أو خلل الحركة المتأخر. وتشمل هذه الفئة الأدوية التالية:

  • كلوربرومازين.
  • هالوبيريدول.
  • لوكسابين.
  • ثيوثيكسين.

العلاج بالصدمات الكهربائية ECT لعلاج الفصام

يعد العلاج بالصدمات الكهربائية أحد أسرع الطرق وأكثرها فاعلية لتخفيف الأعراض للمصابين بالاكتئاب الحاد أو الذين يميلون إلى الانتحار أو أولئك الذين يعانون من الهوس أو الأمراض العقلية الأخرى. ولكن في بعض الأحيان، قد يستخدم أيضًا لعلاج بعض الأمراض العقلية مثل الفصام.

في مرض انفصام الشخصية، غالبًا ما يكون العلاج بالصدمات الكهربائية فعالًا للغاية للمصابين بمتلازمة كاتاتونيا، وهي حالة قد تتزامن مع الفصام وبعض أشكال الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب والاضطرابات النفسية الأخرى التي يصبح فيها جسم المريض صلبًا ولا يمكن تحريكه.

على الرغم من أنه حتى الآن لا يفهم العلماء تمامًا كيف يساعد العلاج بالصدمات الكهربائية في علاج الفصام، ولكن وفقًا للنتائج التي تشير إلى أن المريض يشعر بتحسن المزاج والتفكير. ويرجح الأطباء السبب أن العلاج بالصدمات الكهربائية قد تؤثر على إطلاق الناقلات العصبية في الدماغ.

إذا أوصى الطبيب بالصدمات الكهربائية، يجب أن يحصل المريض على فحص طبي كامل، وإجراء بعض الفحوصات الجسدية والعصبية، واختبار القلب EKG، ويجب أن يدرك الطبيب الأدوية التي تتناولها.

كيف يتم العلاج بالصدمات الكهربائية؟

  • أولاً يكون المريض تحت التخدير الكلي.
  • ثم يتم وضع أقطاب كهربائية على فروة رأس المريض، ثم يرسل الطبيب تيارًا كهربائيًا يتم التحكم فيه بدقة عبر تلك الأقطاب الكهربائية لفترة قصيرة جدًا.

يحصل معظم الناس على العلاج بالصدمات الكهربائية مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع لمدة 2 – 4 أسابيع.

أساطير حول العلاج بالصدمات الكهربائية

عند ذكر العلاج بالصدمات الكهربائية كل ما يتردد في أذهاننا هي الصورة القديمة التي رسختها الأفلام في الأربعينيات بأنه علاج يسبب الأذى للمريض. ولكن ترتبط مخاطره وآثاره الجانبية بالتخدير والطريقة الخاطئة لاستخدام الجهاز أو عدم كفاءة الطبيب.

ولكن بعد استيقاظ المريض من التخدير، لا يتذكر ما حدث أثناء العلاج، لذلك يجب أن تصحح هذه الفكرة عن العلاج بالصدمات الكهربائية.

اقرأ أيضًا:

تحفيز الدماغ العميق لعلاج الفصام

يعد تحفيز الدماغ العميق من أحد العلاجات التي تساعد على علاج الفصام من خلال استخدام النبضات الكهربائية لمساعدة الدماغ على التواصل بشكل أفضل.

كيف يتم؟ 

في هذا النوع من العلاج، يحتاج المريض إلى عمليتين جراحيتين:

  • واحدة لوضع الأقطاب الكهربائية.
  • والأخرى لتركيبها في الجهاز الذي يتحكم بها.

في غرفة العمليات، يضع الطبيب رأس المريض في إطار لإبقائها ثابتة. ثم يقوم بالتصوير بالرنين المغناطيسي لتكوين صورة مفصلة عن دماغ المريض لتحديد أماكن وضع الأقطاب الكهربائية.

يحفر الجراح ثقبًا صغيرًا في الجمجمة ويضع سلكًا رفيعًا مع أقطاب كهربائية في نهايته في منطقة معينة من الدماغ.

على الرغم من أن المريض يكون مستيقظ أثناء الجراحة حتى يتمكن الطبيب من التحدث إليه وعمل بعض الحركات مثل تحريك ذراعيه أو ساقيه للتأكد من أن الأقطاب الكهربائية في المكان الصحيح، ولكن لا يشعر المريض بأي ألم أثناء الجراحة. 

أما بالنسبة للجراحة الثانية لوضع جهاز التحكم فقد تتم في نفس اليوم أو في اليوم التالي. يكون المريض تحت التخدير الكلي أي أنه لن يكون مستيقظًا أو يشعر بأي ألم أثناء العملية.

يضع الجراح الجهاز تحت الجلد بالقرب من الترقوة، ويتم توصيله تحت جلدك بسلك من الأقطاب الكهربائية.

بعد أسابيع قليلة من الجراحة، يقوم الطبيب ببرمجة وتشغيل الجهاز لتوفير القدر المناسب من التحفيز الكهربائي لعقلك.

المخاطر

تنطوي هذه العمليات الجراحية على بعض المخاطر، مثل:

  • نزيف المخ.
  • السكتة الدماغية.
  • العدوى.
  • مشاكل في التنفس.
  • مشاكل في القلب.
  • النوبات.

وقد تظهر بعض الآثار الجانبية بعد الجراحة، مثل:

  • خدر أو وخز.
  • شد عضلي في الوجه أو الذراع. 
  • مشاكل الكلام أو التوازن. 
  • الاكتئاب أو تغيرات مزاجية أخرى.
  • الدوار.

يمكن تعديل التحفيز العميق للدماغ بمرور الوقت مع تغير الأعراض. يمكن أيضًا إيقافه في أي وقت، على عكس الأدوية التي قد تستغرق أسابيع حتى يزول تأثيرها.

وفي النهاية، يختار الطبيب طريقة العلاج المناسبة لمريض الفصام بناءً على عدة عوامل، ولذلك يجب على المريض اتباع أوامر الطبيب. 

المصدر

Mona Hesham

طبيبة حاصلة على أربع لغات، وكاتبة في العديد من التخصصات، الطبية والأسرية والمجتمع والرياضية والتغذية والسياحة.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى