اقتصاد ماليمال واقتصاد

دليلك الشامل لفهم كل ما يتعلق بالتأمينات الاجتماعية

كثيراً ما يتعرض العامل إلى مخاطر تمنعه من العمل وتحرمه من الأجر الذي يحصل عليه إما بصفة دائمة أو مؤقتة فيقوم بالتأمين الاجتماعي لحماية نفسه، فما معنى التأمينات الاجتماعية وماهي أنواعها؟

مفهوم التأمينات الاجتماعية

هي عبارة عن وسيلة لحماية العمال ورعايتهم في الأحوال التي يتعرضون فيها للمخاطر التي تنشأ بسبب العوامل الطبيعية أو الاقتصادية.

ويكون تعويض التأمين إما في صورة معونات مالية على شكل دفعة واحدة، أو في صورة عدد محدد من الدفعات الدورية ذي الصفة الدائمة.

نشأة التأمينات الاجتماعية

من المعروف أن العرب كانوا أول من زاول عملية التأمين حيث يتعهدون فيما بينهم على تعويض من تنفق جماله أو تتلف بضاعته خلال رحلاتهم التجارية الطويلة عبر الصحارى الشاسعة بين بلاد الشام والجزيرة العربية أو اليمين ومصر…. وكان ذلك عبارة عن بداية فكرة التأمين.

ثم تطورت أنواع التأمينات وأساليبها على مر العصور حتى جاءت الشرائع السماوية التي وضعت أسس التكافل والضمان الاجتماعي وجعلت من الحياة الكريمة بدون حاجة ولا عوز ولا حرمان حق لكل فرد من أفراد المجتمع.

هذا بالنسبة للتاريخ القديم أما بالنسبة للتاريخ الحديث فإن نشأة التأمينات الاجتماعية تعود إلى قيام الثورة الصناعية الكبرى في أوروبا وبشكل خاص في بريطانيا.

حيث قامت الحكومات والمنظمات بإنشاء صناديق الادخار وإصابات العمل والأمراض المهنية.

فقد ظهر أول قانون للتأمينات الاجتماعية عام 1883 في ألمانيا حيث كان يختص فقط بالتأمين ضد المرض.

ثم تطور عام 1884 ليشمل تأمين إصابات العمل، في عام 1889 تم تشميله ليضم تأمين الشيخوخة والعجز عن العمل.

أهداف التأمينات الاجتماعية

  • ضمان المعيشة الكريمة والحياة البعيدة عن ذل الحاجة للعامل ولأفراد عائلته.
  • تضمن التأمينات الاجتماعية للعمال حقوقهم وتمكنهم من الحصول على كافة المزايا التي كفلتها لهم القوانين حتى في حال إفلاس صاحب العمل أو عجزه عن سداد حقوق عماله أو تهربه منها.
  • تهدف إلى الحفاظ على المجتمع من الفساد والانحراف إلى سلوك الجريمة والتشرد وذلك بما تقدمه من تعويضات للعاطلين عن العمل.

اقرأ أيضًا:

وظائف التأمينات الاجتماعية

  • حماية الثروة البشرية (الأشخاص المستفيدين من التأمين).
  • تمويل خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
  • محاربة الأمراض الاجتماعية.
  • إعادة توزيع الدخل القومي عن طريق مبدأ التكافل الاجتماعي.

أنواع التأمينات الاجتماعية

تأمين العجز والشيخوخة والوفاة

قد يتعرض العامل أثناء قيامه بعمله لحادث معين يؤدي إلى إصابته بعجز كلي أو جزئي دائم يفقده القدرة على العمل وبالتالي يفقد الدخل الذي يحصل عليه كما يضطر إلى الانفاق الزائد على علاجه من الاصابة التي ترض لها.

كذلك فإن مع تقدم الإنسان بالعمر يفقد القدرة على العمل بشكل تدريجي وفي نهاية المطاف ينتهي به الأمر إلى مرحلة الشيخوخة التي لا يستطيع فيها أداء أي عمل من الأعمال وبالتالي يفقد دخله الذي يعيل به نفسه أو أسرته.

وقد يتعرض لخطر الوفاة المبكر، أي قبل تقدمه بالعمر ووصوله لمرحلة الشيخوخة في هذه الحالة تفقد أسرته مورد رزقها.

بسبب ذلك يحتاج الفرد إلى التأمينات الاجتماعية لمواجهة الأخطار المذكورة والتخفيف من الآثار الناتجة عنها.

تأمين إصابات العمل وأمراض المهنة

تعد مسؤولية صاحب العمل عن الإصابات الجسدية التي تلحق بالعاملين لديه أثناء العمل (إصابات العمل) أو بسبب العمل (أمراض المهنة) هي الباعث الأساس لنشأة التأمينات الاجتماعية الحديثة التي تنتشر في جميع دول العالم تقريباً.

وتعتبر هذه الأخطار والتأمين عليها من تكاليف الإنتاج. يقدم هذا النوع من التأمين الحماية للعاملين المؤمن لهم من نوعين أساسيين من الأخطار، هما:

إصابة العمل

هي فعل خارجي قوي مفاجئ لا إرادي يعيب جسم الشخص الطبيعي بضرر ينشأ نتيجة العمل الذي يؤديه أو يسببه.

مرض المهنة

هو الخلل أو عدم اكتمال السلامة الصحية الجسدية أو العقلية بسبب ممارسة مهنة معينة، بشرط أن تكون ممارسة هذه المهنة هي السبب الرئيسي للإصابة بهذا الخلل.

التأمين الصحي

يتعرض الفرد للمرض في جميع مراحل حياته ويعد المرض أحد الأخطار الاقتصادية الهامة المؤثرة على الناتج القومي بسبب نقص قدرة الفرد الانتاجية وبالتالي نقص في دخله أو انقطاعه.

فيقوم بالتأمين الصحي الذي يقدم خدمة الحماية التأمينية من خطر المرض وقد يمتد ليشمل الأفراد الذين يعولهم العامل المؤمن له.

التأمين ضد البطالة

يمكننا تعريف البطالة على أنها “القدرة على العمل والرغبة فيه وعدم وجوده رغم البحث عنه”.

وبذلك فإن التأمين ضد البطالة يقدم لعاملين المؤمن لهم الحماية ضد خطر الوقوع في البطالة بكافة أنواعها سواء الموسمية أو المؤقتة أو الهيكلية أو الدورية.

مما سبق يتضح أن التأمينات الاجتماعية هي دعامة أساسية من دعائم الاستقرار الاقتصادي والعدالة الاجتماعية لكل مجتمع من المجتمعات.

ولقد توصلت إلى هذه النتيجة وآمنت بها جميع الدول والمجتمعات البشرية لذلك نراها تتسابق في تحقيق المزيد من نظم التأمينات لمواطنيها وطبقتها العاملة.

هبة الله الدالي

مهندسة طاقة كهربائية، ومحررة، وكاتبة محتوى إبداعي ومتوافق مع محركات البحث في جميع التخصصات.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى