صحة نفسيةصحة وطب

لماذا يشعر البعض بالاكتئاب صباحًا Morning Depression؟ وطرق التخلص منه

الاكتئاب الصباحي هو أحد الأعراض التي يعاني منها بعض الأشخاص المصابين باضطراب الاكتئاب الشديد وقد يعاني البعض من الحزن الشديد والإحباط والغضب والتعب في الصباح. لنتعرف على اسباب الاكتئاب الصباحي وعلاجه.

الاكتئاب الصباحي

يُعرف الاكتئاب الصباحي أيضًا بالاختلاف النهاري لأعراض الاكتئاب أو تغير المزاج اليومي. وهو يختلف عن الاضطراب العاطفي الموسمي، والذي يرتبط بالتغيرات في المواسم. قديمًا كان الاكتئاب الصباحي مرض بحد ذاته، ولكن حاليًا أصبح الأطباء النفسيين يعتبرونه أحد الأعراض العديدة المحتملة للاكتئاب.

اسباب الاكتئاب الصباحي

وفقًا لبعض الدراسات التي رجحت أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، عادةً ما يعانون من اضطراب الإيقاع اليومي أو الساعة البيولوجية للجسم.

يعمل الجسم على مدار الساعة الداخلية على مدار 24 ساعة مما يجعلك تشعر بالنعاس في الليل وزيادة اليقظة والنشاط أثناء النهار. وتُعرف دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية هذه بالإيقاع اليومي. ينظم إيقاع الساعة البيولوجية أو ساعة الجسم الطبيعية العديد من العمليات في الجسم، مثل، معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم. كما أنه يؤثر على الطاقة والتفكير واليقظة والمزاج.

وتساعد بعض الهرمونات، مثل الكورتيزول والميلاتونين، على تنظيم الإيقاع اليومي للجسم. على سبيل المثال، ينتج جسمك الكورتيزول عند شروق الشمس. ويمنحك هذا الهرمون الطاقة حتى تتمكن من أن تكون نشطًا ويقظًا أثناء النهار. وعندما تغرب الشمس، يفرز جسمك الميلاتونين. وهو هرمون النوم والمسؤول عن شعورك بالنعاس.

ولهذا عندما تتعطل هذه الإيقاعات، يبدأ جسمك في إنتاج الهرمونات ولكن في الوقت الخطأ من اليوم، ولهذا تشعر بتأثير سلبي على صحتك الجسدية والعاطفية.

  • على سبيل المثال، عندما يصنع جسمك الميلاتونين أثناء النهار، قد تشعر بالتعب الشديد وسرعة الانفعال.
الاكتئاب الصباحي
اسباب الاكتئاب

أعراض الاكتئاب الصباحي

غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب الصباحي من أعراض حادة في الصباح، مثل:

  • الشعور بالحزن والكآبة صباحًا ولكنهم يشعرون بتحسن مع مرور اليوم.
  • صعوبة الاستيقاظ والنهوض من الفراش في الصباح.
  • نقص شديد في الطاقة صباحًا.
  • صعوبة أداء المهام البسيطة مثل الاستحمام.
  • تأخر في الأداء الجسدي أو المعرفي.
  • قلة الانتباه أو قلة التركيز.
  • الانفعالات الشديدة أو الإحباط.
  • الشعور بالفراغ.
  • تغيرات في الشهية.
  • فرط النوم (النوم لفترة أطول من المعتاد).

تشخيص اكتئاب الصباح

نظرًا لأن الاكتئاب الصباحي ليس تشخيصًا منفصلاً عن الاكتئاب، فليس له معايير تشخيصية خاصة به أو لا توجد أعراض خاصة مميزة له عن باقي أنواع الاكتئاب. ولكن لتحديد ما إذا كنت تعاني من اكتئاب الصباح، سيسألك الطبيب بعض الأسئلة لتحديد نمط نومك اليومي ومعرفة تغيرات حالتك المزاجية على مدار اليوم. وقد تشمل هذه الأسئلة:

  • هل تسوء الأعراض بشكل عام في الصباح أم في المساء؟
  • أتجد صعوبة في النهوض من السرير صباحًا؟
  • هل تتغير حالتك المزاجية بشكل كبير خلال النهار؟
  • هل تجد صعوبة في التركيز أكثر من المعتاد؟
  • أتجد متعة في أداء الأنشطة التي كنت تستمتع بها؟

اقرأ أيضًا:

علاج الاكتئاب الصباحي

تشمل بعض العلاجات التي يمكن أن تساعد في تخفيف اكتئاب الصباح:

الأدوية

لا يستجيب الاكتئاب الصباحي جيدًا لمثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs). تُوصف مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية بشكل شائع كمضادات الاكتئاب حيث تساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب الشديد.

ولكن قد تكون مثبطات امتصاص السيروتونين والنورابينفرين (SNRIs) مفيدة للأشخاص الذين يعانون من اكتئاب الصباح.

العلاج السلوكي المعرفي

يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي، وجلسات العلاج النفسي في علاج الاكتئاب الصباح. وفي أغلب الحالات، يوصي الأطباء بالجمع بين الأدوية والعلاج السلوكي المعرفي.

العلاج بالضوء

يساعد العلاج بالضوء في علاج الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب الصباح. يعتقد أن التعرض للضوء يؤثر على المواد الكيميائية في الدماغ المرتبطة بالمزاج. 

العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT)

العلاج بالصدمات الكهربائية هو علاج آمن إلى حد ما يتم إجراؤه تحت تأثير التخدير العام. وهو من العلاجات الفعالة للعديد من أعراض الاكتئاب. يقوم الطبيب بتوصيل أسلاك لتوصيل التيارات الكهربائية عبر الدماغ. ويسبب هذا العلاج تغييرات في كيمياء الدماغ مما يساعد على عكس أعراض الاكتئاب.

تغييرات في نمط الحياة اليومية

بالإضافة إلى هذه العلاجات السابقة، قد يساعد إجراء بعض التغييرات في حياتك اليومية على تقليل أعراض الاكتئاب الصباحي. وينصح بالتالي:

  • الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم.
  • تناول الوجبات في أوقات منتظمة.
  • تجنب أخذ قيلولة طويلة.
  • تجنب المواد التي يمكن أن تمنع من النوم ليلة جيدة، مثل الكافيين أو التدخين.
  • ممارسة الرياضة بانتظام. ولكن تجنب ممارسة التمارين الشاقة لمدة 4 ساعات على الأقل قبل النوم.

يمكن أن يساعد اتخاذ هذه الخطوات في استقرار إيقاع الساعة البيولوجية وإعادة إفراز الهرمونات الصحيحة في الوقت المناسب. مما يساعد في تحسين حالتك المزاجية والأعراض الأخرى.

المصدر

Mona Hesham

طبيبة حاصلة على أربع لغات، وكاتبة في العديد من التخصصات، الطبية والأسرية والمجتمع والرياضية والتغذية والسياحة.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى