صحة نفسيةصحة وطب

كل ما تريد معرفته عن فقدان الشهية العصبي وأسبابه وأعراض وطرق علاجه

يعد فقدان الشهية العصبي من اضطرابات الأكل المرتبطة بالحالة النفسية للمصاب. ومن الاضطرابات التي تهدد حياة الشخص. يرتبط فقدان الشهية العصبى عادةً بالتحديات العاطفية، وصورة غير واقعية للجسم، وخوف مبالغ فيه من زيادة الوزن أو السمنة.

غالبًا ما يبدأ خلال سنوات المراهقة أو بداية البلوغ، غالبًا ما تظهر اضطرابات الأكل في هذه المرحلة العمرية بسبب التغييرات الهرمونية الكبيرة التي يواجهها الجسم، ولكن يمكن أن يبدأ في سنوات ما قبل المراهقة، فهو ثالث أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا بين المراهقين.

يختلف فقدان الشهية العصبي عن فقدان الشهية، حيث يشير فقدان الشهية إلى عدم القدرة على الأكل.

مرض فقدان الشهية العصبي

فقدان الشهية العصبي هو حالة نفسية واضطراب في الأكل يفقد فيه المصاب وزنًا أكبر مما هو صحي بالنسبة لطوله وعمره.

يحد الشخص المصاب بفقدان الشهية عن عمد من تناول وجباته الغذائية بسبب الخوف من زيادة الوزن، حتى إذا كان مؤشر كتلة الجسم BMI منخفضًا بالفعل. وقد يمارسون أيضًا التمارين الرياضية المفرطة، واستخدام الملينات، والقيء لتقليل الوزن، ولكنها تكون بدرجة أقل من المصابين بالشره المرضي.

فقدان الشهية العصبى

الأعراض

يعد فقدان الوزن الشديد هو العرض الرئيسي لفقدان الشهية العصبي. 

قد تشمل التغييرات السلوكية:

  • رفض تناول الطعام.
  • ممارسة الرياضة بشكل مفرط.
  • استخدام المسهلات أو القيء بعد تناول الطعام.

تشمل العلامات والأعراض الجسدية الأخرى الناتجة عن نقص العناصر الغذائية ما يلي:

  • فقدان شديد في كتلة العضلات.
  • الخمول والتعب والإرهاق.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • الدوار أو الدوخة.
  • انخفاض درجة حرارة الجسم وبرودة اليدين والقدمين.
  • الانتفاخ والإمساك.
  • جفاف الجلد.
  • تورم اليدين والقدمين.
  • تساقط الشعر.
  • غياب الدورة الشهرية أو فقدان الحيض.
  • العقم.
  • الأرق.
  • هشاشة العظام.
  • أظافر هشة.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • شعر ناعم ينمو في جميع أنحاء الجسم.
  • زيادة نمو شعر الوجه.
  • رائحة الفم الكريهة وتسوس الأسنان بسبب الحمض الموجود في القيء.

وتشمل العلامات والأعراض النفسية ما يلي:

  • القلق المفرط بشأن السمنة أو زيادة الوزن.
  • الهوس بالطعام.
  • الكذب بشأن تناول الطعام.
  • نكران الذات.
  • قلة العاطفة أو مزاج مكتئب.
  • فقدان الذاكرة.
  • الوسواس القهري.
  • التهيج.
  • الإفراط في ممارسة الرياضة.

غالبًا ما يرفض المصابون بفقدان الشهية العصبي الاعتراف بأن هناك شيئًا خاطئًا.

الأسباب

لم يتم تحديد سبب واحد لفقدان الشهية العصبي، فربما يحدث نتيجة عوامل بيولوجية وبيئية ونفسية. وفي بعض الحالات قد يكون الخوف من اكتساب الوزن هو السبب الرئيسى.

ولكن هناك العديد من عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة به، وتشمل:

  • الاكتئاب والقلق.
  • صعوبة التعامل مع التوتر.
  • القلق الزائد والخوف من المستقبل.
  • وجود مشاكل في الأكل أثناء الطفولة المبكرة أو الرضاعة.
  • اضطراب القلق أثناء الطفولة.

قد يكون الشخص قلقًا جدًا بشأن وزنه وشكله، ولكن هذا ليس بالضرورة العامل الرئيسي المسبب لفقدان الشهية العصبي.

يعاني تقربيًا 33 – 50% من المصابين بفقدان الشهية أيضًا من الاضطراب النفسية، مثل:

  • الاكتئاب.
  • اضطراب الوسواس القهري.
  • الرهاب الاجتماعي. 
  • عدم احترام الذات.

العوامل البيئية التي تزيد من فرص الإصابة:

قد تشمل العوامل البيئية التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة البلوغ، بالإضافة إلى مشاعر القلق والتوتر وتدني احترام الذات.

تأثير وسائل الإعلام ومصممي الأزياء أن عارضات الأزياء يجب أن يتمتعوا بالنحافة.

قد تشمل العوامل البيئية الأخرى:

  • الإساءة الجسدية أو العاطفية أو أنواع أخرى من الإساءة.
  • المشاكل الأسرية.
  • الخوف من الامتحانات وضغط النجاح أو الفشل.
  • الأحداث المجهدة اليومية.

العوامل البيولوجية والجينية:

وجدت الدراسات أن بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل قد يكون لديهم خلل في بعض المواد الكيميائية في الدماغ التي تتحكم في الهضم والشهية والجوع. وقد تؤثر العوامل الوراثية على قابلية الشخص للإصابة باضطرابات الأكل.

وبمجرد أن يبدأ الشخص في فقدان الوزن، قد يساهم انخفاض الوزن ونقص العناصر الغذائية في حدوث تغيرات في الدماغ بطريقة تعزز السلوكيات والأفكار الوسواسية المتعلقة بفقدان الشهية العصبي، وقد تزيد هذه التغيرات من مشاعر القلق والشعور بالذنب المرتبطة بتناول الطعام.

التشخيص

إذا اكتشف الطبيب علامات مرض فقدان الشهية العصبي، فقد يطلب بعض الاختبارات التشخيصية لاستبعاد الحالات الطبية الأخرى والتي تتشابه في الأعراض.

ومن هذه الأمراض ما يلي:

  • داء السكري.
  • مرض أديسون.
  • الالتهابات المزمنة.
  • سوء الامتصاص.
  • نقص المناعة.
  • مرض التهاب الأمعاء.
  • السرطان.
  • فرط نشاط الغدة الدرقية.

وتشمل الاختبارات التشخيصية ما يلي:

  • تحليل الدم.
  • التصوير بالأشعة التشخيصية.
  • تخطيط القلب الكهربائي ECG.

معايير التشخيص

وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الإصدار الخامس (DSM-5)، فإن معايير التشخيص لفقدان الشهية العصبي هي كما يلي:

  1. تقييد استهلاك الطاقة بالنسبة للمتطلبات التي تؤدي إلى انخفاض كبير في وزن الجسم.
  2. خوف شديد من زيادة الوزن حتى مع نقص الوزن الملحوظ.
  3. تغير في الطريقة التي يشعر بها المرء بوزن الجسم أو شكله أو التأثير غير المبرر لوزن الجسم أو شكله على التقييم الذات، أو إنكار خطورة انخفاض وزن الجسم الحالي.

اقرأ أيضًا:

علاج فقدان الشهية العصبى

لا يتعلق فقدان الشهية العصبي بتجنب الطعام فحسب، بل يرتبط بالعديد من الاضطرابات العاطفية أيضًا. ويشمل علاج فقدان الشهية العصبى وصف الأدوية والعلاج النفسي والعلاج الأسري والاستشارات الغذائية.

قد يكون من الصعب على الشخص أن يتقبل العلاج، لأن المصابين لا يدركون أنهم مصابون بفقدان الشهية.

يهدف علاج فقدان الشهية العصبى إلى:

  • إعادة وزن الجسم إلى الوزن الصحي.
  • علاج المشاكل العاطفية وعلاج تدني احترام الذات.
  • التخلص من الأفكار غير الصحيحة بشأن الوزن المثالي والسمنة.
  • مساعدة المريض على تطوير التغييرات السلوكية على المدى الطويل.

لسوء الحظ، يكون العلاج طويل الأمد، مما يزيد من خطر الانتكاس مجددًا وخاصةً في أوقات التوتر والقلق النفسي.

العلاج النفسي

تشمل الاستشارة العلاج السلوكي المعرفي CBT والذي يركز على تغيير الطريقة التي يفكر ويتصرف بها المصاب. يساعد العلاج السلوكي المعرفي المريض على تغيير طريقة تفكيره في الطعام ووزن الجسم، وتطوير طرق فعالة تمكنه من التعامل الصحيح عند التعرض إلى المواقف المجهدة أو القلق.

الدواء

لا يوجد دواء محدد لعلاج فقدان الشهية العصبي، ولكن قد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تساعد على التحكم في الأعراض وزيادة الوزن، مثل:

  • المكملات الغذائية.
  • أدوية للسيطرة على القلق أو اضطراب الوسواس القهري OCD أو الاكتئاب.
  • مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية SSRIs أو مضادات الاكتئاب، ولكن لا يصفها الطبيب إلا عندما يكون وزن المريض على الأقل 95% من المعدل الطبيعي.

وفي الحالات الحادة، قد تكون هناك حاجة إلى دخول المستشفى إذا كان هناك نقص حاد في الوزن أو سوء تغذية أو الرفض المستمر لتناول الطعام أو الأفكار الانتحارية. سيتم زيادة تناول الطعام تدريجياً لزيادة الوزن بشكل آمن.

مضاعفات فقدان الشهية العصبى

تؤثر المضاعفات على كل أجهزة الجسم، وتشمل المضاعفات الجسدية:

  1. أمراض القلب والأوعية الدموية: وتشمل، انخفاض معدل ضربات القلب وانخفاض ضغط الدم وتلف عضلة القلب.
  2. أمراض الدم: يزداد خطر الإصابة بنقص الكريات البيض أو انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء، وفقر الدم، وانخفاض عدد خلايا الدم الحمراء.
  3. اضطرابات الجهاز الهضمي: تقل الحركة في الأمعاء بشكل ملحوظ عندما يعاني الشخص من نقص شديد في الوزن مع قلة تناول الطعام، ولكن هذه الاضطرابات تزول عندما يتحسن النظام الغذائي.
  4. أمراض الكلى: يمكن أن يؤدي الجفاف إلى زيادة تركيز البول وزيادة إنتاج البول. عادةً ما تتعافى الكلى مع تحسن مستويات الوزن.
  5. الاضطرابات الهرمونية: قد يؤدي انخفاض مستويات هرمونات النمو إلى تأخر النمو خلال فترة المراهقة. ولكن مع تناول نظام غذائي صحي يبدأ النمو الطبيعي للشخص مجددًا.
  6. كسور العظام: المرضى الذين لم تكتمل عظامهم بعد لديهم مخاطر أعلى للإصابة بهشاشة العظام أو انخفاض أنسجة العظام أو هشاشة العظام أو فقدان كتلة العظام.
  7. الانتحار.

يقلل التشخيص والعلاج المبكر من خطر حدوث مضاعفات. لذلك ينصح بطلب المساعدة الطبية إذا كنت تعاني من أي اضطرابات الأكل للحفاظ على صحتك.

المصدر

Mona Hesham

طبيبة حاصلة على أربع لغات، وكاتبة في العديد من التخصصات، الطبية والأسرية والمجتمع والرياضية والتغذية والسياحة.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى