الأسرةتنمية الذاتتنمية بشريةصحة نفسيةصحة وطبقضايا المجتمع

التنمر Bullying الأسباب والأنواع والأعراض والآثار الاجتماعية والنفسية وعلاقته بالانتحار

التنمر ظاهرة اجتماعية خطيرة تعرف بالبلطجة وهي سلوك عدواني يهدف إلى الإساءة المتعمدة والمتكررة للآخرين سواء لفظيًا أو جسديًا  أو اجتماعيًا.

وفي مقالنا هذا سنحاول عرض معلومات عن ظاهرة البلطجة؛ وكيف نفرق بينها وبين المضايقات العادية وأنواعها، والأسباب، والأعراض، وعلاقتها بالانتحار، وكيف يمكن منع أضراره.

ظاهرة التنمر

يحدث عندما يسيء فرد أو مجموعة استخدام سلطاتهم الموجودة بالفعل أو المفتعلة، على شخص أو أكثر يشعرون بعدم القدرة على دفع الضرر.

كلنا كنا هناك في المدرسة؛ نرى الشجار بين الأطفال على الأرجوحة في الملعب وعلى الوقوف في الصفوف الأولى والتعليقات السخيفة على الملبس والطعام والشكل.

من منا لم يسمع التعليقات السخيفة في العمل بسبب الشكل أو مستوى الذكاء أو عمل الآباء والمستوى الاجتماعي؟ من منا لم يبكي لموقف أو اعتزل الآخرين في وقت ما؟

ومنا من استطاع استجماع شتات نفسه وشجعته العائلة والأصدقاء في ذلك. ومنا من أصابه الإحباط والاكتئاب ولم يجد مفرًا غير العزلة والتنحي جانبًا.

أولئك المتخاذلين لم يحاولوا الرد أو دفع الأذى؛ لتخاذلهم في حق أنفسهم أولًا قبل أن يخذلهم الجميع.

إنها البلطجة، يمارسها الجميع على الجميع، بداية من الحضانة حتى الشيخوخة، في المنزل في العمل في النادي في المواصلات العامة في الطرقات… في كل زمان ومكان.

اقرأ أيضًا:

كيف تفرق بين التنمر وغيره من الصراعات الأخرى؟

يجب أن نعرف سمات البلطجة ونفرق بينها وبين غيرها من الخلافات العادية.

  • تشمل سمات البلطجة (إساءة متعمدة ومتكررة، وغالبًا ما يوجد تباين في السلطات أو القوى سواء حقيقي أو مفتعل).
  • تشمل سمات الصراعات العادية (وجود حجج وخلافات متبادلة، ولا يوجد اختلال في القوة أو السلطة، الرفض الاجتماعي لأسلوب أو سلوك شخص ما، غير متكررة)

الأنواع

يوجد ثلاثة أنواع رئيسية للبلطجة، نذكرها فيما يلي:

التنمر اللفظي: قول أو كتابة ألفاظ معينة تهدف إلى (التعنيف والتهديد أو الإغاظة).

البلطجة الاجتماعية: وهي الإضرار بسمعة أو علاقات شخص ما، مثل (تركه وحيدًا ومنع الآخرين من صداقته، وإحراجه والإساءة ونشر الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي).

البلطجة الجسدية: إيذاء جسم الشخص أو ممتلكاته من خلال (الدفع، الضرب، الايماءات الجسدية أو الإشارات، الركل، إتلاف أشيائه)

أسباب التنمر

قد تصبح ضحية البلطجة، بسبب:

  • عدم قدرتك على تفسير التفاعلات العاطفية أو الاجتماعية .
  • الهجرة والأقليات.
  • سرعة الانفعال.
  • الإصابة ببعض الأمراض النفسية مثل القلق أو الاكتئاب.
  • الإصابة بالسمنة الفعلية أو المتصورة ومع ذلك قد يسبب نقص الوزن وضعف بنية الجسم تعرضك للبلطجة.
  • ميولك الجنسية.
  • معتقداتك الدينية أو السياسية.
  • العرق ولون البشرة.
  • الإعاقة الفكرية (متلازمة داون أو التوحد أو الخرف) أو الجسدية.

الأعراض

يوجد أعراض وعلامات تحذيرية عديدة تدل على تعرض الشخص للبلطجة والمضايقات.

  • علامات التنمر المدرسي: (فقد المتعلقات، الإصابات الجسدية، قلة الأصدقاء، الغياب المتكرر، فقدان الشهية، العزلة، التبول اللاإرادي).
  • علامات البلطجة في العمل: (الإجهاد، الصداع، آلام المعدة، والتغيرات في الشهية، ، والدوخة، وآلام عامة، التهيج، والقلق والحزن وكثرة النوم والكوابيس، والعزلة، تجنب المواقف الاجتماعية، أو التأخر عن العمل أو الغياب).

الآثار الاجتماعية والنفسية

يُؤثر التنمر على الجميع بما في ذلك الضحية أو المتنمر أو المتفرجين، وترتبط البلطجة بالعديد من النتائج السلبية على الصحة العقلية وتعاطي المخدرات والانتحار. 

وفيما يلي سنحاول ذكر بعض التأثيرات على الجميع:

ضحايا التنمر

يواجه الضحايا المشاكل الجسدية والنفسية (الاكتئاب والقلق، قلة الشهية، اضطرابات النوم، الشكاوي الصحية، انخفاض التحصيل الدراسي والمشاركة الاجتماعية والعزلة).

المتنمرين

يتعرضون لـ: (تعاطي الكحول والمخدرات في فترة المراهقة والبلوغ، الإجرام وتخريب الممتلكات، والتسرب من التعليم، الانخراط في النشاط الجنسي المبكر).

المتفرجين

الأطفال الذين يشهدون أحداث التنمر هم أكثر عرضة لـ (الإدمان والتدخين القلق والاكتئاب والإنهزامية، والتسرب من التعليم).

التنمر والانتحار

  • تربط التقارير الإعلامية بين البلطجة بالانتحار. وارتفاع نسب الانتحار بين الأطفال والشباب المعرضين للبلطجة ولم يجدوا الدعم الأسري.
  • ومع ذلك، يوجد العديد من الشباب الذين يتعرضون للتنمر وليس لديهم أفكار انتحارية.
  •  البلطجة وحدها ليست سببًا للانتحار. وهناك العديد من أسباب الانتحار، مثل (الاكتئاب، ومشاكل العلاقة في المنزل ومع الأصدقاء، أو الصدمات). 

تقليل مخاطر التنمر

يعد ضعف احترام الذات هو عامل الخطر الأساسي في التعرض للبلطجة، لذلك، فإن أي سلوك يعزز الثقة واحترام الذات سيقلل من خطر التعرض للبلطجة، مثل:

بناء الثقة: بالانخراط في الأنشطة التي يتفوق فيها الشخص مثل (ممارسة الرياضة ومشاريع العمل الخاصة، ممارسة الهوايات وتنمية المهارات)

العلاج النفسي: بمساعدة الشخص على عدم الشعور بالوحدة والاستماع له ومشاركته أفكاره أو الانخراط في مجموعات الدعم  النفسي ومنع العزلة.

الاهتمام بصحة الأطفال النفسية: وإبعادهم عن الخلافات والصراعات الأسرية، وتنمية الوازع الديني لديهم.

لا أحد يستحق التنمر

  • إذا كنت متنمرًا، فكر في ما يشعر به الضحية. هل تريد أن يعاملك بهذه الطريقة أمام الآخرين؟ لن تعرف أبدًا ما قد يحدث في حياته بسببك.
  • وإن  كنت الضحية، فلا تتردد في طلب الدعم النفسي أو الطبي، لا تفكر في العزلة أو الانتحار، فجميعنا مميزٌ بطريقة ما. أنت غيرهم.
  • إذا كنت أحد الوالدين، فكن صديقًا وفيا لطفلك وأنصت إليه، ولاحظ تغير سلوكياته وراقبه من بعيد، لتنقذه دوما فأنت درعه الواقي في حياته.
  • وإن كنت متفرجًا أو صديقا، فكفاك مشاهدة وتدخل وحاول حل الصراع، فربما جعلك الله سببًا في الوفاق بين الآخرين.

وفي نهاية مقالنا، نتمنى أن نكون وفقنا في عرض معلومات عن ظاهرة التنمر المجتمعي، نرجو مشاركتنا مقترحاتكم أو تجاربكم مع التعرض للبلطجة من خلال التعليقات.

Manar Ahmed

صيدلانية أعمل في مجال الطب الوقائي شغوفة بالبحث والسعي لتبسيط المعلومات وتنمية حس الإدراك لدى القارئ العربي بمختلف مجالات الصحة والدواء والصحة النفسية وجميع ما يهم الأسرة والمجتمع.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى