أمراض صدريةصحة وطبمعلومات ونصائح طبيةمنوعات طبية

المتحور الجديد أوميكرون وأهم المعلومات عنه

انتشرت مؤخرًا أخبارٌ تشير إلى تحور فيروس كورونا إلى شكل جديد وخطر عرف بالمتحور أوميكرون، فما هي الاحتياطات الواجب اتخاذها؟ ماذا يجب علينا أن نعرف عن المتحور الجديد من فيروس كورونا أو COVID-19، وما هي أعراضه؟ والأهم ما أسباب التحور، لذا سنجيب عن كل تلك الأسئلة في هذا المقال.

ما هو التحور وما هي أسبابه؟

في علم البيولوجيا التحور هو تغير يطرأ على المادة الوراثية الخاصة بالخلية لكائن ما أو عدد من الخلايا. ينتج عن التحور تغيرات في الصفات العامة وسلوك الخلية. وهذا لا ينطبق فقط على الفيروسات، بل أيضًا على باقي الخلايا الحية، فمثلًا أمراض السرطانات المتعددة يكون غالبًا سببها الأساسي تغير في المادة الوراثية للخلية، تحور ينتج عنه انقسام الخلية بمعدلٍ أعلى من الطبيعي، أو تحور ينتج عنه خلايا غير سليمة تستمر في التضاعف والانقسام مستبدلةُ بذلك خلايا سليمة. وناتج هذه الانقسامات خلايا متحورة مشوهة وهو السرطان أو الأورام عمومًا.

المتحور الجديد هو فيروس كورونا المستجد الذي تغيرت مادته الوراثية بشكلٍ كبير فنتج عن ذلك فيروس يمتلك بعض صفات فيروس كورونا مثل كونه فيروس من عائلة الفيروسات التاجية، ولكن تكوينه وأعراض العدوى به بالإضافة إلى طريقة انتشاره تختلف عن فيروس كورونا.

أسباب التحور عديدة منها التعرض للإشعاعات، درجات الحرارة المرتفعة أو التعرض للكيماويات المختلفة.

المتحور الجديد وفيروس كورونا الأصلي

منذ ظهور فيروس كورونا المستجد في عام 2019 والعلماء في حيرة مستمرة بسبب تحوره المستمر. يكمن القلق من التحور في أن هذا ينتج عنه فيروس أكثر سرعة في الانتشار وأسهل في الإصابة وأعراضه أخطر.

مثلُا ظهر في عام 2021 المتحور دلتا Delta والذي أصاب العالم بالهلع بسبب كونه أقوى وأسرع انتشارًا من فيروس كورونا. وكانت أعراضه أشد بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الوفيات بسببه.

ثم ظهر فيروس أوميكرون وهو المتحور الجديد الأشد خطرًا حتى الآن. يرجع خطره بسبب قدرته الفائقة على الانتشار والعدوى والمكوث في الجسم مهاجمًا الجهاز المناعي والتنفسي مما يسبب أعراضًا خطرة سببت الوفاة لمعظم المصابين به.

لماذا تتحور الفيروسات أسرع من غيرها

في الحقيقة هذا سؤال جيد ولكن يحتاج إلى إعادة صياغة وهو لماذا تتحور الفيروسات التي تحتوي على المادة الوراثية في شكل RNA أسرع؟

الإجابة على هذا السؤال بعد الرجوع إلى علم البيولوجيا الجزيئية والخلية نجد أن الخلايا تنقسم حسب المادة الوراثية إلى اثنين خلايا مادتها الوراثية تتواجد في شكل شريط مزدوج وهذه الخلايا هي الموجودة في كل الكائنات وبعض الفيروسات باستثناء بعض الفيروسات التي تتكون مادتها الوراثية من شريط مفرد.

لن نحتاج إلى الدخول في تفاصيل المادة الوراثية حَالِيًّا ولكننا نحتاج أن نعرف أن الفيروسات التي تحتوي على مادة وراثية مفردة الشريط تكون أكثر عرضة للتحور مثل فيروس الإنفلونزا وفيروس كورونا المستجد، مما يعني أنهم دائمًا ما يتحورون بتغير المادة الوراثية وتتابعها على الشريط فينتج مع كل تغيير أو مجموعة تغيرات فيروس بخصائص جديدة يشبه الفيروس الأصلي.

لذا يمكن استنتاج أن فيروس دلتا والمتحور الجديد أوميكرون هي فيروسات نتجت من تغير المادة الوراثية وتحورها عن فيروس كورونا المستجد الأصلي.

أعراض الإصابة بالمتحور الجديد

لا تختلف الأعراض كثيرًا عن فيروس دلتا وهي كالآتي:

  • سيلان الأنف (رشح)
  • صداع
  • الإرهاق وقد تتراوح شدته بين البسيط والشديد
  • احتقان الحلق

وهذه الأعراض تتشابه جِدًّا مع فيروس الإنفلونزا العادي ونزلات البرد، وهو ما يجعل هذه الأنواع من فيروس كورونا شديدة الخطورة. سابقًا كان من الممكن التمييز بين الإصابة بفيروس كورونا المستجد ونزلات البرد العادية من خلال فقدان حاستي الشم والتذوق أو صعوبة التنفس. لكن فيروس دلتا والمتحور الجديد أوميكرون لا يميزهما شيء عن نزلات البرد الطبيعية مما يجعل اكتشافهما أصعب وسهولة انتشارهما أكبر.

أجريت دراسة على عددٍ من المرضى الذين أوضحت تحاليل PCR الخاصة بهم أنهم مصابون بالمتحور الجديد. كشفت نتائج هذه الدراسة أن 50% من المصابين تشابهت أعراضهم جِدًّا مع نزلات البرد والإنفلونزا العادية، بينما كان لدى المشاركين الآخرين الأعراض الأساسية لفيروس كورونا المستجد من فقدان حاستي الشم والتذوق بالإضافة إلى صعوبة حادة في التنفس.

وأفضت الدراسات أنه حَالِيًّا أصبح فقط 1 من كل 5 أشخاص مصابين سيحدث لهم فقدان لحاستي الشم والتذوق. هذا يجعل من الصعب التمييز بين الإصابة بفيروس الإنفلونزا العادي وفيروسات كورونا المتحورة.

طرق الوقاية

الوقاية خيرٌ من العلاج، حكمةٌ قديمة وهي أصح الحكم التي يجب علينا اتباعها في هذه الأيام، وذلك لما نمر به من مخاطر وانتشار سريع لهذا الوباء، واستمراريته في التحور والتغير ليصيب أكبر عدد ممكن من الأشخاص وارتفاع نسب الوفيات عَالَمِيًّا.

سبل الوقاية من المتحور الجديد هي نفسها سبل الوقاية من فيروس كورونا المستجد، فبالرغم من التحور إلا أنه ما زال يمكن القضاء عليه ومنع الإصابة به من خلال اتباع الآتي:

  • الحفاظ على التباعد الاجتماعي في الأماكن المزدحمة.
  • غسل اليدين باستمرار.
  • لبس الكمامة.
  • تعقيم اليدين بالكحول.
  • البقاء في المنزل عند الشعور بأي من الأعراض السابقة.
  • زيارة الطبيب للتأكد من سلامتك في حال الشعور بالتعب المصاحب لأي من أعراض البرد.

والآن وقد انتهينا من ذكر أهم المعلومات عن المتحور الجديد أوميكرون من الأعراض وأسباب التحور وطرق الوقاية، نتمنى أن تظلوا دائمًا سالمين وفي أحسن حال.

المصادر

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى