صحة نفسيةصحة وطب

تأثير الضغط العصبي على أجهزة جسمك المختلفة وعقلك

نتعرض جميعًا إلى العديد من المواقف التي تسبب الضغط العصبي أو التوتر لنا. في مقالنا اليوم نتعرف على تأثير الضغط العصبي على أجهزة الجسم المختلفة والعقل.

التوتر

تعد هرمونات التوتر هي نفسها التي تحفز استجابة القتال أو الهروب في الجسم. تؤدي هذه الهرمونات إلى سرعة ضربات القلب والتنفس وحركة العضلات. تم تصميم هذه الاستجابة لحماية جسمك في حالات الطوارئ من خلال إعدادك للهروب أو القتال بسرعة. ولكن عندما تستمر الاستجابة للتوتر، يومًا بعد يوم، فقد تعرض صحتك لخطر جسيم.

الإجهاد

الإجهاد هو رد فعل جسدي وعقلي طبيعي لمواقف الحياة التي نواجهها. أي شيء من الأحداث اليومية مثل العمل والأسرة أو أحداث الحياة الخطيرة مثل سماع أخبار طبية مؤسفة أو الحرب أو وفاة أحد الأحباء، كل هذه الأحداث يمكن أن تؤدي إلى التوتر.

بالنسبة للحالات الفورية قصيرة المدى، يمكن أن يكون التوتر مفيدًا لصحتك، حيث يساعدك على التعامل مع المواقف الخطيرة المحتملة. يستجيب جسمك للتوتر بإفراز هرمونات تزيد من معدل ضربات قلبك وتنفسك وتجهز عضلاتك للاستجابة الحركية.

وإذا لم تتوقف استجابتك للتوتر، وظلت مستويات التوتر مرتفعة لفترة أطول بكثير مما هو ضروري للبقاء على قيد الحياة، فقد يكون لها تأثير سلبي على صحتك. يمكن أن يسبب الإجهاد المزمن بعض الأعراض ويؤثر على صحتك العامة. تشمل أعراض الإجهاد المزمن ما يلي:

  • التهيج.
  • القلق.
  • الاكتئاب.
  • الصداع.
  • الأرق.

تأثير التوتر على

الجهاز العصبي المركزي والغدد الصماء

الجهاز العصبي المركزي CNS هو المسؤول عن استجابة القتال أو الهروب. يقوم الدماغ بإخبار الغدد الكظرية بإفراز هرمونات التوتر (هرمونات الأدرينالين والكورتيزول). تعمل هذه الهرمونات على تسريع ضربات قلبك وإرسال الدم إلى المناطق التي هي في أمس الحاجة إليها في حالات الطوارئ، مثل العضلات والقلب والأعضاء المهمة الأخرى.

عندما يزول الخوف، يرسل الجهاز العصبي المركزي إشارات إلى جميع أجهزة الجسم بالعودة إلى طبيعتها. إذا فشل الجهاز العصبي المركزي في العودة إلى طبيعته، أو إذا لم يختفي الضغط النفسي، فستستمر الاستجابة.

الإجهاد المزمن يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام أو عدم تناول ما يكفي، والانسحاب الاجتماعي.

الضغط العصبي

الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية

تؤثر هرمونات الإجهاد على الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية. أثناء الاستجابة للضغط أو التوتر تتنفس بشكل أسرع في محاولة لتوزيع الدم الغني بالأكسجين بسرعة في الجسم.

إذا كنت تعاني بالفعل من مشكلة في التنفس مثل الربو أو انتفاخ الرئة، فإن الإجهاد يمكن أن يجعل التنفس أكثر صعوبة.

التعرض إلى التوتر يؤدي إلى ضخ قلبك أيضًا بشكل أسرع. تتسبب هرمونات الإجهاد في انقباض الأوعية الدموية وتحويل المزيد من الأكسجين إلى العضلات بحيث يكون لديك المزيد من القوة لاتخاذ القرار المناسب، وقد يؤدي أيضًا إلى ارتفاع ضغط الدم.

ونتيجة لذلك، فإن الإجهاد المتكرر أو المزمن سيجعل قلبك يعمل بجد لفترة طويلة جدًا. عندما يرتفع ضغط الدم، تزداد أيضًا مخاطر إصابتك بسكتة دماغية أو نوبة قلبية.

إقرأ أيضًا:

تأثير الضغط العصبي على الجهاز الهضمي

ينتج الكبد جلوكوز إضافي لمنحك دفعة من الطاقة عندما تكون تحت الضغط أو الإجهاد. وإذا كنت تحت ضغط مزمن، فقد لا يتمكن جسمك من مواكبة هذا الارتفاع الإضافي من الجلوكوز، ويزيد الإجهاد المزمن من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.

كما يمكن أن يؤدي اندفاع الهرمونات والتنفس السريع وزيادة معدل ضربات القلب إلى اضطراب الجهاز الهضمي. كما تزداد احتمالية إصابتك بحرقة الفؤاد أو ارتجاع الحمض بسبب زيادة حمض المعدة.

ويمكن أن يؤثر الإجهاد أيضًا على طريقة تحرك الطعام داخل الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى الإسهال أو الإمساك، وقد تعاني أيضًا من الغثيان والقيء وآلام المعدة.

تأثير الضغط العصبي على الجهاز العضلي

تتوتر عضلاتك لحماية نفسها من الإصابة عندما تكون متوترًا، وبمجرد الاسترخاء تعود العضلات إلى وضعها الطبيعي.

ولكن إذا كنت تحت ضغط مستمر، فقد لا تحصل عضلاتك على فرصة للاسترخاء. تؤدي العضلات المشدودة إلى الصداع وآلام الظهر والكتف وآلام الجسم.

الجهاز التناسلي

على الرغم من أن الإجهاد قصير الأمد قد يتسبب في إنتاج الرجال المزيد من هرمون التستوستيرون، ولكن إذا استمر التوتر لفترة طويلة، يمكن أن تبدأ مستويات هرمون التستوستيرون في الانخفاض. وقد يؤدي الإجهاد المزمن أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض البروستاتا.

وبالنسبة للنساء، يمكن أن يؤثر الإجهاد على الدورة الشهرية، مما يؤدي إلى فترات غير منتظمة.

تأثير الضغط العصبي على الجهاز المناعي

يحفز الإجهاد جهاز المناعة، والذي يكون ميزة إضافية في المواقف العاجلة أو الطارئة. يمكن أن يساعدك هذا التحفيز في تجنب الالتهابات وشفاء الجروح. ولكن بمرور الوقت، ستضعف هرمونات التوتر جهاز المناعة وتقلل من استجابة جسمك للأجسام الغريبة.

الأشخاص الذين يعانون من ضغوط مزمنة هم أكثر عرضة للأمراض الفيروسية مثل الأنفلونزا ونزلات البرد، بالإضافة إلى الالتهابات الأخرى.

تعرض الشخص لفترة طويلة من الضغط العصبي أو الإجهاد النفسي يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض المختلفة، ولذلك يجب عليك أن تتعلم تقنيات جديدة للتخلص من الإجهاد العصبي أو النفسي.

المصدر

Mona Hesham

طبيبة حاصلة على أربع لغات، وكاتبة في العديد من التخصصات، الطبية والأسرية والمجتمع والرياضية والتغذية والسياحة.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى